مبادرة “كوني حذرة”:التوعية بـ “الابتزاز الإلكتروني” تبدأ من الأهل.. والخوف يدفع الفتيات للانتحار

منذ أيام، أطلق حزب العدل مبادرة “كوني حذرة” لمكافحة ظاهرة الابتزاز الإلكتروني والقضاء عليها والحد من آثارها السلبية، وهو ما جعلنا في “فكر تاني” نتواصل مع الكاتبة نرمين ميشيل أمينة قطاع شمال بحزب العدل، لمناقشتها في أهداف المبادرة ومعرفة أسباب إطلاقها وآليات عملها على أرض الواقع.

في البداية.. ما السبب الحقيقي وراء إطلاق المبادرة في هذا التوقيت؟

في الفترة الأخيرة وبسبب الظروف الاقتصادية، لجأت ربات البيوت والفتيات الأصغر سناً للبحث عن فرص عمل، وأغلب طرق التقديم على الوظائف كانت من خلال لينكات، وللأسف بعض من هذه اللينكات كانت هاكرز، يجمعون صور الفتيات ويبتزوهن جنسيًا وماديًا.

وهناك فتاة لجأت إلينا في الحزب منذ فترة، تعرضت للابتزاز الإلكتروني من قبل صاحب العمل، حيث أنها أقدمت على الانترفيو وتركت بياناتها الشخصية من رقم تليفون وعنوان وبطاقة، وبعد أيام فوجئت أن صاحب العمل أسفل منزلها، يطلب منها النزول إليه وسد رغباته وفي حالة رفضها سيقوم بفضحها وتشويه صورتها في المنطقة التي تعيش فيها، وهو ما جعل الحزب يتدخل نفسيًا لطمأنة الفتاة وقانونيًا لمنع هذا الرجل من التعرض لها، وبسبب هذه الحالات فكرنا في مبادرة “كوني حذرة”.

لماذا اختار الحزب اسم “كوني حذرة” للمبادرة؟

اختيار اسم المبادرة جاء من قلب الرسالة وهدفها، هو اسم توعوي ومضمونه “خدوا بالكم.. في خطر.. لازم تكوني حذرة من كل اللي حواليكي.. كوني حذرة من الابتزاز الالكتروني”.

حدثينا أكثر عن أهداف “كوني حذرة”؟

هدفنا هو توعية الفتيات والنساء بخطورة الوقوع في تلك الأخطاء التي تسببها الثقة في غير محلها، وتوعيتها في الأساس بأن دائرة خصوصيتها مقدسة يجب عليها أن تحافظ على غلقها وعدم وجود أية فرصة لاختراقها، بجانب، توعية الشباب بخطورة هذه الجريمة وتوعية أسرهم بالتركيز على تربيتهم بشكل سوي.

من وجهة نظرك كـ امرأة وأم ما أسباب الابتزاز الإلكتروني؟

عدم الوعي وغياب لغة الحوار مع  الشباب والفتيات. فـ”التوعية لو مجتش من البيت في المرتبة الأولى بناتنا هيضيعوا.. البنات لما بتتعرض للابتزاز بتخاف تقول لأهلها وبتخاف من رد فعلهم.. وده في حالات بيوصل للانتحار زي ما حصل ما بسنت فتاة الغربية، فمهم جدًا الأهل يكونوا فاهمين وعندهم وعي في التعامل مع الحالات دي، وفي عصر التكنولوجيا واختراق الذكاء الاصطناعي العالم إحنا في كابوس فلازم نكون صاحين وفاهمين لأن سهل فبركة فيديو وصور”.

هل هناك آليات عمل واضحة لـ “كوني حذرة” على أرض الواقع؟

في البداية، نسعى إلى إطلاق “كوني حذرة” في كل المحافظات، وعمل أنشطة جماهيرية بين أهالينا في كافة ربوع الوطن، حتى نتمكن من أداء دورنا وإيصال رسالتنا وهي أساسها التوعية بخطورة الابتزاز الإلكتروني وكيفية التصدي له.

ما الإجراء القانوني المتبع في حالات الابتزاز الإلكتروني؟

الإجراء المتبع هو اللجوء إلى القانون، لكن مع الأسف القانون الموجود شامل وليس خاص بالقضايا الإلكترونية، لذا نحن بحاجة إلى قانون أكثر تحديدًا لينظم تلك التعاملات، قانون يتعامل معها ومع ما تفرضه التحديات من مستجدات، لذلك يجب إنشاء قانون مصري يحمى تلك المعاملات، قانون يضع حدًا للجرائم والانتهاكات التي تتم بشكل متكرر، ولذلك الحزب يطالب بإنشاء قانون موحد للعنف ويندرج تحت هذا القانون كل ما يخص المخاطر الالكترونية التي تتعرض لها المرأة.

أخيرًا.. هل هناك مطالب قدمها الحزب للمؤسسات المعنية بشأن مبادرة “كوني حذرة”؟

هناك قائمة من المطالب، أهمها إنشاء منصة إلكترونية تابعة لمؤسسات الدولة يتم من خلالها استقبال كل ما هو يخص أو يندرج تحت المخاطر الالكترونية، ومن خلالها أيضاً يتم الحماية التقنية، وإنشاء خط ساخن يتبع مركزي التحكم للشبكة الموحدة الوطنية لخدمات الطوارئ والسلامة بالمقطم، لأنه يتصل مباشرة بالقمر الصناعي وذلك يسهل استخدامه في حل مشاكل كثيرة.

اقرأ أيضاً: حكايات من دفتر الاعتداء الجنسي.. ماذا شعرن وقتها؟

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة