داخل صالات تحرير الصحف وفي قاعاتها لا ينقطع الحديث عن «حرية الصحافة»، وعند الرجوع لتاريخ هذه العبارة الأكثر قولًا وتكرارًا ومطالبة بين الصحفيين، نكتشف أن لها تاريخ سنوي يذكرنا بها.
ففي عام 1993، وبناء على توصية من المؤتمر العام لليونسكو، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن اليوم العالمي لحرية الصحافة يكون في الثالث من مايو كل عام؛ لتذكير الحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة.
وبجانب ذلك، يكون يوم حرية الصحافة دعوة للتأمل بين الإعلاميين حول قضايا وأخلاقيات المهنة، وفرصة للاحتفال بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتقييم حالة حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم، والدفاع عن وسائل الإعلام من الاعتداءات على استقلالها، وإحياء ذكرى الصحفيين الذين فقدوا أرواحهم في أداء واجباتهم.
لذلك، قررنا في «فكر تاني» إحياء هذا اليوم عن طريق طرح سؤال على عدد من الصحفيين، وهو «ماذا تقول عن حرية الصحافة في يومها؟»، بعضهم كان داعمًا ونقل لنا ما يراه ومر به ويتمناه في يوم «حرية الصحافة»، والبعض الآخر جعلنا نبحث هنا وهناك لنجد تصريحًا سابقًا أو قولاً له سبق نشره على منصته الخاصة.
أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة: حريتنا تعتمد على حرية الصحافة
في يوم حرية الصحافة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى ضرورة أن تتوقف التهديدات والاعتداءات ضد الصحفيين واحتجازهم وسجنهم بسبب قيامهم بعملهم، مؤكدًا أن العالم يقف إلى جانب الصحفيين في سعيهم إلى الدفاع عن الحقيقة.
وقال الأمين العام إن هذا اليوم العالمي شكل على مدى العقود الثلاثة الماضية فرصة يحتفل فيها المجتمع الدولي بعمل الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام، مشيرًا إلى أن هذا اليوم يسلط الضوء على حقيقة أساسية، ألا وهي أن «حريتنا تعتمد في كليتها على حرية الصحافة».
فحرية الصحافة، وفقًا للأمين العام، هي أساس الديمقراطية والعدالة: «إنها تمنح كل واحد منا الحقائق التي نحتاج إليها لتكوين آرائنا والمطالبة بحقوقنا. وكما يذكرنا موضوع هذا العام، فحرية الصحافة هي الشرط الذي لا مندوحة عنه لإعمال حقوق الإنسان».
وأضاف أن ازدياد تمركز وسائل الإعلام في أيدي قلة قليلة، والانهيار المالي لعشرات المؤسسات الإخبارية المستقلة، وزيادة القوانين واللوائح الوطنية التي تخنق الصحفيين، كل ذلك يزيد من تضييق طوق الرقابة ويهدد حرية التعبير.
خالد البلشي نقيب الصحفيين: نتمنى أن تستعيد الصحافة قدرتها على التعبير عن المواطنين بكل حرية
تمنى خالد البلشي نقيب الصحفيين في اليوم العالمي لحرية الصحافة، أن يحل 3 مايو من دون أزمات، وأن تستعيد الصحافة قدرتها على التعبير عن المواطنين بكل حرية.
وعبر خلال تدوينة له على فيسبوك: «لا يسعني في هذا اليوم إلا التأكيد على مطالب الجمعية العمومية التي رفعها مجلس النقابة للحوار الوطني متمنيًا أن يكون مدخلًا لتحقيقها كواحدة من الخطوات على طريق إعادة الاعتبار لمهنة الصحافة».
محمد الجارحي: تراجع حرية الصحافة أدى إلى فقدان الثقة لدى القارئ
فيمادعا الكاتب الصحفي محمد الجارحي الصحفيين يوم 3 مايو إلى تغيير صورة حساباتهم الشخصية (البروفايل) إلى صورة «اليوم العالمي لحرية الصحافة.. 3 مايو» للاحتفال بهذا اليوم.
وفي تصريح سابق له عن حرية الصحافة، قال الجارحي: «تراجع حرية الصحافة في الأعوام الأخيرة والضغوط التي يتعرض لها الصحفيين وممارسة عملهم، انعكس على فقدان الثقة لدى القارئ». وتابع: «حيث يجب أن تقدَّم بكرامة للصحفي بموجب كارنيه النقابة دون وساطة أو محسوبية أو أن تكون رشوة انتخابية، سواء نجح المرشح أم لم ينجح، وإذا تم حل أزمة ملف الأجور، ستنتهي معظم مشاكل الصحفيين، لأنهم يستحقون حياة كريمة».
محمد عبدالرحمن رئيس تحرير إعلام دوت كوم: لا يمكن فصل الحرية عن الصحافة
دعونا الكاتب الصحفي محمد عبدالرحمن رئيس تحرير موقع إعلام دوت كوم مشاركتنا في كتابة عبارة أو جملة عن حرية الصحافة للاحتفال بيومها العالمي، وكتب: «حرية الصحافة هي الصحافة، لا يمكن فصل الحرية عن الصحافة، غير أن حرية الصحفي في نشر المعلومات وتحليلها يجب أن تتوازى مع حرية المجتمع في مراجعة من تنشره الصحف».
الصحفي حسن معروف: الصحافة مهنة ذات خصوصية معقدة
وشاركنا الصحفي حسن معروف رأيه عن حرية الصحافة وماذا يمكن أن يصفها في يومها بقول: «الصحافة مهنة ذات خصوصية معقدة، فهي ابنة فن، ومهنة رأي، وصناعة استثمارية، ووظيفية توعوية، هذا المربع تتجاذب أضلاعه دائمًا، وهذا المربع لن ينال حريته إلا باستقلال الصحفيين ماديًا ورقابيًا، وتحول المهنة من مؤسسات إلى مواهب، وتحول الاستثمار من شراء البنايات والأجهزة والكراسي، إلى دعم القراء لأشخاص بعينهم يؤدون دورهم الصحفي بكل احترافية وإخلاص، واختفاء الوسيط المستثمر».
الصحفية جهاد أحمد عباس: حرية الصحافة تكمن في حرية تداول المعلومات
واستخدمت الصحفية جهاد أحمد عباس أسلوب خير الكلام ما قل ودل، حيث قالت: «حرية الصحافة تكمن في حرية تداول المعلومات، وتوفير بيئة عمل آمنة للصحفيين دون الخوف من الملاحقة بعد النشر».
يذكر أن ما لا يقل عن 67 من العاملين في مجال الإعلام قتلوا في عام 2022، وفقًا لما نشره الأمين العام للأمم المتحدة، كما تعرض ما يقرب من ثلاثة أرباع الصحفيات للعنف على الإنترنت، وتعرضت واحدة من كل أربع صحفيات للتهديد الجسدي.
أخيرًا، مازلنا ننتظر مشاركتك في التدوين عن حرية الصحافة، لجعل يومها العالمي فرصة للمطالبة بها، علينا الحديث بصوت واحد.
يمكنك مشاركتنا من خلال إرسال العبارة التي تريد كتابتها عن حرية الصحافة مع ذكر الاسم والوظيفة، أو كتابتها في التعليقات.