زواج المثليين من المثليات.. طريق “المغضوب عليهم” للعيش في النور

يلجأ بعض المثليين والمثليات في مصر إلي الزواج من بعضهم للخروج أولًا من الحصار المنزلي الذي يعيش فيه أغلبهم، وقتل شبح الوحدة الذي يطاردهم، وبهدف أيضًا الابتعاد عن نظرة المجتمع لهم؛ لشعورهم بأن ملامحهم وتصرفاتهم أصبحت مقروءة للجميع، بجانب رغبة عدد كبير منهم في الإنجاب والعيش حياة طبيعية مثل الآخرين والاخريات، ولأن لا أحد غيرهم سيقبل بهذا الوضع، يأخذون من بعضهم زوجًا وزوجة، وكان لـ “فكر تاني” لقاء مع عدد منهم.

كان نفسها تخلف

في ورشة مسرح، تعرف مصطفى علي مجموعة من الشباب والفتيات، وخلال شهور أصبحوا الأصدقاء الأساسيين له، يقابلهم صباحًا في بروفات المسرح وليلًا على مقهى بجوار منزله، إلي أن اجتمعوا معًا في منزل صديقه للاحتفال برأس السنة الميلادية، وهناك قرروا لعب “الصراحة” والبوح بسر حاول الأخر إخفائه عن الجميع. يروي مصطفي :”كنت متردد أحكي في الأول، بس فجأة لاقيت بنت صاحبتي بتقول انها ليزبيان ومضايقة من إحساس أن نفسها يكون عندها طفل، وبتتمنى في السنة الجديدة انها تقابل حد يستوعبها، وقت ما كانت بتحكي حسيت أني ليه ما أكونش أنا، بس فضلت متردد برضه ورفضت أقول”.

مصطفي البالغ من العمر 33 عامًا يعمل مخرج أفلام قصيرة، ميوله الجنسية Pansexual أي متعدد التوجهات الجنسية، ورغم أن في استطاعته الزواج من فتاة والعيش معها بشكل طبيعي، يميل إلي نفس جنسه، لذلك؛ فكر في الارتباط بصديقته والبوح لها بميوله الجنسية، للاتفاق على العيش معًا في حرية وتقبل، فيقول: “بدأت أركز معاها.. نتكلم ونخرج بس للأسف مكنش في من ناحيتها أي مشاعر ليا، عكسي أنا تجاهها عندي مشاعر ورغبة، بس كنت عايز أعرف رد فعلها من فكرة اني ممكن أعمل علاقة مع نفس جنسي، طبعًا كان البوح بده صعب جدًا، بس هي فاجئتني انها معندهاش مشكلة”.

اتفق مصطفي وصديقته على الزواج بهدف إنجاب طفل، والتخلص من نظرة المجتمع لهما ومن سؤال “هنفرح بيك إمتى؟”، وخلال 5 شهور تزوجا بشكل رسمي، بداية من كتب الكتاب و القايمة والمؤخر، وصولًا للفرح، لكن شكل حياتهما لم يكن طبيعيًا ومألوفًا، فكل منهما يمارس الجنس مع شخص آخر، بجانب علاقتهم الزوجية الطبيعية والتي هدفها إنجاب طفل، يقول:”إحنا عارفين سبب زواجنا.. ونس وطفل، وعشان واضحين من الأول وفاهمين بعض الدنيا بينا ماشية عادي، هي بتروح لصاحبتها وأنا بجيب صاحبي”.

ليس من السهل على شخص متزوج تقبل أن يقيم الطرف الأخر علاقة جسدية مع غيره، يعتبرها مجتمعنا خيانة تجرح وتؤلم المشاعر، لكن “مصطفي” وزوجته لا يحسبونها هكذا، يقول: “الخيانة بالنسبة لينا الاستغفال والكذب، وأن أكون حاجة وبعمل حاجة تانية من وراها، لكن الحقيقة إحنا ما بنخونش بعض، ولا بنستغفل بعض.. إحنا متفهمين حالتنا وطبيعتها وقابلنها”.

زواج للهروب من شبح “أنتي مطلقة”

تعرفت شاهي 28 عامًا، على علي في العمل، و خلال تعاملهما اليومي اكتشفت أن هناك علاقة غير واضحة بينه وبين صديق لهما يدعى وحيد، توقعت أنها صداقة قوية ليس إلا وأن ما تشك به سراب، لكن عند مواجهة خطيبها، قال لها بكل وضوح:”أيوه أنا gay”. تقول:”وقتها كنت متدينة ومحجبة، وكنت رافضة أصلًا يكون ليا صديق شاذ مش خطيب، فسخت الخطوبة وبعدت عنه، حتى ما حاولتش أعرف منه ولا أسال هو حبنى ولا لا وليه كذب عليا؟!”.

بعدما فسخت شاهي خطبتها من علي، تزوجت من رجل آخر، وبعد 8 شهور من الزواج طلبت الطلاق، تروي: “كتير منا ميعرفش ميوله الجنسية إلا لما يدخل في علاقة جسدية، وده حصل معايا اكتشفت أني مش قادرة أتقبل جوزي، وبدأت أدخل في نوبة بكاء واكتئاب، كنت تايهة ومش عارفة أعمل إيه ولا أنا عايزة إيه، كنت بحس بقهرة الاغتصاب في كل مرة جوزي يلمسني، لحد ما قررت وانفصلت عنه”.

بعد الطلاق، بدأت شاهي تبحث عن ميولها الجنسية، وأخذتها التجربة إلي أن تقيم علاقة جسدية مع نفس نوعها، وبعدها علمت أن ميولها  Autosexual أي أنها تشبع رغباتها الجنسية من خلال المحفزات الداخلية الخاصة بها، عن طريق المدح في جسدها وجمال طباعها ونبل عواطفها، وهذا ما وجدته في نفس نوع جنسها.

لكن بعد تقبلها جسدها وميولها وقعت في فخ نظرة المجتمع “المطلقة لازم تجوز”، تقول:”أهلي رفضو اني أعيش لوحدي، وبدأوا يدورا ليا على عريس، ففكرت في خطيبي الأولاني، دخلت كلمته وحكيت ليه وبدأنا نفهم بعض ونحدد شكل حياتنا هتكون إيه، في الأول كان رافض ومش متقبل فكرة الجواز أصلًا، بس لما قولت انه حر في تصرفاته وشكل حياته وافق واتجوزنا “.

قليل من الـ gay man أو من تتفق ميولهم الجنسية مع نفس نوعهم ينجبون، لأنهم يميلون إلى إقامة علاقة مع نفس الجنس، حيث توجهم في العلاقات الجسدية أن يكونوا فتيات، ولا يشعرون بالراحة عند إقامة علاقة مع فتاة، لذلك فكرة الإنجاب مستحيلة وصعبة، وعن هذه النقطة تقول شاهي:”ميولي تقبل أن أعمل علاقة مع راجل بس يكون متفهم طبيعتي، لكن أنا محبتش ولا ارتحت في ده، يمكن دلوقت مش عايزة أخلف ولا الفكرة في دماغي، ويمكن أتمنى ده بعدين، بس العادي كمثليين ومثليات اننا مابنفكرش غير فى حالتنا دلوقت”.

حلقات للتعارف الجاد بين المثليين والمثليات

التحقت رينا بمنحة تعليمية في لندن لدراسة التسويق، وبعد عامين قررت أن تنتقل في شقة إيجار مع أخرين لكسر روتين العيش في سكن الطلاب والوافدين، لتتعرف في سكنها الجديد على فتيات ليزبيانز، تقول:”كنت رافضة بداية سفري إقامة علاقة جسدية من الأساس، لكن الاحتياج أخذني لفكرة ليه مجربش العلاقة الجسدية مع بنات زيي وأفضل بنت برضه؟! عملت ده أكثر من مرة، لحد ما بقيت رافضة عكس جنسي، طبعًا طول ما أنا برة مصر مكنش عندى أي أزمة ولا بعاني من اكتئاب، بس الأزمة جاتلي لما رجعت مصر وعشت مع أهلي”.

جروبات وتطبيقات كثيرة منتشرة في مصر للتعارف، أشهرهم (بلويد، ،جريندار، سكراف، هورنت)، وهي التي لجأت لها رينا للتعرف على فتيات ليزبيانز مثلها، تقول:” أهلي متديينن ولو عرفوا حاجة ز دي معرفش رد فعلهم هيكون إيه، المهم اني اتعرفت على  بنت لما روحت دهب من أبليكيشن، ولما اتقابلنا واتكلمنا وحكيت ليها عن أهلي وطريقتهم، عرفتني على مجموعة كبيرة، كانوا بيعملوا لقاءات وتوعية جنسية في دهب، وهناك اتعرفت على شاب كان  Pansexual أي متعدد التوجهات الجنسية، فضلنا سنة مع بعض وبعدين اتقدملي واتجوزنا”.

زواج المثليين من المثليات، ظاهرة غير مرغوب فيها في مصر، لا يعرفها ولم يسمع عنها إلا القليلون، ورغم هذا إلا أن كشف “خلو الموانع” يكشفها خاصه عن الرجل، من خلال نسبة الذكورة، وهو الأمر الذي كشف سر رينا وخطيبها، توضح: “الأقباط بيعملوا حاجة اسمها كشف خلو موانع، بيبقي عامل زي الفحص الشامل، بيتحدد فيه لو كان في مرض أو إعاقة وجنب ده نسبة الذكورة عند الراجل، وخطيبي كانت عنده قليلة جدًا، أهلي عرفوا ورفضوا وقالولي ان نسبة إنجابي هتبقى مستحيلة”.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة