اليوم العالمي للمرأة يرفع شعار  “كسرللتحيز” لتحقيق المساوأة بين الجنسين 

“لو كتب تاريخ النساء لكان تاريخ العالم العام. ليس ثمة أي ثورة في الأمبراطوريات والأسر لم تكن النساء فيها سبباً أو غاية أو وسيلة”. الفيلسوف الفرنسي كوندورسيه.

كرست النساء حول العالم يوم المرأة العالمي الموافق ليوم 8 مارس، للنضال، ليس فقط من أجل قضاياهن ومطالبهن الخاصة، بل أيضًا لمحاربة الظلم وحمل المطالب المجتمعية والدفاع عن النساء في مناطق أخرى من العالم.

لم يأتِ اليوم العالمي للمرأة بالصدفة أو عن عبث، بل يعود إلى محطات تاريخية فيها الكثير من الكفاح والصمود حتى  تقرر تخصيص يوم سنوي لرفع مطالب السيدات والضغط من أجل منحهنّ حقوقهن مثل: “المساواة بين الجنسين، الحق في التصويت، وضع حدٍّ للتمييز الجنسي”وغيرها من المطالب الحياتية الضرورية. 

ترجع جذور هذا اليوم  تقريبًا إلى العام 1908، حين شاركت 15 ألف امرأة في مسيرةٍ حاشدةٍ في مدينة نيويورك الأمريكية للمطالبة بحق التصويت، وتحسين الرواتب وتقصير ساعات العمل. 

ليتم الاحتفال منذ العام الثاني للمسيرة لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية  باليوم الوطني للمرأة في 28 فبراير بمباركةٍ من الحزب الاشتراكي الأميركي.  وفي العام 1910، قدمت “كلارا زيتكين”، الناشطة في الحركة النسائية الاشتراكية في ألمانيا، اقتراحاً يقضي بقيام كل بلدٍ من بلدان العالم بتخصيص يوم واحد في السنة من أجل إيصال أصوات النساء ومطالبهنّ. وبالفعل في المؤتمر الذي عقد في كوبنهاغن وضمّ أكثر من 100 إمرأة من 17 بلدًا، تمت الموافقة على اقتراح “زيتكين” وتقرر تحويل الاحتفال بيوم المرأة إلى حدثٍ عالمي. وفي العام 1913، تقرر نقل العيد إلى 8 مارس. وهو اليوم نفسه الذي بدأ فيه نساء روسيا  عام 1917 إضرابهنّ من أجل “الخبز والسلام” كرد فعل على وفاة الجنود الروس في الحرب العالمية الأولى، وهكذا بقي الثامن من مارس مخصصاً للاحتفال بيوم المرأة حتى يومنا هذا.

وجرى اختيار ألوان اليوم العالمي للمرأة، لأول مرة من قبل الاتحاد النسائي الاجتماعي والسياسي «WSPU» في المملكة المتحدة عام 1908، وهي الأرجواني والأخضر والأبيض، فكل لون لديه معنى خاص به، فاللون الأرجواني يرمز إلى العدل والكرامة، والأخضر يدل على الأمل، فيما يمثل اللون الأبيض النقاء.

ولا يقتصر اليوم العالمي للمرأة على دولة معينة أو منظمة، ولا توجد حكومة أو منظمة غير حكومية أو مؤسسة خيرية أو مركزا إعلاميا مسؤولا عنه، فذلك اليوم ملك لجميع النساء في كل مكان.

ما هو الشعار الذي يميّز اليوم العالمي للمرأة لعام 2022؟

في هذا العام انطلق اليوم العالمي للمرأة 2022 تحت شعار “كسر التحيز BreakTheBias# “، بهدف الحث على تحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة  بمختلف المجالات في كل بلاد العالم.

ويحمل اليوم العالمي للمرأة العديد من الأهداف، أبرزها: تذكير العالم بالظروف المرأة القوي والمؤثر في المجتمعات، الاحتفاء بإنجازات المرأة، دعم وتشجيع المساواة بين الجنسين، والاهتمام بقضايا المرأة.

كيف تكون النساء أكثر فقرًا؟

في تقرير صدر حديثا لمنظمة كونسيرن الدولية (Concern)، إحدى أكبر المنظمات الإغاثية الدولية التي تسعى إلى عالم خال من الفقر والخوف والقمع، إلى أن “عدم المساواة بين الجنسين هو الشكل الأكثر شيوعا لظاهرة عدم المساواة في جميع أنحاء العالم”، كما أنه أحد أكبر العوائق التي تحول دون إنهاء الفقر المدقع.

واستخدم التقرير مصطلح “تأنيث الفقر”، في إشارة إلى ظاهرة تمثيل النساء والأطفال بشكل غير متناسب بين فقراء العالم، وأنهن أكثر عرضة من الرجال للعيش تحت خط الفقر.

وأوضح التقرير أن عدم المساواة المستمرة في جميع المجتمعات تعني استمرار واتساع المعاناة التي تواجهها النساء والفتيات، و أبرز وأهم القضايا التي سلط التقرير الضوء عليها، هي محدودية الوصول إلى التعليم الجيد، وتكافؤ الفرص الاقتصادية، بما في ذلك العمل والوصول إلى سبل العيش وفجوة الأجور بين الجنسين، ونقص التمثيل الحكومي.

وأورد التقرير أن من بين الأسباب أيضا تحديات توفير التغذية الجيدة، والتحصل على الخدمات الصحة المناسبة، والعنف النوعي (التسلط الذكوري)، والنزاعات بكافة أنواعها سواء الأسرية، أو المجتمعية، أو المحلية، أو الوطنية وحتى الإقليمية.

وتشير آخر الإحصاءات الناتجة عن البنك الدولي إلى أن واحدة فقط من كل أربع نساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعمل أو تبحث عن عمل، وهو ما يمثل نصف المعدل العالمي. وبالنسبة للشابات، تصل معدلات البطالة إلى 40 في المئة، بينما تضاعفت فجوة التوظيف بين الرجال والنساء تقريبًا على مدى السنوات الخمسة والعشرين الماضية.

ووجد تقرير للأمم المتحدة العام الماضي أن ما يقرب من 90 في المئة من الرجال والنساء لديهم نوع من التحيز ضد الإناث، وما يقرب من 50 في المئة من الرجال، على الصعيد العالمي، يعتقدون أن لهم حقًا في العمل أكثر من النساء، ويشعر نصف الرجال والنساء في العالم أن الرجال هم قادة سياسيون أفضل، بينما يعتقد ما يقرب من الثلث أنه من المقبول أن يعنف الرجال زوجاتهم. وخلصت الدراسة إلى أنه لا توجد دول في العالم حققت المساواة بين الجنسين.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة