كيانات سياسية جديدة ومرشحين محتملين.. حراك سياسي على الضيق

حالة من الحراك السياسي المحدود لم تشهدها الساحة السياسية المصرية منذ سنوات، عادت بعض التحركات والمشاروات والتنظيمات إلى الساحة مجددًا، معظمها يستهدف موسم الانتخابات القادمة سواء الرئاسية أو البرلمانية.

التيار الحر “تجمع ليبرالي انتخابي”

في أواخر شهر يونيه الماضي، أُعلن عن تدشين ” التيار الحر” الذي يضم عدد من أحزاب المعارضة المصرية الليبرالية وشخصيات عامة، وذلك بعد عام من التشاور لإطلاق التيار الذي يضم أحزابًا هي جزء لا يتجزأ من الحركة المدنية الديمقراطية والتي تضم 12 حزبًا سياسيًا.

ويضم التيار أربعة أحزاب سياسية وهي؛ المحافظين، والدستور، والإصلاح والتنمية، ومصر الحرية، بالإضافة لبعض الشخصيات الليبرالية. ويقدم التيار خارطة طريق للخروج من الأزمات الحالية وتحديدًا فيما يخص الاقتصاد، وذلك وفقًا لما ذكره هشام قاسم المتحدث الرسمي باسم التيار.

ونفى المتحدث باسم التيار الحر أن يكون التيار انشقاقًا عن الحركة المدنية التي تضم ذات الشخصيات والأحزاب بجانب آخرين. موضحًا أن الرؤى فيما يخص الاقتصاد المصري مختلفة داخل الحركة المدنية، نظرًا لتنوع الأحزاب والأيدولوجيات، وخاصة في ما يتعلق بسياسات الاقتصاد وملكية الدولة للشركات وشبكات الحماية الاجتماعية، لذلك كان لا بد من وجود تيار يجمع فقط من يتشاركون في إيمانهم بالاقتصاد الحر.

وأشار قاسم إلى أنه خلال ثلاثة أشهر سينتهي التيار من وضع تصوراته في عدد من القضايا مثل الضرائب والعدالة الاجتماعية، وقال: “نحن مستعدون لتقديم البديل”.

كما أكد قاسم على أن التيار لا ينوي، حتى الآن، الدفع بمرشح للتنافس على منصب رئاسة الجمهورية، نظرًا لغياب ضمانات التنافس العادل. كما أكد على أن التيار لم يقرر بعد دعم المعارض أحمد طنطاوي الذي أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة، وأن الأمر مازال قيد المناقشة.

لكن في المقابل أكد قاسم على أن التيار سيعمل على حشد التأييد خلال العامين المقبلين للتنافس في انتخابات مجلس النواب في 2025.

بينما أكد “محمد أنور السادات” القيادي بالتيار ورئيس حزب الاصلاح والتنمية، أن التيار سوف يدعم مرشحا في انتخابات الرئاسة، سواء كان هذا المرشح من داخل التيار أو من خارجه.

اقرأ أيضاً: التيار الليبرالي

كتلة الحوار

بعد أسابيع قليلة من انطلاق جلسات الحوار الوطني، أعلن عن انطلاق ما سمي بـ”كتلة الحوار”، بقيادة البرلماني السابق باسل عادل، العضو السابق في حزب المحافظين. وكان عادل قد قال في كلمته في مؤتمر الشباب بحضور السيسي الذي عقد مؤخرًا، إن التكتل الجديد “لا ينتمي إلى المتربصين ولا إلى المهلّلين”، في المقابل اعتبر بعض المعارضين أن التكتل خرج من رحم النظام.

وأوضح عادل: “أن كتلة الحوار عبارة عن تكوين سياسي جديد من متن الحوار الوطني”. وتابع: “هناك نية بتأسيس حزب سياسي في المرحلة المقبلة، لكن الحديث عن انتخابات الرئاسة بالنسبة لكتلة الحوار أمر سابق لأوانه، فليس لدينا مرشح، وليست لدينا انتخابات حاليًا، فالأمر ليس في حسابنا.

وأكد عادل: “لسنا أعضاء في الحركة المدنية، ولسنا بديلاً لضرب الحركة المدنية بل نحن في منطقة سياسية أخرى، لا ننافس الحركة المدنية ولا ندعو لانطفائها، على الرغم من أن لدينا تعليقات عديدة على أدائها”. ومن ضمن هذه التعليقات، برأيه، أن الحركة المدنية “لم تقدم أي شيء للمجتمع السياسي في الفترة الأخيرة، لكننا في النهاية لسنا بديلاً عنهم ولا نسعى لضربهم، بل نتمنى لهم التوفيق، وهم أساتذة وشيوخ في الحياة السياسية وتعلمنا منهم الكثير”.

ويضم كتلة الحوار مجموعة من الأكاديميين وأساتذة الجامعة وسياسيين ونواب سابقين. وحتى الآن لا يوجد أية تصريحات من الكتلة تؤكد أو تشير إلى مشاركتهم في الانتخابات البرلمانية القادمة وهو ما سوف يتضح خلال الفترة لقادمة.

المرشحون في الانتخابات الرئاسية

افتتح المعارض والنائب السابق أحمد طنطاوي ريئس حزب الكرامة السابق، الحديث عن الترشح على الانتخابات الرئاسية المقبلة، إذ أعلن عن ترشحه للانتخابات في 20 إبريل، كما أعلن عن رغبته في دعم الحركة المدنية المعارضة والتي تضم 12 حزبًا سياسيًا مصريًا.

في المقابل، ناقش حزب المحافظين وهو أكبر أحزاب الحركة المدنية، احتمالية ترشح رئيسه أكمل قرطام للانتخابات الرئاسية القادمة. فخلال الأيام القليلة الماضية، اجتمع المجلس التنفيذي للحزب لمناقشة موقف قرطام من الترشح. ومن المتوقع أن يعلن الحزب بشكل رسمي ترشيح قرطام ممثلًا عنه للانتخابات الرئاسية المقبلة خلال الفترة القادمة.

وفي الوقت الذي يفكر حزب المحافظين في الدفع برئيسه للترشحه في الانتخابات الرئاسية القادمة، دارت مناقشات داخل حزب الدستور أحد أحزاب الحركة المدنية أيضًا للدفع برئيسته جميلة إسماعيل في الانتخابات الرئاسية القادمة.

صراع في الوفد حول مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة

ومن خارج أحزاب الحركة المدنية المحسوبة على المعارضة، أعلن رئيس حزب الوفد، عبد السند يمامة، نيته الترشح للرئاسة. وقال يمامة لـ«مدى مصر»: «الوفد يستحق أن ينافس على مقعد رئاسة الجمهورية»، مضيفًا أن قيادات حزب الوفد وافقوا على ترشحه للرئاسة.

وأضاف يمامة أن موقفه من الرئيس السيسي واضح، وأنه طالب بتخليد اسمه بجانب أسماء الزعماء سعد زغلول ومحمد علي.

وعما يريده من وراء الترشح للرئاسة ومدى قدرته على منافسة السيسي، الذي لم يعلن رسميًا حتى الآن موقفه من الترشح لفترة رئاسية ثالثة وأخيرة، قال يمامة: «عندما أتحدث عن نفسي وتاريخي، فأنا لا أقبل أن أكون وصيفًا ولا ماريونيت ولا دوبلير».

في الوقت نفسه أعلن فؤاد بدراوي، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، نيته خوض الانتخابات الرئاسية عن حزب الوفد، بناءً على توافق زملائه من أعضاء الهيئة الوفدية.

بدراوي، الذي أعلن نيته خوض انتخابات رئاسة الجمهورية المُقبلة، أكد في بيان أصدره اعتراضه على إعلان رئيس الحزب ترشحه للرئاسة، مؤكدًا أن ادعاء يمامة بأنه مرشح الحزب ليس سوى انتحال يعاقب عليه القانون، ومشددًا على أنه لا يجوز استخدام يمامة لأموال «الوفد» في حملته الانتخابية وإلا اعتُبرت جريمة استيلاء على المال العام، كما حذر من تجاهل رئيس الحزب لأحكام نظامه الداخلي.

وكان النائب محمد عبد العليم داوود، عضو «عليا الوفد»، أكد عبر فيسبوك على عدم انعقاد اجتماع لهيئة العليا لاختيار مرشح الحزب، مشددًا على ضرورة أخذ رأي جميع أعضاء الحزب قبل اتخاذ قرار بدعم مرشح دون الآخر لتجنب انقسام الحزب.

وفي الوقت الذي اختلف فيه بدراوي ويمامة على تسمية مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية المقبل، اتفق المرشحان المحتملان على إظهار إعجابهما بالمنافس الرئيسي المتوقع في الانتخابات، وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي، فعلى غرار إعجاب يمامة أكد بداروي أنه لا يكن سوى كل احترام وتقدير للرئيس السيسي، بحسب مداخلة تليفزيونية، أشاد فيها بكل ما قدمه الرئيس للوطن والمواطنين من خدمات، قائلاً: «أنا دايمًا باقول قد لا نستفيد نحن منها، لكن ممكن أحفادنا وأولادنا في المستقبل هما اللي يستفيدوا».

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة