زيكو أو الإنفصال

إسلام جمال

خلط الكرة بالسياسة موجود ويتم ممارسته فى كل مكان ولكنه بنسب متفاوته على حسب طبيعة كل مجتمع وطبيعة كل دولة فى سياستها تجاه شعبها.

فإقحام السياسة فى الرياضة وخصوصاً فى الساحرة المستديرة دائماً يأتى من الحكومات، ولكن هذة الواقعة أتبت هذة المرة من الجماهير العاشقه وعندما تصبح السياسة أداة ضغط ليحقق عشاق الكرة مطالبهم ورسالة واضحة بأن لا أحد يستطيع إسكات عشاق الكرة وتكميم أصواتهم من الظلم والاضطهاد ليظل صوت العاشقين رافعاً رايات المجد.

سنبحر فى حكايتنا هذة المرة لمهاويس الكرة ( إيطاليا ) وتحديداً مقاطعة ( أوديني ) حيث يقبع هناك نادى ( أودينيزي )، فالأخبار المتداولة بأن مسئولى النادى الإيطالي يريدون التوقيع مع الأسطورة البرازيلية والملقب ب ( بيلية الأبيض ) أرثر انتونيس كيومبرا وشهرته ( زيكو ) واحد من ضمن أساطير منتخب السامبا فى ثمانينات القرن الماضي.

وكان وقتها ( زيكو ) يلعب فى نادى ( فلامنجو ) البرازيلي ونادي ( اودينيزي ) يريد شرائه ولكن قيمة الصفقة وصلت إلى 9 مليون دولار!
وصلت تلك الأخبار إلى الساسة والحكومة الإيطالية وقوبلت بالرفض التام بأنه من المستحيل أن يٌدفع ذلك المبلغ فى إنتقال لاعب خصوصاً فى ظل الأزمة الإقتصادية التى تضرب البلاد وتم إبلاغ مسئولى إدارة نادي ( اودينيزي ) بهذا القرار.

و حال جمهور ( اودينيزي ) فَرحين فرحة حصولهم على بطولة، فالنادى بحاجة إلى من يدافع عن ألوانه خصوصآ وأن النادي قد عاد إلى السيريا “أ” من جديد بعد غياب دام عشرون عاماً فعشاق ( الزيبريتى )، وهو لقب شهرة نادي اودينيزي يحتاجون لبطل حقيقى وخصوصاً وعلى صعيد آخر أن ( الكالتشيو ) الدورى الإيطالي به عدد من النجوم والأساطير أمثال ( بلاتيني / فرانكو باريزي / ماردونا ).

ولكن لم تكتمل الفرحة بعد إعلان الحكومة الإيطالية وأصحاب النفوذ المتحكمين فى مقاليد اللعبة هناك رفضها للصفقة!

كيف إستقبلت جماهير اودينيزي العاشقه هذا القرار؟


لقد خرجت جماهير اودينيزي إلى شوارع المدينة فى ثورة عارمة يهتفون بإسم ( زيكو ) وكتبوا على جدران مدينتهم ( زيكو أو النمسا )، وبذلك أعلنوا جماهير اودينيزي تمردهم الكامل ودعوة للإنفصال عن دولة إيطاليا وتهديد صريح للحكومة الإيطالية بأن ستنضم المدينة بالكامل إلى دولة النمسا بحكم أنها أقرب دولة إليهم.

وبذلك وضعت جماهير اودينيزي الحكومية الإيطالية فى مأزق كبير وكان على الحكومة الإيطالية بأن تختار ما بين ( زيكو أو إنفصال المدينة ) بالكامل، فلم يعد أمام الحكومة الإيطالية إلا أن ترضخ لمطالب جماهير اودينيزي العاشقه وتقبل بالصفقة، وبالفعل تمت الصفقة بنجاح وتم إستقبال الأسطورة البرازيلية ( زيكو ) فى شوارع مقاطعة ( أودينى ) إستقبال الفاتحين.

لتنتصر إرادة الجماهير العاشقه للكرة والعاشقه لفريقها 

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة