يعتبر من أكبر التحديات التي تواجه الأفراد والأسر حاليًا في ظل الأزمة الاقتصادية التي تجتاح العالم بأكمله هو “مصروف البيت” أو “الميزانية”، من يُنفق الزوج فقط أم كلاهما معًا مشاركة بينهما؟!
دائما ما يلجأ المجتمع إلى فكرة “القوامة” حيث أنها فكرة اجتماعية تقليدية تشير إلى أن الرجال يتحملون مسؤولية القيادة والسيطرة في المجتمع، وذلك بناءً على دورهم التقليدي كمعيلين للأسرة والمسؤولين عن توفير المال والدعم المادي.
ووفقًا لهذه الفكرة، يُعتبر الرجل قائدًا في الأسرة والمجتمع، حيث يُفترض أن يكون لديه سلطة وسيطرة على الأمور المالية واتخاذ القرارات الهامة. كما يُفترض أن يكون لديه حق التحكم في المصروفات والإنفاق، بحيث يستخدم ذلك كأداة لإظهار سطوته وسلطته.
وبشكل عام، فإن هذه الفكرة تشير إلى أن قوامة الرجل تستند إلى قدرته على توفير المال وبذل جهود مادية من أجل دعم الأسرة.
وفي ظل الأزمة الاقتصادية، يمكن اتخاذ عدة إجراءات للتحكم في مصاريف البيوت والحفاظ على استقرار الميزانية الشخصية. ومن بين هذه الإجراءات:
1. إعادة تقييم المصروفات: قد يكون من الضروري إعادة تقدير أولويات المصروفات والتخلي عن بعض التكاليف غير الضرورية.
2. التخطيط المالي: بإعداد موازنة شهرية لتحديد المبلغ المطلوب للمصروفات الأساسية والضرورية، وتجنب التبذير في المشتريات غير الضرورية.
3. التسوق بذكاء: نقارن الأسعار ونبحث عن عروض خاصة قبل شراء أي سلعة أو خدمة، كما يُفضَّل شراء المستلزمات من المتاجر التخفيضات.
4. توفير الطاقة: نحافظ على استهلاك الطاقة بشكل فعال، مثلاً من خلال إغلاق أجهزة التكييف والإضاءة عند عدم الحاجة إليها.
5. البحث عن مصادر دخل إضافية: قد يكون من المفيد البحث عن فرص عمل إضافية أو استغلال المهارات الشخصية لتحقيق دخل إضافي.
6. تقليل الديون: حاول تسديد الديون بأسرع وقت ممكن، وتجنب اتخاذ قروض جديدة إلا في حالات الضرورة.
7. التواصل مع شركات الخدمات: قم بالتواصل مع شركات الخدمات المختلفة (مثل شركات الماء والكهرباء) لطلب تسهيلات أو خطط سداد مرنة في حال كانت هناك صعوبة في سداد الفواتير.
8. تشجيع التبادل والمشاركة: قم بتشجيع التبادل والمشاركة مع أفراد آخرين في المجتمع، مثلاً من خلال تقاسم تكاليف بعض المستلزمات أو خدمات.
وقد يرى البعض أن مصاريف الحياة الأسرية يجب أن تكون مشاركة بين الطرفين، أي الزوج والزوجة. يجب على كلا الطرفين المساهمة في تغطية تكاليف المعيشة والنفقات المختلفة للأسرة.
بالنسبة للمرأة العاملة، فإنها ليست ملزمة بالصرف في المنزل ولكن ذلك يكون بالتراضي والاتفاق ويعتبر توزيع المهام المنزلية والمسؤوليات بين الأزواج قضية شخصية وتعتمد على اتفاقات داخل الأسرة. يجب أن يتم التوازن بشكل عادل بحيث يشارك كلا الطرفين في أعباء المنزل والأعمال المنزلية بشكل مناسب ومتوافق مع ظروف كلا الشركاء.
في النهاية المشاركة بين الطرفين والحوار والاتفاق على التخطيط والتنظيم وعدم الإسراف في جوانب الترفيه وبعض الخدمات، وعدم إرهاق أحد الطرفين للآخر في تكاليف هي مجرد مظاهر خادعة، من أهم عوامل نجاح تنظيم ميزانية البيت.