بلاش كرتونة.. أمور تباهي وتفاخر!!

لا شك أن لشهر رمضان الكريم وقعه الخاص في نفوس المسلمين، فهو شهر العبادات والطاعات والأعمال الخِّيرة التي تُقربنا إلى الله زُلفا، مطالبون نحن المسلمون أن نُحي هذا الشَّهر الفضيل بأيامه ولياليه حبًّا ووعيًا وتدبرًا في أهميته وفضله في معالجة النفس وتطهير القلوب من السموم والضغائن والكبر.

 .

   ويُعد رمضان شهر الرحمة والتَّكافل الاجتماعي ففيه تكثر مظاهر التَّضامن المختلفة من تصدُّق وتقديم مساعدات للفقراء، غير أن هناك العديد من المظاهر السلبية  التي باتت ترافق هذه الأفعال والسُّلوكيات الخيِّرة  وتفقدها قيمتها الدينية والاجتماعية المحضة؛ إن ظاهرة الجهر بالصدقات وعدم كتمها زادتها التكنولوجيا الحديثة استفحالاً  كأن يقوم المتصدق بتصوير نفسه مع عينة المواد والمستلزمات الغذائية التي يود التصدُّقَ بها ونشرها على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي على طريقة “اعمل خير واتصور معه” متجاهلا مشاعر الناس المحتاجة التي توجه لها هذه الاعانات التي غالبا ما تكون على مرأى ومسمع الناس.

   ونفس الأمر ينطبق على الجمعيات والمنظمات الانسانية التي تتخذ من شعار جمعيتها وسمًا تطبع به العلب والكراتين التي تُوزع فيها الاعانات الغذائية، أو أن يتم تنقل فريق هذه الجمعية بلباسهم الرسمي إلى بيوت الفقراء والمحتاجين وتسليمهم كرتونة رمضان على مرأى الجيران وأهل الحي وحتى على مرأى مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.

   قد يقول قائل إن ذلك من باب التَّنافس لفعل الخير وحث الناس بطريقة غير مباشرة على الاقتداء بهم في فعل الخير والتصدق، لكن ضع نفسك يا من تجاهر بالتصدق ومساعدة الآخرين في مكان الفقراء والمعوزين كيف سيكون احساسك لو كنت جالسا مع جماعة من اصدقائك وجاءك أحد المتصدقين بمبلغ مالي وسلَّمك إياه أمام أصحابك؟ أو كيف ستكون نفسية أبنائك عندما يكبرون وهم يرون كرتونة المساعدات الاجتماعية تزورهم بين الحين والآخر؟ 

عزيزي القارئ   التصدق أخلاق قبل كل شيء، والمجاهرة بالتصدق وفعل الخير مباهاة بنعم الله تعالى لا أكثر ولا أقل، هناك أناس يتصدقون دون أن يعرف بهم أحد أو كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه “ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه”، لذلك كن مصدرا للخير وعونا لأخيك.

 فما أجمل أن تزرع الابتسامة في وجه طفل يتيم أو أرملة لا حول لها ولا قوة لا أن تخلق لهم عقدا نفسية وآثارا بالغة لا تمحوها السنوات.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة