«الذكاء الاصطناعي» إلي أين؟!

الذكاء الاصطناعي أو الـ AI اختصارًا هو مصطلح يشكّل مظلّة للعديد من التقنيات التي تتيح للآلات أن تحاكي الذكاء البشري.

عندما يفكّر البشر فهم يشعرون ويحسّون بما يحدث من حولهم، إنّهم يدركون ما تعنيه هذه الظروف المحيطة بهم ويتخذون قرارًا بناءً على ذلك ومن ثمّ يتصرّفون بناءً عليه. كذلك الحال بالنسبة للأجهزة الذكية أو المزوّدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، فهي إن صحّ القول تعتبر في المراحل الأولى لتطبيق هذه السلوكيات البشرية ذاتها.

تاريخ الذكاء الاصطناعي

لقد مرّ الذكاء الاصطناعي بمراحل عديدة منذ بداياته وحتى يومنا هذا وفيما يلي تلخيص لأهمّ هذه الأحداث:

يعود تاريخ المرّة الأولى التي ذُكرت فيها كلمة «Robot» إلى عام 1921 حينما استخدمها الكاتب التشيكي كارل تشابيك في مسرحيته «روبوتات روسوم العالمية». حيث تمّ اشتقاق الكلمة من «Robota»  والتي تعني العمل.

كان آلان تورنغ Alan Turing واحدًا من أهمّ المؤثرين في تطوّر الذكاء الاصطناعي، حيث نشر مقالاً عام 1951 بعنوان «آلات الحوسبة والذكاء» « Computing Machinery and Intelligence»، والذي اقترح فيه لعبة المحاكاة التي أصبحت فيما بعدُ تُعرف باسم اختبار تورنغ.

كانت ولادة الذكاء الاصطناعي بصفته علمًا حقيقيًا سنة 1956 خلال ورشة عمل صيفية حملت اسم «مشروع دارتموث البحثي حول الذكاء الاصطناعي»، والتي قام فيها جون مكارثي  John McCarthy، مخترع لغة البرمجة LISP باستخدام مصطلح « Artificial Intelligence» للمرة الأولى. كان الهدف الرئيسي من هذه الورشة البحث عن وسائل تمكّن الآلة من محاكاة جوانب الذكاء البشري.

خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي بدأ الباحثون في مجال الذكاء الاصطناعي باستخدام الحواسيب للتعرّف على الصور، ترجمة اللغات وفهم الإرشادات والتعليمات باللغة البشرية. وبدأت مجالات الذكاء الاصطناعي الفرعية بالظهور في مختلف نواحي الحياة.

كان الإنجاز الكبير سنة 2016 حينما طوّرت شركة جوجل برمجية ذكاء اصطناعي تحمل اسم AlphaGo والتي تمكّنت من هزيمة بطل العالم في لعبة Go اللوحية المعقّدة. كان هذا الإنجاز خطوة كبيرة حقًا في مجال تعلم الآلة لأنّ برنامج AlphaGo تعلّم قوانين اللعبة وتمكّن من اللعب على مستوى خبير من تلقاء نفسه دون أيّ برمجة سابقة.

استمرّ تطوّر مجالات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في السنوات اللاحقة أيضًا، وتشعّبت تطبيقاته في الحياة العملية، فرأينا الآلي الذكي «صوفيا» القادرة على بناء علاقات شبه حقيقية مع البشر، واستخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي في الهواتف المحمولة من خلال تطبيقات المساعدة مثل Google Assistant أو Siri وغيرها الكثير من الجوانب الأخرى التي سنتطرّق للحديث عنها لاحقًا في المقال.

لا يسعُنا اليوم القول بإنّ هنالك وجودًا حقيقيًا لما يعرف بالذكاء الاصطناعي الخارق أو Super AI بالإنجليزية. لكن ممّا لا شكّ فيه أنّ هذا العلم في تطوّر مستمرّ، وسيشهدُ المزيد من التطوّر والتقدّم مستقبلاً.

مخاوف من الذكاء الاصطناعي

 

ففي أواخر 2014 أشار عالم الفيزياء الراحل ستيفن هوكينغ إلى أن تطوير ذكاء اصطناعي كامل قد يمهد لفناء الجنس البشري، محذرًا من قدرة الآلات على إعادة تصميم نفسها ذاتيًا.

كما أعلن المؤسس والرئيس السابق لشركة مايكروسوفت بيل غيتس في 2015 عن رغبته في بقاء الروبوتات غبية إلى حد ما، وقال «أنا في معسكر من يشعر بالقلق إزاء الذكاء الخارق». وفي العام ذاته وصف المخترع والمستثمر الأميركي إيلون ماسك الذكاء الاصطناعي بأنه من أعظم المخاطر التي تهدد الوجود البشري، كما شبه تطوير الآلات الذكية «باستحضار الشيطان».

ويستثمر ماسك (مؤسس مشروع صواريخ الفضاء التجارية سبيس إكس، وسيارات تسلا الكهربائية) وغيره ملايين الدولارات في أبحاث لاكتشاف المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي وكيفية التعامل معها.

إيجابيات وسلبيات الذكاء الاصطناعي

من أهم إيجابيات الذكاء الاصطناعي توفير التكاليف، السرعة، تحليل البيانات واتخاذ القرارات، أما بالنسبة للسلبيات انتهاء وظائف بعينها، الاعتمادية الكلية عليه في بعض المهام، أكثر عرضه للهجمات الالكترونية، لا يستطيع فهم المشاعر الإنسانية او التعاطف مع التجارب البشرية.

استخدامات الذكاء الاصطناعي ومجالاته

تتوسّع تطبيقات الذكاء الاصطناعي ومجالاته لتشمل العديد من الجوانب في حياتنا، ولا شكّ أنّ كلّ واحد منّا قد تعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل أو بآخر خلال حياته اليومية.

فيما يلي بعض الأمثلة على استخدامات هذه التقنية في حياتنا

  1. الذكاء الاصطناعي في التسويق.
  2. الذكاء الاصطناعي في الخدمات المصرفية.
  3. الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية.
  4. الذكاء الاصطناعي في التعليم.
  5. الذكاء الاصطناعي في اكتشاف الفضاء.

مستقبل الذكاء الاصطناعي

ازداد انتشار مفهوم الذكاء الاصطناعي وتوسعت مجالاته وتطبيقاته كثيرًا في السنوات الأخيرة. ممّا قد يدفعنا للتساؤل: ما هو مستقبل الذكاء الاصطناعي؟ وما هي وظائفه.

إن تقنيات الذكاء الاصطناعي تتطور بسرعة كبيرة، وتصبح أكثر تعقيدًا كل عام، ويرى الباحث المتخصص في مجال الذكاء الاصطناعي لدى شركة غوغل وجامعة تورنتو جيوفري هينتون أن الآلات ستوازي الإنسان ذكاءً خلال خمسة أعوام من الآن.

ويقف هينتون خلف تطوير برنامج غوغل الذكي «ألفاغو» الذي هزم بطل العالم في لعبة «غو»، لكنه لا يرى أن علينا خشية الذكاء الاصطناعي، لأن أي تقنية جديدة قد تكون مثيرة للخوف في حال أسيء استخدامها، حسب قوله، وأن المسالة تتعلق بكيفية تعاملنا مع التكنولوجيا بشكل لا يجعل منها مؤذية للبشر.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة