إيمان الحريري
لبنان المقصودة هنا ليست هي البلد الحبيب إلى قلوبنا جميعا، و لكنني سمحت لنفسي باستعارة هذه المقولة الشهيرة بما لها من شجون و دلائل واقصد بها استحضار الحالة فقط و إنما أردت أن أقول و أقصد بلبنان هنا ” المرأة ” .. واصل العنوان هو ” ارفعوا أيديكم عن المرأة “.
المرأة في الشرق بجميع انواعها ( طبقاً تعبير بعضهم !!! ) و ارفعوا أيديكم أي خلوا عنها، أطلقوا سراحها، اتركوها تمارس حق الاختيار بعيداً عن قوالب و بروايز الحياة في مجتمعاتنا منعدمة الحرية الشخصية ذكورية الفكر و العمل.
فلو أرادت العمل و ترك الزواج اتركوها لحالها و لا تطلقوا عليها القابكم الكريهة مثل العانس و البايرة و من فاتها القطر، و لو صادفت ابن الحلال و تزوجت و انجبت و انصرفت عن الحياة العملية و أحبت ذلك فلم لا نتركها تسعد بحياتها كزوجة و أم و نعطيها حقها في التقدير ولا نرمقها بنظرة التعالي و انها متخلفة عن ركب التطور .
لو أرادت أن تظهر انوثتها و لا تتحجب او تتغطى ما المانع فحب الزينة وإظهار الجمال هي فطرة إلهية جُبِلنا عليها و خُلِقنا بها و لم تخترعها المرأة فهي جميلة في كل تفاصيلها، اتركوها تتنفس الجمال و تعيشه بحرية فلقد ملأ القبح حياتنا بشكل مبالغ فيه فلا تحاصروها بدعوى الفضيلة وتنتقدونها و تمارسون عليها كبت السنين التي عشناها نخاف من جمال المرأة و نعتبر إظهاره نوع من التفسخ و الانحدار الاخلاقي ، و لو أرادت ان تضفي علي نفسها وقاراً وتتغطي أو تتحجب اتركوها ولا تحاصروها بدعوى الرجعية والتطرف احياناً و ضعف الشخصية وانعدام الثقة احياناً أخرى، اتركوها لما تريد و تحب.
طائراً يغرد حباً و حناناً و يفيض علي الكون سحراً و جمالاً و احيطوها بهالة من التقديس كما كانت الحضارات القديمة تفعل . فيكفي جداً جداً مع عانته و تعانيه كمواطن يعتبره الكثيرون من الدرجة الثانية، في مجتمعات ذكورية الماء و الهواء و اعدكم لو تركتموها حرة ان تملأ حياتكم جمالاً و بهجة، ابنةً و اختاً و اماً و جدةً و صديقةً و حبيبة.
اعزائي .. رجاءاً حاراً من كل قلبي في يوم المرأة العالمي و كل الأيام
” ارفعوا أيديكم عن المرأة “