الموت المفاجئ للمصريين يسجل ١٠٠٠ حالة كل ثلاثة أيام

في ظل الانتشار الواسع لظاهرة الموت المفاجئ التي تشكل شبحًا جديدًا يطارد المصريين، جعلنا نضعها في المقدمة لدراسة هذه الظاهرة وتحليلها لمعرفة أسباب حدوثها وانتشارها وطرق تجنب حدوثها والظروف المحيطه بها وما إذا كانت تتعلق بفئه عمرية أو شريحة محددة.

في حديث تليفزيوني ببرنامج «مساء دي إم سي» أكد الدكتور جمال شعبان عميد معهد القلب الأسبق أن ظاهرة الموت المفاجئ زادت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، ففي أمريكا على سبيل المثال وصل عدد الحالات فيها إلى 300 ألف حالة سنويًا، ونحن عدد السكان ثلث عدد السكان في الولايات المتحدة الأمريكية، بذلك بالتقريب نحن لدينا 100 ألف حالة تتوفى بالموت المفاجئ في مصر يعني 1000 حالة كل ثلاثة أيام.

وأضاف شعبان أن ارتفاع حالات السكتة القلبية المفاجئة يرجع إلى زيادة أمراض القلب، قائلًا: «25% من المصريين لديهم مرض الضغط، وفي القاهرة الكبرى واحد من كل ثلاثة أشخاص يعاني من مرض ضغط الدم المرتفع، والأزمة أن مرض ضغط الدم هو القاتل الصامت، لأنه ليس لديه أعراض».

وفي هذه الأثناء أوضح شعبان أن الصدمات المبكرة والضغوط الاقتصادية والاجتماعية والنفسية بسبب الظروف المحيطة من عوامل الخطورة لا سيما على الشباب من صغار ومتوسطي العمر.

كذلك كشف تقرير رسمي صادر عن منظمة الصحة العالمية في ديسمبر ٢٠٢٠ أن أمراض القلب تعتبرالسبب الرئيسي للوفاة على الصعيد العالمي، ووفقًا للتقرير فإن داء القلب الأقفاري هو الأشد فتكًا في العالم وهو المسؤول عن 16% من إجمالي الوفيات في العالم، تليه السكتة الدماغية وداء الانسداد الرئوي المزمن.

ضحايا الموت المفاجئ

في خلال الأشهر الماضية ازداد عدد حالات الموت المفاجئ سواء كانت من المشاهير أو من عموم الناس في مختلف القطاعات سواء الفنية أو الرياضية أو الطبية، والملاحظ أنهم في ربيع العمر.

على سبيل المثال آخر تلك الوقائع كان وفاة الفنان مصطفى درويش الذي توفي في شهر مايو السابق عن عمر يناهز الـ ٤٣ عامًا اثر إصابته بضعف بعضلة القلب التي توقفت بشكل مفاجئ تسبب في وفاته بالحال على الرغم من عدم معاناته من أية مشكلات صحية سابقة.

ولم تكن هذه الحالة الوحيدة فقد سبقها رحيل عدد من الفنانين أمثال هيثم أحمد زكي وعلاء ولي الدين وممدوح عبد العليم وغيرهم.

أما في القطاع الطبي فقد أصدرت نقابة الأطباء بيان في سبتمبر العام الماضي بخصوص عمل الأطباء لفترات طويلة بالساعات والأيام لسد عجز الاحتياجات وضغوط العمل والنوبتجيات في المستشفيات الحكومية والجامعية، وأظهر البيان أن عدد وفيات شباب الأطباء خارج إصابات كوفيد ١٩ وصل إلى نسبة ثلاث وفيات شهريًا في عام ٢٠١٨ وارتفع إلى ١١ حالة وفاة شهريًا عام ٢٠١٩، وتقلصت إلى ٧ وفيات عام ٢٠٢٠ وارتفعت إلى ١٠ وفيات شهريًا في عام ٢٠٢١ وانتهت إلى طبيبين شهريًا عام ٢٠٢٢.

وأشارت تقديرات مشتركة أولية صادرة عن منظمة الصحة العالمية والعمل الدولية، في 17 سبتمبر2021، في شأن عبء الأمراض والإصابات المرتبطة بالعمل، لتسبب الأمراض والإصابات المرتبطة بالعمل في وفاة 1.9 مليون شخص في عام 2016، وكانت غالبية الوفيات ناجمة عن أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية.

طرق الوقاية

قال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، إن الموت المفاجئ خاصة في الأعمار الصغيرة، يرجع إلى العديد من الأسباب، وشدد على أنه لتفادي المخاطر يجب الاهتمام بالكشف الدوري وخاصة عند سن معينة، وعن طرق تفادي إمكانية التعرض للمشكلات السابقة، شدد على أهمية متابعة الأمراض المزمنة بدقة وعلاجها، واستمرار الكشف والمتابعة بصورة سنوية على أعضاء الجسد.

وأشار إلى أن وجود حالة مرضية عائلية متكررة حافز لإجراء الفحوصات، وكذلك الشعور بألم في الصدر بعد مجهود أو انفعال أو أي أمر آخر، مجددًا التأكيد على أهمية التأكد من عدم وجود مشكلة في القلب.

وذكر مستشار الرئيس للصحة، أن المبادرة الرئاسية «100 مليون صحة»، ساهمت في تحديد نسبة إصابة المصريين بضغط الدم، منوهًا أن المشكلات في الشرايين والسكر، أمور قد تؤدي إلى الموت المفاجئ.

كذلك يجب الاهتمام بالفحوصات الدورية للكثير من الرياضيين فقد يحدث الموت المفاجئ نتيجة بذل مجهود مضاعف أثناء ممارسة الرياضة، إلى جانب الابتعاد عن السلوكيات الخاطئة مثل التدخين وعدم تناول الأكلات الصحية وعدم الاهتمام بنسبة الكوليسترول.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة