هي أول امرأة عربية تحصل على جائزة بريتزكر المعمارية، واشتهرت بتصميماتها الرائعة المعبرة ذات المعنى، والتي تتسم بانسيابية كبيرة، فهي تعد من أهم رواد فن العمارة المعاصرة، كما اشتهرت عالميًا بتصميماتها المبتكرة النابعة من الفن التجريبي. ومن أهم إبداعاتها تصميم مركز لندن للرياضات البحرية في دورة الألعاب الأولمبية عام 2012، ومتحف إيلي وإيديث للفن المعاصر في الولايات المتحدة الأمريكية، وستاد الجنوب بقطر الذي استضاف نهائيات كأس العالم 2022، بالإضافة إلى العديد من الإبداعات المعمارية الأخرى.
ولدت زها محمد حديد المعمارية البريطانية من أصل عراقي في بغداد لأسرة ميسورة الحال في 31 أكتوبر عام 1950، فوالدها هو محمد الحاج حسين حديد رجل أعمال وأحد مؤسسي الحزب الوطني الديمقراطي في العراق، ووالدتها وجيهة الصابونجي فنانة عراقية.
التحقت زها بمدارس داخلية في إنجلترا وسويسرا، ثم درست الرياضيات بالجامعة الأمريكية في بيروت، قبل أن تنتقل إلى لندن لدراسة الهندسة المعمارية بكلية الجمعية المعمارية، وهناك تعرفت على العديد من الأساتذة والطلبة، ما كان سببًا رئيسيًا في انطلاقها إلى الحياة العملية.
بدأت زها حياتها العملية في عام 1977، عندما عملت في مكتب معمار العاصمة في هولندا، وبدأت التدريس في كلية الجمعية المعمارية، وبعدها بثلاث سنوات تركت زها العمل بالمكتب وحصلت على الجنسية البريطانية وأنشأت مكتبها المعماري الخاص في لندن، والذي يعمل به اليوم أكثر من 350 شخصًا.
ويعتبر إنشاء محطة إطفاء الحريق "فيترا" في ألمانيا هو أول مشاريعها الناجحة، واستمرت فترة العمل على المشروع من 1990 حتى 1993 قبل أن يتحول المبنى إلى متحف. وفي عام 1994 تم اختيار تصميمها لمبنى دار خليج كارديف للأوبرا في ويلز بالمملكة المتحدة، مما زاد من شهرتها، لكن لم تتم الموافقة على بناء المبنى.
وبعد أربع سنوات حققت زها نجاحًا كبيرًا عندما تم اختيار تصميمها لمركز روزنتال للفن المعاصر، وكان هذا أول مشاريعها بالولايات المتحدة، وحصل تصميمها على جائزتين هما جائزة المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين وجائزة المعمار الأمريكي من متحف شيكاغو المعمارِي.
وفي عام 2005 تم اختيار تصميمها لمبنى الرياضات البحرية الأولمبي المخصص لدورة الألعاب الأولمبية 2012 في لندن، وفي عام 2012 تم اختيار تصميمها للاستاد الأولمبي المخصص لدورة الألعاب الأولمبية 2020 في طوكيو، ثم تم اختيار تصميمها لاستاد الجنوب بقطر ليكون أحد الاستادات الحاضنة لكأس العالم 2022.
وهناك العديد والعديد من التصميمات المبهرة التي قامت بها زها في تاريخها الحافل بالنجاحات، وصلت إلى 950 مشروع في 44 دولة مختلفة، بينهم إنشاء مبنى مركز روزنتال للفن المعاصر، وهو أول متحف أمريكي تتولى تصميمه امرأة، واعتبرته النيويورك تايمز أهم المباني الأمريكية منذ الحرب الباردة، وكذلك تصميمها لمبنى المتحف القومي للفنون بروما وغيرها من التحف المعمارية الأخرى التي أبهرت العالم.
وعلى جانب آخر تم تعيين زها كأستاذة في كلية الهندسة المعمارية بجامعة إلينوي في شيكاغو في التسعينيات، كذلك عملت كأستاذة زائرة بعدة مؤسسات تعليمية، من ضمنها جامعة الفنون الجميلة بهامبورغ في ألمانيا وكلية الهندسة المعمارية بجامعة ولاية أوهايو في الولايات المتحدة وكلية الدراسات العليا في الهندسة المعمارية والتخطيط بجامعة كولومبيا بالولايات المتحدة.
كما حصلت زها على العديد من الجوائز العالمية، فقد كانت أول امرأة عربية تحصل على جائزة بريتزكر في عام 2004، وبدايةً من عام 2000 كانت تحصل على جائزة سنويًا حتى حصلت على 12 جائزة في عام واحد، وفي عام 2012 حصلت على وسام الشرف البريطاني برتبة سيدة قائد.