أشكال الحب على مر العصور.. عنصر حياة

تعددت مسمياته وتجسدت أشكاله في قصص لملوك وأشخاص على مر الزمان، منذ بدء الخليقة آدم وحواء وأولادهم هابيل وقابيل الذين تصارعوا حتى وجدت أول جريمة قتل في الحياة، ومن الحب ما قتل. هو عنصر من عناصر الحياة التي لا يمكن الاستغناء عنها مثل الهواء والماء، ومن دونه تتوحش الدنيا وتتجرد من كل معانيها النورانية الطيبة والتي على أساسها بدء الخلق، لأن بالحب نحيا ونعيش.

الحب هو نظرة الأم كل يوم إلى أبنائها، والمشاعر التي ولدت لديك لابنة الجيران لأول مرة، هو حب المعلم لمريدينه. الحب يعيش به الملايين وهم كلهم أمل في الغد، هي مشاعر تولد منك للآخر لتتكون به طبيعة العلاقات بين كل طرفين، سواء صداقة عشق أمومة أخوة، كلها مسميات تحمل الحب في طياتها لتنسجم وتتناغم وتدوم.

«حبي لك ينفذ إلى كل جسدي، كما يذوب الملح في الماء، كما يمتزج الماء بالنبيذ»، كلمات تنقل أصداء قلب عاشق من مصر القديمة، يجيش بعاطفة للحبيب، يفصلنا عنه ما يربو على ثلاثة آلاف عام، قلب استعان بأعذب ما جادت به لغة عصره في حضارة كانت ثمرة اختمار تجارب إنسانية تأسست على الحب.

الحب عند القدماء المصريين

هكذا عبر الملوك لملكاتهم عن حبهم لهم، وهكذا كان يتبارى كل ملك بعد الاخر في حبه لملكته، وأطلق عليها أجمل الاسماء ليميزها عن غيرها، فلقبت المرأة بأسماء عدة مثل جميلة الجميلات، عظيمة المحبة، منعشة القلوب، سيدة البهجة المشرقة كالشمس وسيدة الأرضين. قد شهدت المرأة في هذا العصر ايضا مسواة بينها وبين الرجل لم تري مثلها حتي عصرنا هذا.

شهد أيضًا هذا العصر قصة حب ملحمية بين الملكة نفرتيتي والملك أخناتون، وكانت سند له في أزمة تغيير الديانة الرسمية، وتحدت معه المعارضة كهنة آمون حتى وصلت لديانة آتون إله الشمس.

القديس فالنتاين

الشهيد القديس فالنتاين أصر على أن الزواج هو أحد سنن الخالق في الأرض، وعصى أوامر الإمبراطور وعقد الزيجات سرًا. وعندما اكتشف الإمبراطور الأمر، سجنه وأمر بإعدامه ومن يومها وأصبح عيد الحب هو احياء لذكرى القديس.

الحب عند العرب

«الحبُّ من شيم الكرام وإنّما بالحبِّ تسمو أنفُسٌ وتذِلُّ نهرٌ جرى والنّاسُ فيه تحيَّروا ذا مكثرٌ رشفًا وذاكَ مُقِلُّ»

ولا يمكننا أن ننسى طفولتنا التي كان جزءًا منها مشاهدة أفلام تحكي لنا قصص حب وعشق «عنتر وعبلة» و«قيس و ليلى»، ودراستنا للغة العربية التي عرفتنا كيف كان يتبارى الشعراء في أيام العرب بالشعر ليعبر كل شاعر منهم عن مكنونة وعن جمال ما يشعر به من حب في قصائد عاشت ليومنا هذا.

تعددت القصص والتجسد واحد، فهو الحب أيًا كانت حكايته، فهو واضح مثل عين شمس تنير العالم يوم بعد يوم، وسيظل يحيا به العالم حتى تتوقف الشمس عن الدوران ويتوقف سير الدم في العروق، هكذا هو عنصر لا يمكننا الاستغناء عنه في حياتنا مثل الماء والهواء، مثل طفل رضيع تبنيه وتحميه ليكبر معك وتحتمي فيه مع كبر العمر. هذا هو الحب عليك إيجاده كل يوم في حياتك لتتزين به أيامك و ليشعرك بالأمان لتكمل مسيرة الحياة، ولتكمل أنت طموحك وعملك وتصل به لأهدافك.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة