من أين أتت إلى عالمنا فكرة «كذبة إبريل»؟

يحتفل غالبية سكان العالم بيوم كذبة إبريل في الأول من الشهر من كل عام، حيث يكون اليوم، عادة، مليئا بالكذب الساخر والمقالب الفريدة.

يعتقد بعض المؤرخين أن عادات كذبة أبريل – أو كذبة نيسان-  بدأت في فرنسا، رغم أن لا أحد يعرف أصلها على وجه اليقين، فذهب البعض إلى تفسير أنه جاء بسبب تغيير التقويم في فرنسا في القرن السادس عشر – حيث نقل يوم رأس السنة الجديدة من 1 إبريل/ نيسان إلى 1 يناير/ كانون الثاني.

الأشخاص الذين استمروا في الاحتفال بعيد رأس السنة الجديدة في الأول من إبريل، بدلًا من التاريخ الجديد، أي في الأول من يناير تمت الإشارة إليهم على أنهم “حمقى نيسان” وقام آخرون بلعب الحيل عليهم.

وفي فرنسا، يُطلق على الأول من أبريل اسم “Poisson d’Avril”، أي “سمكة نيسان”، وتشير إلى الأطفال الذي تنطلي عليهم حيلة الأول من إبريل، إذ يخدع الأطفال الفرنسيون أصدقاءهم من خلال لصق سمكة ورقية على ظهور بعضهم البعض، وعندما يكتشف “الأحمق الصغير” هذه الحيلة، يصرخ المخادع “بواسون دافريل!”

أما في اسكتلندا، تستمر كذبة إبريل ليومين، وضحايا المقالب يطلق عليهم “gowks”، أي طيور الوقواق. وفي إنجلترا وكندا، تُلعب المقالب فقط في صباح الأول من إبريل.

وبمجرد أن أصبح يوم كذبة أبريل جزءًا من التقويم الشعبي، أخذها الأمريكيون الشماليون والبريطانيون بشغف، ما أدى إلى ظهور العديد من التعبيرات المرتبطة بهذا اليوم مثل “مهمة الأحمق” و”مطاردة الأوز الجامحة”، وأصبحت من  الطقوس الأكثر شيوعًا التي تم القيام بها خلال كذبة أبريل في أواخر القرن الثامن عشر.

وفي القرن العشرين، نتيجة الاتصال الجماهيري، أدى المزاح الأكثر تطورًا أدى ظهور بعض النكات البارزة في يوم كذبة إبريل.

وفي عام 1980 أعلنت خدمة إذاعة بي بي سي العالمية لمستمعيها أن ساعة بيغ بن ستدخل العصر الرقمي، ولم تكتف بذلك بل أشارت إلى أن أول من سيتصل من المستمعين يمكن أن يحصل على عقارب الساعة التي سيتم الاستغناء عنها.

ولسوء الحظ لم تسر الأمور كما أمل القائمون على برنامج الإذاعة حينها بتوخيهم الطرافة بمناسبة كذبة إبريل/نيسان، واضطرت بي بي سي للاعتذار عن هذه المزحة التي أخذها بعض الناس على محمل الجد ولم يتمكنوا من رؤية الجانب الهزلي فيها.

وفي الآونة الأخيرة، أرسلت شركات مثل ميكروسوفت وجوجل مذكرات شاملة تشير إلى عدم المشاركة سواء بشكل رسمي أو غير رسمي في مقراتها أو في وسائل التواصل الاجتماعي المرتبطة باسم هذه الشركات. وقال كريس كابوسيلا، رئيس التسويق في ميكروسوفت: “تخبرنا البيانات أن هذه الأعمال المثيرة لها تأثير إيجابي محدود ويمكن أن تؤدي في الواقع إلى دورات إخبارية غير مرغوب فيها”.

ويبقي السؤال هل مع التقدم التكنولوجي وظهور ChatGPT ستندثر ظاهرة ” كذبة أبريل ” وتأخذ طريقها نحو الاختفاء؟!

ورغم أن جوجل تشتهر بالمشاركة عادة في مقالب يوم كذبة إبريل كل عام، ألغت الحدث للعام الثاني على التوالي، حيث كانت البادرة الأولى في عام 2000 بسبب جائحة “كوفيد-19″، وبدلًا من ذلك حثت الموظفين على المساهمة في جهود الإغاثة.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة