أجواء ما قبل الانتخابات وأداء المجلس السابق… أسرار عودة تيار الاستقلال إلى نقابة الصحفيين

انتهت انتخابات نقابة الصحفيين التي أسفرت عن عودة تيار الاستقلال إلى مجلس النقابة بقوة، إذ استحوذ التيار على ما يقرب من نصف مقاعد مجلس نقابة الصحفيين، وذلك بعد فوز أربعة من أصل ستة ممن تم اختيارهم أعضاء للمجلس إلى جانب مقعد النقيب الذي فاز به الكاتب الصحفي خالد البلشي رئيس تحرير موقع درب المحجوب.

وجاءت نتيجة نقابة الصحفيين مفاجئة غير متوقعة، وذلك بعد هزيمة القائمة المدعومة من الدولة، والتي كان على رأسها  الكاتب الصحفي خالد ميري عضو مجلس النقابة سابقًا والمرشح على مقعد النقيب، منافسًا للبلشي.

عن البلشي:

عرف البلشي بمعارضته، وهو من أنصار ثورتي يناير ويونيو. وتعرض لمضايقات أمنية عديدة خلال السنوات الماضية، كان أبرزها حجب المواقع الصحفية التي أسهها وترأس تحريرها أخرهم موقع درب ( المحجوب)الذي يترأس تحريره الآن.

ويعتبر البلشي أحد الذين حملتهم الحكومة المصرية مسؤولية أزمة اقتحام النقابة في عهد النقيب الأسبق يحيى قلاش، والتي تعد أبرز الصدامات بين الدولة و“الصحفيين“، حين اقتحمت قوات الأمن مقر النقابة في عام 2016، للمرة الأولى في تاريخها، لإلقاء القبض على الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا، على خلفية مواقفهما المعارضة من التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير.

وعقب الاقتحام، وُضع رئيس النقابة واثنان من زملائه، أحدهما البلشي، رئيس لجنة الحريات في النقابة آنذاك، رهن الاحتجاز لدى الشرطة بتهمة إيوائهم الصحفيَين المطلوبَين.

دقائق التوتر بين الإعادة وإعلان الفوز:

بدأت عملية فرز الأصوات على مقعد النقيب بعد انتهاء العملية الانتخابية وغلق أبواب اللجان،  إذ بدأ الفرز في اللجنة العامة بعد نقل الصناديق من اللجان الفرعية، وأثناء عملية الفرز التي حضرها المندوبون عن المرشحين،  كانت مؤشرات غالبية اللجان تشير لتقدم خالد البلشي. لكن اللجنة المشرفة كان لها رأي أخر، لتبدأ  فترة من الارتباك والريبة امتدت لأكثر من ساعة.

في تلك الأجواء تمسك المندوبون بالبقاء بجوار الصناديق، مع انتشار أنباء عن وجود محاولات لإعلان النتيجة إعادة بين البلشي وميري، بحجة عدم حصول الأول على نسبة 50%+1 من جملة الأصوات الصحيحة، كما ينص قانون النقابة.

ظلت أجواء القلق مسيطرة على المشهد، وتمسكت حملة البلشي بمحاضرهم ونتائج الفرز، إلى أن انتهت الأزمة بإعلان النتيجة الرسمية التي تؤكد فوز البلشي بـ 2450 صوتًا.

أجواء الانتخابات:

حرص المرشحون سواء على مقعد النقيب أو عضوية المجلس على توزيع دعاياهم الانتخابية قبل بدء الجمعية العمومية وأمام أبواب اللجان المقسمة إلى 22 لجنة موزعة على أدور النقابة أثناء إجراء العملية الانتخابية.

 كانت دعايا البلشي  التي تم توزيعها قبل انعقاد الجمعية العمومية وأثناء الانتخابات متواضعة بالمقارنة بالدعايا التي  وزعها أنصار بعض المرشحين سواء على منصب النقيب أو على مقاعد عضوية المجلس،  إذ قاموا  أنصار  مرشح النقيب ( المنافس) ميري  بتوزيع وجبات غذائية من إحدى مطاعم القاهرة المعروفة بارتفاع أسعار خدمتها، فيما وزع أنصار بعض المرشحين الآخرين هدايا أمام أبواب اللجان.

وبالمثل كانت الدعايا التي وزعها المرشحون على عضوية المجلس والمدعمون من تيار الاستقلال محمود كامل وهشام يونس، وكذلك جمال عبد الرحيم، متواضعة، أمام الدعايا التي وزعها المنافسون، إذ وزع بعضهم سماعات( هاندفري) وبور بانك، ونوت بوك، وأقلام، وغيرها من الهدايا.

وتعتبر نتيجة انتخابات التجديد النصفي مفاجئة، إذ نجحت الدولة في السيطرة على نقابة الصحفيين خلال السنوات الماضية وتحديدًا منذ عام 2017 وهو عام خروج نقيب الصحفيين الأسبق يحيى قلاش وهو أبرز قيادات تيار الاستقلال.

أجواء ما قبل الانتخابات:

شهدت الأجواء داخل الجماعة الصحفية قبل الانتخابات وأثناء الدعايا الانتخابية حالة من الشحن، والاستقطاب وتحديدًا بعد الحلقة التي هاجم فيها الكاتب الصحفي أحمد الطاهري؛ نقيب الصحفيين الأسبق يحيى قلاش؛ مشيرا إلى أنه كان نقيبا لمجموعة بعينها وليس نقيبا لعموم الصحفيين في مصر.

جاء هذا خلال البرنامج الذي يقدمه الطاهري “كلام في السياسة” المذاع على قناة “إكسترا نيوز”، وذلك بعدما اعترض نقيب الصحفيين الأسبق يحيى قلاش على استضافة برامج التوك شو المذاعة على فضائيات المتحدة للمرشح خالد ميري وتقديمه بصفته المرشح الأهم والأبرز على مقعد نقيب الصحفيين، دون الإشارة إلى البلشي الذي يعد المنافس الأبرز والأقوى أمام ميري.

وتعرض ” ميري” وحملته لهجوم حاد من عدد كبير من أعضاء الجمعية العمومية، رداً على هجوم الطاهري على القلاش والذي يعد أهم وأبرز القيادات النقابية، ويحظى بشعبية كبيرة.

غضب مكتوم ونتيجة واقعية:

ويعتبر التصويت العقابي ضد ميري وضد قائمة الحكومة أحد الأسباب البارزة في نجاح عدد كبير من تيار الاستقلال بما فيهم النقيب.

فعلى مدار الأيام التي سبقت العملية الانتخابية، وتحديدًا أثنا الدعايا الانتخابية للمرشحين الذين كان لهم دوراً بارزاً في المجلس السابق، تصاعدت حالة الغضب بسبب عدد من القضايا والملفات والوضاع التر تردت في عهد المجلس السابق.

كانت أبرز تلك القضايا، حالة الغضب والهجوم التي قادها عدد من أعضاء الجمعية العمومية ضد واجهة نقابة الصحفيين الجديدة والتي تم الكشف عنها قبل إجراء الانتخابات بأيام معدومة، إذ رفض عدد كبير من أعضاء الجمعية العمومية التصميم الجديد، كما استنكروا تكاليف هذا التجديد الذي بلغ أكثر من 7 مليون جنيه في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية يعاني منها الصحفيون في مصر.

وهو ما دفع الجمعية العمومية للتصويت ضد إقرار ميزانية النقابة، ومطالبة المجلس القادم بتشكيل لجنة للتحقيق فيما يخصص تجديد واجهة النقابة وإهدار المال العام.

إلى جانب هذا تسبب أداء مجلس النقابة خلال العاميين الماضيين في حالة من الغضب المكتوم لدى أعضاء الجمعية العمومية، إذ غلب على المجلس حالة من التراجع والاختفاء من المشهد الصحفي وهو ما أدى إلى مزيد من التردي والتدهور لأوضاع الصحفيين، وهو ما أشار إليه عضو المجلس  محمود كامل في بيان له الذي أكد فيه على ندرة اجتماعات المجلس خلال العاميين وهو ما تسبب في تعطيل مصالح الصحفيين وتدهور الأوضاع داخل النقابة.

نتيجة الانتخابات:

كانت اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين المصريين 2023،  قد أعلنت عن فوز الكاتب الصحفي خالد البلشي بمنصب النقيب، بعدد أصوات 2450 صوتا مقابل 2211 صوتا لمنافسه الكاتب الصحفي ورئيس تحرير جريدة الأخبار الحكومية، خالد ميري.

ومن تيار الاستقلال، حافظ محمود كامل وهشام يونس على مقعديهما في المجلس وانضم إليهما جمال عبد الرحيم ومحمد الجارحي. أما المقعدين الآخرين فذهبا إلى محمد يحيى يوسف الذي حقق أعلى عدد أصوات، وعبد الرؤوف خليفة.

فيما حصل محمد يحيي يوسف (تحت السن) على 2301 صوتًا، ويليه محمود كامل الذي حقق 2299 صوتًا. أما هشام يونس (فوق السن) فحصد 2094 صوتًا، وجمال عبد الرحيم (فوق السن) 2074 صوتًا، مقابل 2061 صوتًا لعبد الرؤوف خليفة (فوق السن) و2015 صوتًا حصل عليها محمد الجارحي (تحت السن).

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة