إن أردنا أن نتحدث عن تريند هذه الأيام والساعات سنجد أسم (ترافيس سكوت) هو الأبرز.
والسبب هو إعلانه إقامة حفل له في القاهرة يوم 28 الجاري بسفح الهرم، للغناء أمام الأهرامات في أول حفلاته الغنائية في منطقة الشرق الأوسط، من أجل الترويج لألبومه الجديد (يوتوبيا)، وهو الألبوم المقرر طرحه يوم حفله بالقاهرة، ويحمل غلافه صورة الأهرامات، لكن لن يكشف عن محتوياته وأغنياته، إلا في الحفل.
قوبل إعلان سكوت عن حفله في مصر بالرفض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما جعل الموقف يتصاعد حيث أعلنت نقابة المهن الموسيقية إلغاء تصريح الحفل.
لماذا حدث كل هذا؟
ترافيس سكوت، هو واحد من أهم “الرابرز” الأمريكيين خلال السنوات الماضية، لديه شعبية كبيرة، وجارفة في العالم أجمع.
اسمه الحقيقي جاك بيرمون ويبستر، بدأ مشواره الاحترافي في عالم الراب قبل 10 سنوات فقط، حقق خلالها نجاحات كبيرة، وحصل على نحو 15 جائزة، كما ترشح لثماني جوائز (جرامي)، وفاز بجائزة (جرامي) اللاتينية وعدة جوائز (بيلبورد) وأيضاً (أم تي في).
وتزامنا مع إعلان حفله بالقاهرة وإعلان نقابة المهن الموسيقية إلغاء تصريح إقامة الحفل أنتشرت علي وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الأخبار عن ترافيس سكوت مثل:
أن حفلات سكوت تشهد العديد من القضايا والمشاغبات حتي أنه اعتقل لسلوكه المشاغب بعد تحريض حاضري إحدي حفلاته علي تجاهل الأمن، والإندفاع إلى المسرح.
أيضاً حدثت أزمة خلال غناءه في مهرجان Astroworld في تكساس، عام 2021 ما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص وإصابة مئات آخرين.
اكتسب سكوت سمعة سيئة بسبب الخلافات والقضايا القانونية المتعلقة بالسلامة في حفلاته الموسيقية، ويتهم بأنه يسخر حفلاته من أجل إقامة (طقوس شيطانية).
أيضا من ضمن ما تم تداوله علي وسائل التواصل الاجتماعي، أنه يمارس الماسونية في حفلاته، ويدعم بشدة منظمة الأفروسنتريك المُناهضة للهوية المصرية، وشهدت حفلاته السابقة أفعالا مُخلة بالآداب، مثل تعاطي المخدرات وممارسة الطقوس الغريبة والجنس.
فماذا كان رد سكوت علي ما قيل عنه؟
– ردا على المعلومات المغلوطة على السوشيال ميديا والتي أشارت الى طقوس غريبة في حفلاتى، لا توجد لدي أغنية واحدة تهين أي شعب، ناهيك عن المصريين، لا شىء لدي به أي طقوس غريبه فقط احتفالات.
– أنا من أشد المعجبين بالثقافة والتاريخ المصري، ولهذا اخترت الأهرامات لإطلاق ألبومي الأول من 5 سنوات وهو يعني الكثير لى.
– اقمت حفلا ناجحا جدا في السعودية في أبريل أمام 70 ألف متفرج و لم تكن هناك أي مشكلة.
– نعمل منذ شهور للإعداد للحفل والحصول على التصاريح.
– أنا من هيوستن من أسرة تحترم الناس، تحب الله، وتواظب على حضور صلوات الكنيسة.
– المثار على السوشيال ميديا من حسابات مزيفة وليس لأشخاص حقيقيين.
-حدثت مأساة في 2021 في إحدى حفلاتى لكنى قدمت مئات الحفلات دون حوادث.
– لو لم تدخل معداتنا لن نتمكن من إقامة الحفل.
– أرجوكم لا تدعوا المجال لانتشار المعلومات الكاذبة التى تعرقل هذا الحدث الذى سيجلب الاهتمام الإيجابى لمصر واقتصادها وكنوزها.
وقد علق الفنان عمرو سعد بأن إلغاء الحفل خطأ فادح، وقال: مش من حقكم تاخدوا قرارات للمصريين، بعتذر لهذا المغني العالمي ومتابعيه اللي ممكن يشوفوا المصريين بشكل رجعي ومتخلف، بس بقوله أحنا شعب عاشق لكل ضيوفه ومصر أرض الفنون.
وعلق رجل الأعمال نجيب ساويرس بأن إلغاء حفل المغنى الأمريكي ليس الخطأ، إنما الخطأ هو الموافقة عليه ثم إلغاؤه لأنها تفقد مصر مصداقياتها ولا تحترم التعاقدات وتكبد المنظم خسائر رهيبة، وإعلان الحفل صاحبه دعاية عالمية ضخمة لمصر فقدناها بهذا الإلغاء مع العلم انه غنى في السعودية و الامارات!
وعلق الناقد الفني طارق الشناوي بأن قرار نقابة المهن الموسيقية إلغاء التراخيص الخاصة بإقامة الحفل والبيان الصادر عن النقابة (يدعو للخجل).
مصر مقبلة على إقامة حفلات في العلمين جزء منها دولي، ولو تابع المطربون العالميون ما جرى لسكوت فإن هذا سيؤثر سلبيًا على إقامة تلك الحفلات.
وختم الناقد الفني طارق الشناوي حديثه بأن لديه يقين أن الحفل سيقام في موعده وأنه في الغالب سيضطر نقيب الموسيقيين لإصدار بيان آخر.
وهنا نتساءل هل يجوز أن تبني نقابة المهن الموسيقية قرارها بإلغاء الحفل بناءاً علي معلومات متداولة علي مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأن النقابة صرحت بأنها لا تعرف ترافيس سكوت قبل ذلك، ولكنها تبنت وجهة نظر المتفاعلين علي السوشيال ميديا دون محاولة التحقق إن كان ما يقال صحيح أم خاطيء.
ولا نستطيع إلقاء اللوم علي رواد السوشيال ميديا حين يصدقون أو يكذبون ما يقال دون التأكد من صحته أو كذبه ولكن حين يصدر قرار من نقابة مثل نقابة الموسيقين يجب أن يبنى على حقائق تم التأكد من صحتها لأن ما يصدر من قرارت يمثل مصروليس النقابة فقط.