العنف المنزلي والأسري إلي أين ؟

تواجه العديد من المجتمعات المتقدمة والنامية أشكالًا مختلفة من العنف الأسرى تهدد استقرار وكيان الأسر والمجتمع، وبشكل خاص تنتشر هذه الظاهرة فى مجتمعنا المصرى ومعظم الدول العربية.

حيث طالعتنا مواقع التواصل الاجتماعي في فبراير ٢٠٢٢ بالقضية الشهيرة المعروفة باسم “عروس الإسماعيلية”، بعدما تم من خلال فيسبوك نشر فيديو لاعتداء عريس على عروسه أمام الكوافير بالضرب على مرأى ومسمع من الناس، وحين ذهبت الصحف لبيت العروسين أنكرا وجود خلاف وادعى كل منهما أنه سوء تفاهم بسيط وقد تم تداركه.

وبعد مرور ٨ أشهر من زواجهما، حررت الزوجة ووالدها محضر ضرب وتعدي ضد الزوج، ونشرت جريدة الأهرام  خبر “حبس الزوج البلطجى” في ١٨ نوفمبر ٢٠٢٢، بعد إحالته للمحكمة بتهمة التعدي على الزوجة التي شهد والدها فى القضية وأكد تعدى الزوج عليها.

من هذا المنطلق هذه ليست القضية الأولى ولن تكون الأخيرة للعنف الأسرى بشكل عام والزوجي بشكل خاص، حيث انتشرت هذه الظاهرة في المجتمعات المتقدمة والنامية على حد سواء من دون وجود قانون رادع يحد من هذه الظاهرة، خاصةً فى مجتمعاتنا العربية.

السؤال الواجب طرحه هنا لماذا يمارس بعض أفراد الأسرة العنف المنزلي على أحدهم؟ وما هي أسباب انتشار هذه الظاهرة في المجتمع؟ وهل هذا الشخص الممارس للعنف المنزلي شخص عنيف بطبعه أم يعاني من مشكلة نفسية تدفعه لهذا التصرف؟!

ونحن حين نتحدث عن العنف الأسري سوف نتطرق لأنواع مختلفة منه:

– العنف اللفظي: وهو ما يأتي فى صورة سب وإهانة وتقليل من شأن الشخص أو تلقيبه بلفظ مهين.

– العنف الجسدي: ويتمثل فى قيام أحد أفراد الأسرة بالضرب أو الركل بالقدم أو الدفع باليد، مما يسبب الإيذاء الجسدي للشخص جسديًا ونفسيًا. ولا يقتصر هذا النوع على ضرب الأزواج بل يتسع لضرب الآباء والأمهات للأبناء كنوع من العقاب والتعنيف.

– العنف العاطفي: وهو أحد أشكال حرمان أفراد الأسرة من المودة والرحمة فيما بينهم، وجمود المشاعر وعدم الاهتمام بالرعاية والعناية بأفراد الأسرة، سواء إهمال الأزواج لزوجاتهن أو العكس، أو إهمال الآباء والأمهات للأبناء لانشغال كل منهما فى متطلبات وصراعات الحياة والعمل، كما يظهر فى محاولة سيطرة أحدهم من الناحية المالية على جميع أفراد الأسرة.

– العنف السلبي: ويتمثل في تعمد تجاهل الأفراد داخل الأسرة، بعدم وجود أي ردود أفعال على تصرفات أحدهم سواء بالنصح أو الإرشاد أو اللوم حتى، أي عدم إبداء أي تصرف  يدل على أن هذا الشخص يعنى لهم شيئًا.

– العنف الجنسي: يتمثل فى صور عدة منها العنف الجنسي بين الأزواج، والعنف الجنسي ضد الأطفال، وظاهرة التلامس غير الملائم بين بعض الأفراد داخل الأسرة.

ولهذا يجب التصدي لجميع أشكال العنف المختلفة التي تقع على أفراد الأسرة، بوضع قوانين رادعة تجرم هذا العنف اللا أخلاقي، من منطلق الحفاظ على استقرار المجتمع والأسر لصناعة أجيال سوية.

كما أن هناك سبلًا كثيرة لمواجهة هذه الظاهرة أو محاولة الحد من انتشارها، تتمثل في:

– عمل برامج توعية للزوجين قبل الزواج عن الحياة الزوجية ومتطلباتها من حقوق وواجبات.

– برنامج توعية من خلال مؤسسات تعليمية عبر المناهج الدراسية والندوات الثقافية في الجامعات، وبرامج إعلامية لنشر الوعي حول القيم الأسرية والمودة والرحمة بين أفراد الأسرة.

– التوعية الإعلامية فى المجتمع حول قيمة المرأة وأهميتها في المجتمع، بالإضافة إلى التوعية الإعلامية بالتربية الحديثة، واستخدام أسلوب النقاش مع الأطفال للتصدي لظاهرة العنف الجسدي واللفظي الذي يُمارس ضد الأطفال وآثاره السلبية على الصحة النفسية للطفل وبناء شخصيته منذ الصِغر.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة