استوصوا بالنساء خيرًا

تعتبر المرأة هي أساس المجتمع، وركيزة من أهم ركائزه، ويعد العنف ضدها من أكبر الجرائم التي يجب أن يعاقب عليها القانون بأشد أنوع العقوبات.

ينقسم العنف ضد المرأة إلى عنف نفسي وعنف جسدي، كلاهما له أضرار شديدة على المرأة، ويقضيان على طموحها وأفكارها التي من الممكن أن تساهم في تطور المجتمع، ويجعلانها تفقد ثقتها بكل جوانب حياتها، كما يسلبان منها حريتها وسعادتها.

وللعنف ضد المرأة أسباب كثيرة، بينها الظروف المعيشية الصعبة وقلة العمل، إلى جانب الاستغلال واستخدام حجة البقاء بالمنزل للحفاظ على الأولاد، فلا يكون لها مصدر رزق خاص، ولا تمتلك مأوى غير بيت الزوجية.

وقد يدفع العنف بالمرأة إلى الانتحار، ويعد أحد أسباب زيادة ظاهرة الانتحار العنف المنزلي الذي تتعرض له النساء، وبشكل عام فإن العنف يُمارس ضد المرأة منذ زمن طويل بهدف إخضاعها تحت سلطة الرجل، سواء في المجتمع العام، أو في علاقات المرأة.

يمكن مكافحة العنف ضد النساء بعدة وسائل، منها توقيع أشد العقوبات على الجناة، وتعويض النساء المُعنفات ماديًا ليتمكن من بدء حياة جديدة، إلى جانب اهتمام الأهالي بتوعية أولادهم وتثقيفهم للحد من العنف، وإعداد برامج توعوية وتثقيفية تناهض العنف ضد النساء.

لقد كرم الله عز وجل المرأة، وجعل لها كيانها، وجعلها شريك لك في حياتك، تقف إلى جانبك وتكون سندًا وعونًا لك بعد الله، وتشاركك كل أمور حياتك، وتتحمل معك جميع المشاكل والأزمات، فتقدم لها أنت في المقابل الضرب والإهانة والتعنيف، فهل هذه هي الأمانة التي تعهدت أمام الله بالحفاظ عليها بعدما أخذتها من بين أهلها؟ وإذا كان الله عز وجل قد كرمها فمن أنت لتهينها؟ وهل كذلك يكون رد الجميل؟!

لابد من احترام المرأة وتقديرها، فهي تستحق ذلك، فهي من تصنع وتربي الأجيال، والعنف ضدها جريمة من أكبر الجرائم والكوارث التي يجب التصدي لها فورًا، وفقًا لوصية رسولنا الكريم «ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم»، كما قال صلى الله عليه وسلم «استوصوا بالنساء خيرًا».

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة