هل وصلت مرة لأعماق التفكير وأصبح لك رأي مخالف؟ أم كنت من ضمن المارة وتلاقت أفكاركم ببعض؟! لا أحب تشتت الأفكار لكني أفضل أن أكون مع المارة بأفكارهم لأحصل على رأي مخالف أتبعه، حتى وجدته إحدى المرات لأختلف عنهم للمرة المئة..
لما نطالب أن يُسجن الأسد بقفص في الحديقة!
أعلم نها بداية غير مناسبة لكنها ستُبنى عليها إجابات ستأتي عما قريب،
هل توافق على حبس الأسد بالقفص لحماية البشر من أن يعتدي عليهم!
بالطبع كانت إجابتك نعم وإلا سنموت جميعًا..
فمن هنا سأبدأ ما أريد إيصاله بعد أن حصلت على ما أريد.
حضرت كثير من الوقائع يُطلب فيها من النساء البقاء في المنزل خوفًا أن تُسير شهوة “ذكر” فيعتدي عليها. لما نطالب بحبس الفريسة وإطلاق سراح المفترس هو من يمرح بالطرق بكامل حريته؟!
هل لأنه رجل وهي امرأة؟ أم لأنه مُغطى بامتيازات كاذبة لم تمنح للرؤساء ف مناصبهم؟!
فكل الطرق توصل لبعضها وتظل الاجابة غير العاقلة دائمًا: لأنه “رجل”.
أليست الإجابة في بعض السطور السابقة كانت “نعم” الأسد “المفترس” هو من يجب أن يُسجن بالقفص لحماية المارة؟! لم بدلنا “نعم” هنا بـ”لا” يجب أن تبقى هي في المنزل، ووراء تلك الكلمات أساليب العبودية، لما تختلف الإجابة بالرغم من أن الموضوع واحد لم يتغير؟! أم لأنه به “أنثى”؟!
فتتشابه الأقاويل كل يوم عن تلك الحادثة ويختلف قائلها، فبكل يوم يزيد الاعتداء بجميع أشكاله على النساء ويكون خلف الإطار ذكر، في كل مرة تنال هي اللوم ويحظى هو بكل الدعم حتى إذا كانت جريمته انه قتل “أنثى”.
فيوجد خلل بالمجتمع بالطبع عندما يُقتل رجل من قِبل رجل آخر، فيحاسب في وقتها ويهاجم أيضًا من جميع الفئات، وتنقلب الرؤى إذا كانت الضحية “أنثى”، فيؤجل محاسبة الجاني لحين العثور على دليل يُفرج عنه، أو بجمع التبرعات له لإخراجه من مأزقه، أو بحملات دعم له. فقط لأنها “أنثى”.
ففي مثل هذه المجتمعات ستسمع أن “المرأة مُكرمة”، فحقاً لم أر تكريم أفضل من أنني يتم قتلي من قِبل ذكر فيقوم الشعب بجمع التبرعات لدعم من قتلني! ولن أخلو من سرد القصص المشابهة لكنها لم تنتهي.
ففي كل البلاد والمجتمعات سنجد الحالات الشاذة المؤيدة للعنف، بالأخير أنها “حالات شاذة” لا تتجاوز 10% فقط خطر على المجتمع، ولكن يجب أن ننظر للأمر بعين الاعتبار عندما تكون تلك الحالات الشاذة بمثل مجتمعنا هم أصحاب التفكير السوي!
الأمر يتطلب جهدًا لتعديل هذا السلوك المجتمعي، ولكن يتطلب جهدًا أكبر لإيقاف الناس عن إرجاعنا لنقطة الصفر من جديد، الأمر يتجدد، ذاته الوقت الذي نصل إليه إلى مكانة أرقى نُجبر على الرجوع أضعاف ما وصلنا له من التقدم مرة أخرى بسبب هؤلاء الذين يجهلون بحقوق البشر. وكأننا مُتشبثين بحبال صاخبة مرتبطة بالعصر الجاهلي عندما نتطلع إلى الأمام تسحبنا للوراء له، فالزاوية الثابتة التي أنظر منها لموقفهم من النساء موقف واحد لا يتغير، وهو غرائزهم الشخصية.
بالطبع مثل معارضتك لشيء لأنه سيفقدك امتيازاتك التي حصلت عليها، الأمر يُشبهه، فأتأكد بكل مرة يتم معارضتي بها من قِبل رجل أو امرأة أعلم تماماً أنه حاصل على امتيازات مجتمعية جاءت من العدم ونُسبت له على حساب امرأة أخرى، وأعلم أيضاً أن معارضة النساء للنساء غيرهن هو موقفهن السلبي من حياتهن التي سُلبت فيها حقوقهن ويحاولن إقناع أنفسهن أنه الطبيعي أن أكون تابعة لرجل، أو معيشتهم التا كانت نمطًا ثابتًا مستمرًا لتلك الدائرة.
أعطي لهم العذر دائماً، فتلك الرؤى الخاصة بهم تم محاصرتهم من جميع الجهات بواسطة المجتمع والذكور ومن يحملون افكار العصور المتأخرة لترصد بها الأفكار، فتلك الأعذار كاذبة.. هذا يوحي أن من يملك تلك الأفكار لم يستعمل عقله لدقيقة ليستوعب ويسأل نفسه عما يحدث صحيح أم لا؟