لا يحب الرئيس ولا تعجبه المعارضة.. من هو “أحمد الطنطاوي”؟

عاد المعارض المصري أحمد الطنطاوي رئيس حزب الكرامة سابقًا والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية إلى مصر الجمعة الموافق 12 مايو، بعد أن أجل عودته التي أعلن عنها مسبقًا، والتي كان مقرر لها في 6 مايو، وذلك عقب القبض على عدد من أقاربه وأنصاره. وقد أعلن طنطاوي عن بدء مشاوراته مع القوى السياسية المختلفة، خلال وقت لاحق من الأسبوع الجاري، فيما يبدو أنه بداية تأسيس حملته الانتخابية.

ولد الصحفي والمعارض أحمد الطنطاوي في 25 يوليو بمركز قلين التابع لمحافظة كفر الشيخ. حصل على بكالوريوس في التجارة تخصص محاسبة من جامعة المنصورة، ليحصل بعدها على دبلوم إدارة نظم المعلومات من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، كما حصل على دبلوم الدراسات العليا في العلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 2008، وعلى الماجستير في العلوم السياسية عام 2013.

ينتمي الطنطاوي إلى تيار الكرامة الناصري، ويُعد من الجيل الثاني لحزب الكرامة الذي أسسه حمدين صباحي وأمين إسكندر عام 1996. تولى الطنطاوي أمانة الحزب بمركز قلين عام 2009، وأصبح عضوًا في الهيئة العليا للحزب عام 2011، ثم انتُخب كعضو بالمكتب السياسي عام 2012.

عمل الطنطاوي في مجال الصحافة، وهو عضو في نقابة الصحفيين، وكتب في جريدة «الكرامة» التابعة للحزب وتولى القسم السياسي فيها حتى عام 2012، تولى كذلك منصب نائب رئيس تحرير جريدة «الدولة اليوم» عام 2010، كما حاول التواجد في المجال الإعلامي عبر تقديم وإعداد برنامجي «حصاد الأسبوع» و«آخر خبر» عام 2010، وبرنامجي «منبر درة» و«رؤية وحوار» عام 2011، وله العديد من الحلقات السياسية للإذاعة المصرية.

استقال الطنطاوي من حزب الكرامة في مارس 2014، ولم يعلن بشكل رسمي عن سبب الاستقالة، إلا أنه صرح إلى بعض المقربين بأن السبب كان رفضه القاطع لمشاركة حمدين صباحي كمرشح للرئاسة أمام عبد الفتاح السيسي، حيث اعتبر أن تواجد حمدين في الانتخابات بمثابة مسرحية شارك فيها لتحسين وجه النظام وترسيخ الحكم الحالي، وقال: «مشهد انتخابي بائس، لا يترتب عليه إحساس أن الناس راضية عن السنوات الأربعة الماضية، لا تحمل من صفة الانتخابات الكثير سوى اسمها وهي استفتاء، ولا أرى أي سبب لتخويف وترهيب الناس للمشاركة في الانتخابات، كان هناك انتخابات مصرية تعددية وتنافسية أقبل عليها الشعب المصري لشعورهم بأن لصوتهم قيمة».

لمع اسم الطنطاوي أثناء عضويته في البرلمان المصري، التي فاز بها في عام 2015، بعد ترشحه كمستقل لعضوية مجلس النواب عن دائرة دسوق وقلين بمحافظة كفر الشيخ. انضم بعد ذلك إلى تحالف «25-30» وهو تحالف أسسه مستقلين لخوض الانتخابات البرلمانية.

بدأ بزوغ نجم الطنطاوي بعد مناوشاته الأولى مع رئيس مجلس النواب حينها علي عبد العال، أثناء مناقشة إسقاط العضوية عن توفيق عكاشة بسبب التطبيع مع إسرائيل، حيث علق رئيس النواب على ملابس الطنطاوي الذي هاجمه بقوله: «هذا نص في اللائحة أم هوى شخصي؟» الكلمات التي أغضبت عبد العال وأجاب عليها بعنف.

عرف الطنطاوي أثناء تواجده في البرلمان بدفاعه عن ثورة يناير أمام الأغلبية البرلمانية التي رأت في يناير مؤامرة خارجية على مصر، وربما  ساهم ذلك في دغدغة مشاعد العديد من المنتمين لجيل الثورة واعتبروه متحدثًا بلسان يناير داخل برلمان يسيطر عليه الموالين.

رفض الطنطاوي قانون السلطة القضائية الذي اعتمد في أبريل 2017، وأشار إلى أن القانون قُصد منه استبعاد يحيى الدكروري، القاضي بمصرية جزيرتي تيران وصنافير، من رئاسة مجلس الدولة، وكان أول من أشار لذلك وقوبل بترحاب في أروقة قضاء مجلس الدولة.

وصعد نجم الطنطاوي للذروة خلال مناقشة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية التي قضت بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، حيث عارض الاتفاقية واتهم الحكومة بعدم احترام الدستور في إقرارها، كما اتهم النواب بخيانة ناخبيهم بالتنازل عن أرض مصرية، وهاجم سعيد الحسيني رئيس الجمعية الجغرافية المصرية الذي أتى لإثبات سعودية الجزيرتين، وقام بتحطيم الميكرفون، فيما اتهمه عبد العال بالتخريب وتبديد ممتلكات الدولة مما يجعل ذلك سببًا وجيهًا لإسقاط العضوية عنه.

ظهر طنطاوي بعد ذلك أثناء مناقشة قوانين وتشريعات مُررت جميعها، فقد عارض قانون الضريبة المضافة وحاول إيقاف إقراره، واتهم الحكومة بالتسليم بقرارات صندوق النقد الدولي، إذ رأها حكومة لا تملك الاستقلالية ولا تملك قرارها.

بدأت شعبية طنطاوي في التزايد بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي عام 2019، بعد نشر فيديو للنائب أثناء مناقشة التعديلات الدستورية بالبرلمان، والتي هاجمها بشدة وصلت إلى حد تصريحه بأنه “لا يحب الرئيس ولا يثق في أداءه”، وقد تسبب مقطع الفيديو الأول من نوعه تحت قبة البرلمان، في عاصفة من ردود الأفعال وصلت إلى حد اعتباره بطلا في عيون البعض.

كما طالب بالإفراج عن جميع الصحفيين المحبوسين على ذمة قضايا سياسية بشرط عدم تورطهم في دماء أو ارتكابهم أعمال عنف أو استيلائهم على أموال المواطنين، وأشار إلى أن حبس الصحفيين «ملف شائك».

وفي 2018، انتقد طنطاوي قانون «مكافحة جرائم الإنترنت»، وقال: «هناك هجمة شديدة الآن على حرية الرأى والتعبير». وفي 2020، ترشخ النائب أحمد الطنطاوى مجددًا عن نفس الدائرة لكن النتيجة جاءت بعدم حصوله على المقعد.

ورغم مواقف طنطاوي التي تحسب له أثناء تواجده في البرلمان، اعتبر الكثيرون مواقفه المتعلقة بقضايا المرأة رجعية، إذ  اعترض الطنطاوى على الكوتة المخصصة للمرأة في التعديلات الدستورية، قائلًا: «الأصل العام إنه لا فرق بين مسلم ولا مسيحى ولا شاب ولا عجوز ولا امرأة ورجل، والأًصل في المجالس النيابية هو التقسيم على أساس اتجاهات سياسية، ليس على أساس التقسيم النوعي والطائفي والعمري، والجغرافي». واعتبر طنطاوى خلال كلمته في الجلسة العامة لمجلس النواب أن من كتب التعديلات سعى إلى «دغدغة مشاعر 50% من الناخبين بتخصيص 25% من المقاعد للمرأة».

من ناحية أخرى، رفض الطنطاوي مشروع قانون تجريم الختان، وبرر رفضه بأن هذا التوقيت ليس الوقت المناسب لمناقشة القانون، فضلاً عن وجود آراء دينية وطبية متناقضة، وتساءل: «هو أنا لما بشيل اللوز، يبقى كده اعتديت على جسم الإنسان».

وضجت القاعة برفض كلام النائب، وانتفضت النائبة مى محمود، صارخة: «أنت بتقول إيه يعنى إيه؟». وقال طنطاوى للدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب: «احميني حتى أستطيع التعبير عن رأيي، والنائبة ليست وصية على رأيي ، ولا أمشى من هنا»، قبل أن يتدخل مرتضى منصور في الحديث قائلًا «ما تمشي».

لازالت خطوات طنطاوي تثير الجدل داخل دوائر المعارضة، بعد انتقاده الشديد للحركة المدنية، ورفضه لانخراط المعارضة في الحوار الوطني، مما وصل إلى استقالته من رئاسة حزب الكرامة، قبل أيام من سفره للدراسة بلبنان. ولكن الأكيد أنه سوف يستمر في مساره بالترشح لانتخابات الرئاسة القادمة، بغض النظر عن دعم القوى الساسية له من عدمه.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة