انتقام جمهوري.. يبدأ بعزل إلهان عمر من الكونجرس

في خطوة دراماتيكية جديدة قام أعضاء مجلس النواب الأميركي يوم الجمعة بفصل النائبة الديمقراطية إلهان عمر، من عضوية لجنة الشؤون الخارجية، بتأييد ٢١٨ نائبًا جمهوريًا، في خطوة تشير إلى تصاعد التوترات داخل الكونجرس الأمريكي، بينما صرح الجمهوريون أن هذه الخطوة تبعث رسالة قوية ضد معاداة السامية.

وجادل الجمهوريون في مجلس النواب بأن إلهان عمر لا ينبغي أن تكون عضوًا في اللجنة على ضوء التصريحات السابقة التي أدلت بها بشأن دولة الاحتلال، والتي انتقدها أعضاء من الحزبين مرارًا ووصفوها بأنها معادية للسامية، فيما لفت النائبة وحزبها إلى أن الخطوة جاءت ثأرًا من عزل اثنين من الجمهوريين من لجان في عام 2020، عندما كان الديمقراطيون يمثلون أغلبية في المجلس.

وفي عام 2019، قدمت إلهان عمر اعتذارًا عامًا بعد أن واجهت ردود فعل غاضبة بسبب تغريدات اعتبرها الحزبان معادية للسامية. وقالت في بيان: «معاداة السامية حقيقية، وأنا ممتنة للحلفاء والزملاء اليهود الذين يعلموني التاريخ المؤلم للقوالب المعادية للسامية».

وأوضحت: «تحركات كيفن مكارثي الحزبية لتجريدنا من لجنتنا ليست مجرد حيلة سياسية، بل هي أيضًا ضربة لسلامة مؤسساتنا الديمقراطية وتهديد لأمننا القومي». كما كانت صرحت سابقًا بأن «هناك فكرة محتواها أنك مشتبه به إذا كنت مهاجرًا، أو إذا كنت من أجزاء معينة من العالم، أو صاحب لون بشرة معين، أو مسلمًا، وليس من قبيل الصدفة»، وأضافت: «حسنا، أنا مسلمة، أنا مهاجرة، ومن المثير للاهتمام من أفريقيا، فهل تفاجأ أي شخص بأنني مستهدفة؟ هل تفاجأ أحد من أنني بطريقة ما لا أستحق التحدث عن السياسة الخارجية الأميركية؟ أو أنهم يرونني صوتًا قويًا يجب أن يكون صامتًا؟ لأنهم عنصريون، ورافضون للآخر، وإن كان ولا بد من وجودي ووجود أمثالي في الكونغرس، فعلينا الصمت، وأن نبقى بمثابة ديكور، لا أكثر ولا أقل.

وقبل دخولها الكونجرس، قالت عمر إن دولة الاحتلال «نوّمت العالم مغناطيسيًا»، وحضت الناس على فتح أعينهم على «الأفعال الشريرة» لحليفة الولايات المتحدة. وبررت الأمر بأنها لم تكن على دراية في ذلك الوقت بالتعابير المعادية للسامية.

وكانت النائبة إلهان عمر، قد وصلت إلى الولايات المتحدة في تسعينيات القرن الماضي كلاجئة صومالية. وفي عام 2018، أصبحت واحدة من أوائل المسلمات المنتخبات في الكونجرس الأمريكي.

وتعرضت إلهام لإساءات حظيت بتغطية إعلامية خلال فترة وجودها في المنصب، وكان أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب قد هتفوا ذات مرة في تجمع «أعيدوها!».

وقالت إلهان، قبل التصويت يوم الخميس، إن تهديدًا آخر بالقتل أُرسل إلى مكتبها، وأضافت «هذه التهديدات تزداد كلما استهدفني الجمهوريون».

في المقابل، يصف الديموقراطيون قرار عزل إلهان عمر بالنفاق، حيث تم تعيين الجمهوري جورج سانتوس في لجنتين على الرغم من تورطه في فضائح حول الكذب حول العديد من جوانب سيرته الذاتية وحياته المهنية.

وقال سانتوس، الذي قاوم دعوات الاستقالة من عدة أعضاء جمهوريين وديمقراطيين في مجلس النواب، يوم الثلاثاء إنه سيوقف مهام لجنته «حتى يتمكن من توضيح كل شيء».

إلهان، التي وصلت إلى الولايات المتحدة لاجئة من الصومال، هي النائبة الوحيدة أفريقية المولد في الكونجرس، وواحدة من مسلمات قليلات فيه. وكانت في ترتيب لتصبح أكبر النواب الديمقراطيين في اللجنة الفرعية المعنية بأفريقيا بلجنة الشؤون الخارجية.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة