خلال السنوات الأخيرة، تزايدت رغبة عدد من الرياضيين المصريين في السفر للخارج، وهو ما نجح البعض فيه، فعلى مدار 8 سنوات ترك عدد من اللاعبيين أماكنهم في المنتخب المصري متجهين نحو بلدان أخرى، وذلك نظرًا للإهمال الرياضي الذي يعاني منه اللاعبون في مصر. ولم يتسبب الإهمال الحكومي في ملف الرياضة في فرار اللاعبين المميزين من مصر فقط، بل تسبب في ضياع حلم آخرين.
وعلى مدار الأيام الماضية، أثار ترك اللاعب المصري أحمد بغدودة لمعسكر المنتخب وسفره إلى أحد دول الاتحاد الأوروبي حالة من الجدل والغضب بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أشاروا إلى أن عدم التقدير المادي والمعنوي تسببوا في تدهور وضع الرياضة المصرية وخسارة المنتخب للاعبيين مميزين.
في عام 2015 توجه لاعب منتخب ألعاب القوى رمي القرص معاذ محمد إلى قطر، وسبقه ثلاثة لاعبين هم؛ أشرف أمجد وأحمد أمجد وأحمد بدير. وفي العام التالي 2016 توجه المصارع طارق عبد السلام لاعب المنتخب الوطني، إلى بلغاريا ولعب باسمها.
وبحسب رواية لاعب المصارعة، فقد أصيب في إحدى المباريات، ورفض الاتحاد المصري للمصارعة تحمل نفقات علاجه بحجة أن اللاعب «غير مؤثر» في صفوف المنتخب وهو ما دفع الشاب المصري إلى السفر لبلغاريا من أجل العلاج على نفقته الخاصة، بعد أن عمل لفترة بائعًا للشاروما من أجل تجميع نفقات علاجه.
وفي 2017، ترك المصارع أحمد حسن بوشا المنتخب الوطني للشباب أثناء تواجده في فنلندا. وفي العام نفسه هرب المصارع إبراهيم غانم الشهير بالونش بعد المشاركة ببطولة العالم ببولندا إلى فرنسا. وبعد عامين كرر شقيقه حسن نفس الأمر وهرب من معسكر المنتخب خلال بطولة العالم التي أقيمت بالمجر (2019).
وفي 2018، توجه عبد الرحمن مجدي لاعب منتخب مصر للجمباز إلى تركيا وحصل على الجنسية، وقام بتغيير اسمه إلى اسم تركي (أدم أصيل) للعب تحت علم تركيا. وفي نفس العام هرب عمر حسن الطاهر، لاعب منتخب مصر للمكفوفين في كرة الجرس أثناء تواجده مع المنتخب في السويد، وأكد مصدر مسئول فى اتحاد المكفوفين حينها أن اللاعب هرب ليلاً مع أحد أقاربه المتواجدين فى فرنسا.
وفي 2022 ترك اللاعب محمد عصام فتحي المنتخب المصري للمصارعة أثناء تواجده بإيطاليا. وفي مايو الجاري، هرب أحمد فؤاد بغدودة، لاعب منتخب المصارعة، من بعثة المنتخب الموجودة فى تونس للمشاركة فى البطولة الأفريقية، وذلك بعدما حقق المركز الثانى فى البطولة.
وأوضحت تقارير صحفية أن اللاعب كان بحوزته جواز سفره إضافة إلى حصوله على تأشيرة «شنجن» الخاصة بدخول الدول الأوروبية، حيث غادر اللاعب الشاب تونس متوجهًا إلى فرنسا.
وأوضح والد لاعب المصارعة، فؤاد بغدودة، أن عدم تقدير اتحاد الرياضة لمجهود إبنه، دفعه للهروب خارج مصر. مؤكدًا على تحمله نفقات ابنه طول الأعوام الماضية، رغم أنه يعمل سائق توكتوك ومصادر دخله محدودة.
في المقابل، خالف الحظ عدد من اللاعبين الذين انتهى ببعضهم المطاف إلى ترك الرياضة، بعدما شعروا أن الوضع لم يكن كما يتخيلون.
فعلى سبيل المثال، عمل الملاكم محمد شومان بائعًا للدجاج حتى يستطيع الإنفاق على لعب الملاكمة التي كان يحبها، واستطاع من خلال عمله تصميم حلقة ملاكمة فى شارع منزلهم بعد تأهله لألومبياد ٩٦.
خسر شومان أول مباراه بعدم التكافؤ، ومن ثم اتهم بأخذ منشطات وتم تحويله إلى التحقيق الذي أثبت أنه أصيب في إصبع يده أثناء عمله، ولعدم وجود رعاية طبية داخل المنتخب أخذ اللاعب علاجًا يحتوي على الكورتيزون وبذلك تم شطب اللاعب نهائيًا واعتزل الملاكمة.
وبعد فوز اللاعب طارق الجزار بلقب أفضل لاعب فى العالم صم وبكم عام 2016، قرر ترك الرياضة وبيع خضار وفاكهة على عربة، مؤكدًا في تقارير صحفية أنه قام بذلك لأنه «مفيش تقدير».
أما لاعب كمال الأجسام علي الشرقاوي فبات يعمل في المساء في جمع القمامة لتوفير ما يحتاجه من مال لدعم مسيرته الرياضية. ورغم حصول الشاب (29 عامًا) على جوائز تتضمن ميداليتين برونزيتين في بطولات وطنية، فإنه يعاني للحصول على التمويل أو الدعم الخارجي شأنه شأن كثير من الرياضيين المصريين الذين يمارسون رياضات فردية.
