ماذا تعرف عن الأغنية الشهيرة “Bella Ciao”؟

«بيلا تشاو».. أغنية لقت رواجا كبيرا خلال السنوات القليلة الماضية، بعد عرض المسلسل الأسباني الشهير”La Casa de Papel”، وتأديتها فيه، فربطها الكثيرين بالمسلسل، ورددوها على اعتبار أنها أحد علامات هذا العمل الضخم.

ثم عادت الأغنية لتحدث جدلا كبيرا بعد غنائها في منتدى شباب العالم، الذي يقام حاليًا في نسخته الرابعة بمدينة شرم الشيخ، بحضور واحدة من نجمات المسلسل، الممثلة الإسبانية “إيتزيار إيتونو”، والتي شاركت في المنتدى أو إحدى جلساته.

لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن الأغنية الشهيرة هي واحدة من الأغنيات التي تم اعتمادها كأيقونة ثورية ورمز مقاومة للشعب الإيطالي ضد الزعيم الفاشي “موسوليني”، ف”بيلا تشاو” أو “مع السلامة يا حلوة” أنشودة ذات أصل ثوري، رددت في مواجهة الاستبداد الذي مارسه “موسوليني” على شعبه، وهي واحدة من أغاني الفلكلور الإيطالي، وذاع صيتها وانتشرت خلال الحرب العالمية الثانية وتغنى بها مقاومو النظام الفاشي، بعدما ظهرت في حقول الأرز، حيث رددتها الفتيات المزارعات، اعتراضاً على استغلالهن للعمل في ظروف قاسية وطقس بارد لساعات طويلة.

وكانت الأغنية في مختلف ظروف انتشارها رمزاً للحرية، منذ الصرخة التي أطلقتها العاملات في وجه ملاك الأراضي الزراعية، وحتى غناء المقاومين، وعلى الرغم من ثبات اللحن اختلفت الكلمات، حيث اختار المناضلون كلمات تناسب القتال على الجبهات، ومن هنا اشتهرت الأغنية التي سلط المسلسل الضوء عليها، وأعاد فنانون عرب إنتاجها بأشكال متعددة.

استخدم العرب أيضا لحن الأغنية للتعبير عن المقاومة، كل بطريقته، فأعيد إنتاجها باللهجة السورية، لتعبر عن حالة الانقسام التي ضربت عصب الشعب الثوري منذ قيام الثورة عام 2011، وجاءت كلماتها لتحاكي الحوار الدائر بين مؤيدي الثورة ومؤيدي النظام، فيتهم فيها مؤيدو النظام الثوار بأنهم سبب الخراب الذي حل بسوريا، فيما يوجه الثوار الاتهامات لهم بأنهم السبب في وصول البلاد إلى الأوضاع الحالية، بسبب صمتهم على جرائم بشار الأسد.

وغناها العراقيون بلهجتهم، تحت اسم “بلاية جارة” أي من دون حل، وعبروا خلالها عن الصعوبات التي واجهوها. وبكلمات تتماشى مع أحداث الانتفاضة الحاصلة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، والتي اتخذت منحنى تصاعدياً منذ تظاهرات مارس 2018، تحت اسم “مسيرات العودة”، أعاد الفلسطينيون إنتاجها مرددين: “وسقطت شهيداً وأنا أقاوم، برفيفي بإيدك ادفنّي”.

يذكر أن قصة المسلسل الذي أعاد منتجوه إحياء “بيلا تشاو” تدور حول مجموعة من اللصوص الذين يحاولون القيام بأكبر عملية سرقة في التاريخ، وقرروا اقتحام دار سك العملة الإسبانية، واختطاف رهائن، وبينما يحبسونهم يقومون بسك مبلغ مالي ضخم يقدر بـ2.4 مليار يورو. تتم عملية السرقة بتخطيط دقيق ودراسة تفصيلية، لخطة كان قد وضعها والد العقل المدبر للعملية، والذي أطلق عليه فريق التنفيذ “البروفيسور”.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة