ماذا تمثل المرأة للمجتمع ؟ نصفه أم لها نظرة أخرى؟!

هل تمثل المرأة حقًا نصف المجتمع؟ أم تمثل الكوتة في البرلمان؟ أم تمثله في المجلس القومي للمرأة الحائط المنيع للدفاع عن كل سيدات مصر؟ أم هي مثلت الاستحقاق الدستوري في تاريخ مصر في فترة سياسية؟ أم هي أم الشهيد ورئيسة الدير والقاضية والربانة والقبطانة؟

هي بالفعل كل ذلك في آن واحد، لكنها قبل كل شيء هي الأخت والزوجة، هي الصديقة والرفيقة وهي أيضًا الابنة الحنونة.

تمثل المرأة في المجتمع السوي جودته، إذا تحدثنا عن جودة الوطن نرى فيه المرأة تشارك في كل فعالياته وتطور من نظرته للمستقبل، ولا تكتمل ثوراته وإضراباته إلا بها وبتواجدها وحضورها الدائم في تطوره إلى الأمام.

يجب على كل سيدة وبنت أن تعلم قيمتها الحقيقية وقيمة وجودها الذي يزيد من كل شيء حولها قيمة وجودة ومميزات، وبالتالي امرأة بكل هذه المعايير عليها أن تعي دورها الحقيقي في الحياة، ليس مسئولياتها فقط نحو المجتمع ونحو أسرتها لكن نحو نفسها قبل كل شيء، نحو صحتها البدنية والنفسية، وعليها أيضًا أن تعي كيفية التعامل مع هذا قبل كل شيء، حتى لا تتداعى أمورها وتصل إلى مرحلة الوهن والمرض سريعًا.

كل سيدة في هذا المجتمع تعلم جيدًا أنها عندما تستيقظ في الصباح وتبدأ يومها فهي لا تبدأ يوم جديد فقط ولكنها تبدأ في سعي جديد وهدف جديد نحو مستقبلها ومكانتها، أو نحو مستقبل أولادها ومكانتهم في المجتمع، فهي دائمًا دؤوبة على عمل كل شيء، وإن لم يكن هذا العمل لها فتعمل لغيرها، لزوجها لأسرتها ولذويها، وكل منا لديه مسئولياته وطموحه وأهدافه التي من يسعي إليها و أموره التي يعمل على إصلاحها وتطويرها طوال الوقت.

ولكل ذاك تأثير عميق على نفس كل أنثى، فإن تحقيقها لذاتها وإثبات نفسها في المجتمع ليس سهلًا، وأن تكون سيدة لها وضعها ومكانتها في المجتمع له تأثير نفسي مميز عليها وأيضًا له تأثيرات سلبية كثيرة، ولكن يمكن السيطرة على هذه السلبيات إذا تعلمت كيفية التعامل معها، قكل منا لديه ضغوط نفسية كثيرة ومع كل متغيرات تحدث في حياتنا يحدث معها ضغوط أكثر، والشخص الذكي السوي هو وحده الذي يمكنه المرور منها بسلام، مثل فقدان شخص عزيز علينا، الطلاق، التسريح من العمل، المشاكل الأسرية  أو مشكلة مع صديق، كل هذا يمكن التعامل معه.

الضغط النفسي له أثر كبير على الجسد، فهو أول أسباب الإصابة بمرض سرطان القولون والقولون العصبي، وهذا للأسف أصبح مرض العصر ومشهور في الفئة العمرية بين الثلاثينات والأربعينيات، وهذا سن حديث لعمر الفرد، وأيضًا يصيب السيدات بالقلق و التوتر الدائم.

خصوصًا وأنه معروف عن السيدات اهتمامهن بأصغر التفاصيل في الحياة، فإذا رأى رجل أي لون من درجات الأحمر يقول عليه أحمر، ولكن بالنسبة للسيدة هي مجموعة ألوان لا تقل عن ٢٤ لون حتى تصل بكل تدرجاته إلى الأحمر، فإذا سألت المرأه عن اللون تقول لك سيمون أو بمبي أو نبيتي وهكذا، فكل هذه التفاصيل التقنية في عقلها تجهدها، فطبق ذلك على كل تفاصيل الحياة التي تعيشها يوميًا في تنسيق أعمال المنزل وأوراق الدراسة وغيرها، كل ذلك له تأثيره النفسي عليها، فهي معظم الوقت ترى شيئًا لا يقدر الآخرون على رؤيته مثلها أو الاهتمام به مثلها.

يمكن للمرأة مواجهة هذه الضغوط النفسية ببعض الممارسات التي يمكنها تحسين صحتها النفسية، مثل ممارسة الرياضة التي لها تأثير نفسي إيجابي قوي عليها، وأيضًا ممارسة تمارين الإطالة مثل اليوجا وهي أشهرهم، و يمكنها أيضًا عند الشعور بالضغط عمل تمارين تنفس عن طريق أخذ نفس طويل عن طريق الأنف والاحتفاظ به لثواني ثم إخراجه تدرجيًا، فهذا يمكنه أن يساعدها على الاسترخاء، ووضع نظام صحي ذو وجبات غذائية متكاملة يمكنه تحسين الصحة والمزاج ليس لإنقاص الوزن فقط ولكن لتحسين المزاج العام وتحسين صحة الشعر والبشرة، وليس معني هذا أن إنقاص الوزن وصحة فتياتنا ليست مهمة بالعكس هي مهمة للغاية وأصبح خطيرًا مؤخرًا انتشار مرضى السمنة، وهي كارثة يشارك فيها نظام حياتنا اليومي المعتمد على الأطعمة السريعة والتهام الطعام أمام شاشة الموبايل باستمرار، وهذا من شيمه التأثير على المزاج الصحي لكل سيدة لأنه يخلق حالة الكسل وقلة الحركة ونسيان النظام الغذائي وشرب الماء المهم والضروري لوظائف الجسم كله ومدى أهميته للحياة.

أخيرًا وليس آخرًا فإن العالم كله صنع لكي بحب عزيزتي المرأة، ووضعوا شهرًا كاملًا للاحتفال بك وهو شهر مارس شهر الاحتفال بالمرأة، فيمكنك أنتي أيضًا أن تحتفلي معهم بنفسك وتهوني عليكي الصعاب التي تواجهيها كل يوم وتضعي لنفسك جدول احتفال دائم لا ينتهي، لأنك أنتي مصدر الفرح لكل من حولك، أنتي التي تستحقي الاحترام والاهتمام، فهدية بسيطة يمكنها أن تغير مزاجك ولكن عليك أن تهديها لنفسك بالطريقة التي تناسبك، فمعظمنا لديه ما يهدي به نفسه ويحفزها ويكافئها من وقت لآخر، ولا تنتظري من الآخرين الشكر أو العرفان، فلا أحد يعرف أهمية وجودك في الحياة كل يوم وسعيك المستمر سواكي أنتي، فيمكنك أن تهدي نفسك الشيء الذي تحبينه فستان أو حذاء جديد أو لون مانيكير أو شوكولاتة أو أي شيء بسيط يمكنك عمله لإسعاد نفسك، فلا تتأخري في تنفيذه و فعله سريعًا، إن لنفسك عليك حق عزيزتي المرأة ولكي كل الحب و الاحترام.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة