لم تكتف سفينة تيتانك بـمصرع 1500 شخص وأكثر عام 1912، خلال غرق السفينة بعد ارتطامها بجبل جليدي كبير في المحيط الأطلسي، لكن وبعد 111 عاماً على هؤلاء الضحايا ما زالت تيتانك تحصد ضحايا آخرين.
في 18 يونيو الماضي، فُقد التواصل مع الغواصة تيتان، والتي تديرها شركة (أوشن جيت) في المياه الدولية في شمال المحيط الأطلسي ، كانت الغواصة في رحلة استكشافية سياحية لمشاهدة حطام سفينة تيتانك، وكان على متن الغواصة خمسة أشخاص.
وبعد عملية بحث استمرت لأيام في أعماق المحيط الأطلسي، قالت شركة (أوشين جيت)، في بيان: (نعتقد أن مديرنا التنفيذي ستوكتون راش وشاه زادة داود ونجله سليمان داود وهاميش هاردينغ وبول هينري نارغيوليت، فُقدوا للأسف)، وأضافت: (كان هؤلاء الرجال مستكشفين حقيقيين يتشاركون روح المغامرة المميزة، وشغف عميق لاستكشاف محيطات العالم وحمايتها).
وجاء الإعلان الرسمي، بعدما أكدت وسائل إعلام أمريكية العثور على حطام الغواصة المفقودة (تيتان) قرب سفينة (تيتانيك) لتلقى نفس مصيرها ولكن بعد 111 عاما من حادثة الأخيرة.
تعود ملكية الغواصة «تيتان» إلى شركةOceanGate Expeditions، وهي شركة ذات ملكية خاصة، وتنظم هذه الشركة رحلات استكشافية يمكن أن تستمر حتى تسعة أيام للسياح الذين يرغبون في دفع أسعار باهظة للسفر إلى حطام السفن والأودية تحت الماء، كنوع من المغامرة -وفقاً لموقع الشركة- فهي تستطيع توفير غواصات مأهولة للمشاريع التجارية والبحث العلمي.
وعن الغواصة «تيتان» قالت الشركة: إنها الغواصة الوحيدة في العالم المؤهلة لأن تصطحب 5 أشخاص على عمق 4000 متر؛ أي أكثر من 13100 قدم تحت سطح المحيط؛ مما يمكّنها من الوصول إلى ما يقرب من 50% من قاع البحار في العالم، وتُظهر صور الجزء الداخلي للغواصة أن من كانوا على متنها سيكون لديهم مساحة محدودة للوقوف أو الجلوس.
ويمكن أن تبقى الغواصة تحت الماء لمدة 96 ساعة وأكثر إذا كان فيها أقل من خمسة أشخاص. وفي وقت سابق، أخذت الشركة الكثير من الأشخاص في جولات إلى موقع تيتانيك منذ عام 2021، ودفع الضيوف 250 ألف دولار لكل فرد منهم للسفر إلى الحطام.
وقبل ذلك وبالتحديد في عام 2018 كان قادة صناعة الحرف الغاطسة قلقين للغاية بشأن رحلات الشركة، ووصل الأمر إلى توقيع 36 منهم خطاباً للشركة يحذرون من مشاكل كارثية قد تحدث في تطوير الغواصة والرحلة التي ستتوجه إلى حطام تيتانيك وفقاً لتقرير (جارديان).
ما يذكرنا بالتحذيرات التي جاءت لطاقم السفينة تيتانك من وجود جبل جليدي ضخم في مياه المحيط، إلّا أنّها لم تستجب لهذه التحذيرات وكانت تسير بأقصى سرعتها حتى حدث ما حدث.
أيضاً شركة (أوشن جيت)، لم تلتفت الي التحذيرات وإمكانية حدوث مشاكل كارثية أثناء توجه الغواصة إلى حطام سفينة تيتانك، وفشلت الجهود الكبيرة لإنقاذ (تيتان)، بعدما أعلن خفر السواحل الأمريكي في مؤتمر صحفي، العثور على (حطام)، الغواصة، وتأكيده مقتل ركابها.
وأن الحطام الذي عُثر عليه هو من (الجسم الخارجي) للغواصة، وأنه تم العثور عليه في قاع المحيط على مسافة تبعد حوالي 1.600 قدم (487متراً) من مقدمة السفينة تيتانيك.
وتلقى تيتان مصير تيتانك ولكن بعد 111 عاماً من الحادثة الأولي.
ومن الفوارق الغريبة والتي اكتشفتها جريدة النيويورك تايمز من خلال سجلات الأنساب، أن السيدة ويندي راش زوجة (ستوكتون راش)، المدير التنفيذي لشركة أوشن جيت مالكة الغواصة (تيتان)، فقدت جدها وجدتها على سفينة تيتانك عام 1912 وقت غرق السفينة وإرتطامها بالجبل الجليدي في المحيط الأطلسي، وفقدت زوجها (ستوكتون راش)، عام 2023 في الغواصة (تيتان) أثناء البحث عن حطام تيتانك، وبذلك تكون السيدة ويندي راش قد فقدت جدها وجدتها وزوجها بسبب تيتانك وتوابعها.
اقرأ أيضاً: خفر السواحل الأمريكي يغلق ملف الغواصة تيتان