يعني إيه تطبيب الختان؟

تطبيب الختان لفظٌ أخطر من لفظِ الختان نفسه، لأن من خلاله يتم إضفاء الطابع الطبي على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، وهو ما ينذر بالخطر؛ لأنه يقدم مظهرًا شرعيًا لممارسة ليس لها فوائد طبية، بل يترتب عليها الكثير من العواقب الوخيمة، بما في ذلك النزيف المحتمل حتى الموت، وذلك حسب صندوق الأمم المتحدة للسكان.

اللفظ عرَّفته منظمة الصحة العالمية بأنه: «ممارسة بتر أو تشويه الأعضاء التناسلية للإناث على يد مقدمي الرعاية الصحية، سواء في العيادات العامة أو الخاصة أو المنزل أو في أي مكان آخر». وتحتل مصر المرتبة الأولى عالميًا في ظاهرة تطبيب ختان الإناث، وذلك بنسبة 82 %، ويرجع ذلك لآخر مسح سكاني في مصر «DHS 2014».

وفي يونيو ٢٠٠٨ وافق البرلمان المصري على تجريم ختان الإناث في قانون العقوبات، حيث حدد الحد الأدنى لعقوبة الحبس لمدة ثلاثة أشهر وسنتين كحد أقصى، أو غرامة بحد أدنى ١٠٠٠ جنيه مصري وحد أقصى ٥٠٠٠ جنيه مصري.

من جهتها، أعلنت اللجنة الوطنية للقضاء على ظاهرة «ختان الإناث» عن رفضها ونبذها لمسمى «تطبيب الختان»، مشددة على جرم هذه الممارسة، ومؤكدة أن التجريم يجب أن يكون من قبل الأطباء أنفسهم؛ وليس فقط من القانون.

كما أوصى الاتحاد العالمي لجمعيات أمراض النساء والتوليد «FIGO» باعتبار ختان الإناث انتهاكًا لاتفاقية حقوق الطفل واتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، وطالب ببذل كافة الجهود والإجراءات بهدف التخلص من الممارسات التقليدية التي تحتوي على عنف ضد الأطفال والنساء، وكذلك أوصت الجمعية المصرية لأطباء أمراض النساء والولادة بهذه التوصية في عام 2012.

كذلك تحذر نقابة الأطباء المصرية دومًا من قيام الأطباء بممارسة عادة ختان الإناث، وتقرر الجزاءات المهنية لمن يمارسونها باعتبارها خروجًا على مقتضيات الواجب المهني.

ومن الناحية الدينية لا يعد ختان الإناث إسلامية، ولا يوجد أمر أو أي إشارة في القرآن الكريم له، كما لا يقوم دليل واحد من السنة النبوية الصحيحة على وجوب ختان الإناث، فيما تؤكد تعاليم الإسلام على حرمة الجسد وحق الإنسان – الرجل والمرأة- في أن ينعم بصحة جسدية ونفسية سليمة، وذلك تحقيقًا للحديث النبوي «لا ضرر ولا ضرار» الناهي عن تغيير خلق الله.

كذلك تؤكد تعاليم الإسلام تؤكد على حق المرأة في علاقة زوجية ناجحة ومُشبعة، وترفض الموروثات والمعتقدات الاجتماعية التي تدفع المجتمع لإجراء ختان الإناث لما تحتويه من إهانة للمرأة، كما تحترم العلم والعلماء، والعلم يقول إن هذه الممارسة ضارة وعديمة الفائدة، وليس هناك إجماع على حكم شرعي فيه، ولا قياس يمكن أن يقبل في شأنه، هذا بالإضافة إلى أنه لا يوجد دليل صحيح من الأحاديث النبوية الشريفة على وجوب أو سنية الختان.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة