شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث المهمة، تستعرضها منصة فَكّر تاني، في نشرتها الإخبارية “نص الليل”، ومنها: “أسطول الصمود” مبادرة مصرية لكسر حصار غزة.. “الوطنية للانتخابات” تنفي تأجيل انتخابات النواب.. تفاصيل اتصال عبد العاطي وويتكوف.. قائمة شهداء جدد مع تواصل تدمير الأبراج السكنية بالقطاع.. كاتبة إسرائيلية: حماس ألحقت بنا “هزيمة إعلامية مدوية”.. “أسطول الصمود” المغاربي يؤجل انطلاقه من تونس.
“أسطول الصمود” مبادرة مصرية لكسر حصار غزة
في خطوة لافتة جمعت أطيافًا سياسية وثقافية متنوعة، أعلن ائتلاف واسع من الشخصيات العامة المصرية، يضم أسماء بارزة مثل وزير القوى العاملة الأسبق كمال أبوعيطة، والأكاديمية الدكتورة ليلى سويف، والشاعر أحمد دومة، والبرلماني السابق هيثم الحريري، والمحامي الحقوقي خالد علي، عن تدشين مبادرة “أسطول الصمود المصري” بهدف كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.

أكد الموقعون، الذين شملوا محامين وحقوقيين وصحفيين وأكاديميين، في بيان رسمي، تلبيتهم لنداء “أسطول الصمود العالمي” ورغبتهم في التحضير والمشاركة في هذا الأسطول على مسؤوليتهم الشخصية، لمواجهة ما وصفه البيان بـ “حصار إسرائيلي خانق ومخططات تهجير ممنهجة” يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة.
ولتحقيق هذا الهدف، حدد البيان سلسلة من المطالب والإجراءات العملية الموجهة لجهات متعددة، أولها مطالبة رئيس الجمهورية ووزير الخارجية بـ “تيسير جميع الإجراءات اللازمة لانطلاق قافلة الشعبية المصرية لكسر الحصار الإسرائيلي عن غزة، والعمل على إحباط مخططات التهجير القسري ووقف الإبادة”.
كما ناشد البيان كافة الأحزاب السياسية والنقابات المهنية والمنظمات المصرية بـ “تحمّل مسؤولياتها التاريخية في هذه اللحظة الفارقة، ودعم الأسطول المصري والمشاركة في التحضير والإعداد له”.
لم تقتصر الدعوة على الدعم السياسي، بل امتدت لتشمل الدعم الشعبي واللوجستي، حيث أعلن القائمون على المبادرة أنهم سيعتمدون على التبرعات العينية لتجهيز الأسطول، مشيرين إلى أنه سيتم الإعلان لاحقًا عن سبل وآليات التبرع والدعم المطلوبة.
ووجه البيان دعوة مفتوحة لأصحاب الخبرات الفنية للمشاركة في تجهيز وتشغيل الأسطول، وشملت “القياطنة، وميكانيكيي السفن، والبحارة، والأطقم البحرية”. ولتنظيم هذه المشاركات، دعا البيان المهتمين إلى تعبئة استمارة إلكترونية.
واختتم البيان بدعوة المهتمين بالمشاركة في مؤتمر صحفي يوم الأحد المقبل، 7 سبتمبر، في تمام الساعة السابعة مساءً بمقر نقابة الصحفيين، لمناقشة قضية الأسرى الفلسطينيين وتفاصيل المشاركة في الأسطول.
وأكد الموقعون في ختام بيانهم أن مشاركة مصر في هذا الأسطول لا تمثل مجرد خيار، بل هي “واجب وطني وأخلاقي لا يحتمل التأجيل”، وأن هذه الخطوة من شأنها أن تعزز دور مصر التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني، انطلاقًا من مسؤوليتهم الوطنية والإنسانية تجاه ما يحدث في غزة.

“الوطنية للانتخابات” تنفي تأجيل انتخابات النواب
نفت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، رسميًا، صحة ما أُثير على بعض مواقع التواصل الاجتماعي حول تأجيل موعد فتح باب الترشح لانتخابات مجلس النواب المصري 2025.
وأكدت الهيئة، في بيان، أن الانتخابات ستُجرى في موعدها المحدد دستوريًا وقانونيًا، مشيرةً إلى أن مجلس إدارتها يعكف حاليًا على إعداد الجدول الإجرائي والزمني للعملية الانتخابية بالكامل.

وأضافت أنه فور الانتهاء من إعداد الجدول، سيتم الإعلان في مؤتمر صحفي عن كافة التفاصيل، بما في ذلك دعوة الناخبين للإدلاء بأصواتهم، وميعاد فتح باب الترشح، وجميع إجراءات ومراحل الانتخابات حتى إعلان النتائج.
وفي ختام بيانها، أهابت الهيئة الوطنية للانتخابات بالجميع ضرورة الالتزام بالقانون، وتلقي المعلومات من مصادرها الرسمية المتمثلة في موقع الهيئة، وتجنب إثارة الشائعات.
تفاصيل اتصال عبد العاطي وويتكوف
بحث وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، الدكتور بدر عبد العاطي، مع المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وذلك في إطار الاتصالات الدورية بين الجانبين.
خلال الاتصال الهاتفي، شدد الوزير عبد العاطي على أهمية تجاوب إسرائيل مع الصفقة المقترحة من أجل التوصل لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن ذلك ضروري لخفض التصعيد وحقن دماء الشعب الفلسطيني، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى.

استعرض عبد العاطي التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة، التي وصلت إلى حد المجاعة، محذرًا من خطورة وتداعيات توسع العمليات العسكرية واستمرار استخدام التجويع كسلاح.
كما أطلع وزير الخارجية المبعوث الأمريكي على استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار فور الإعلان عن وقف إطلاق النار، وذلك وفقًا للخطة العربية-الإسلامية التي تم اعتمادها في قمة القاهرة في مارس الماضي.
إلى جانب ذلك، تناول الجانبان تطورات الملف النووي الإيراني، حيث استعرض الوزير عبد العاطي الجهود الرامية لتهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات وإتاحة الفرصة للحلول الدبلوماسية، بهدف التوصل لتسوية مستدامة تسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.
قائمة شهداء جدد مع تواصل تدمير الأبراج السكنية بالقطاع
استشهد 74 فلسطينيًا على الأقل وأصيب آخرون، السبت، في سلسلة هجمات إسرائيلية عنيفة استهدفت مناطق متفرقة في قطاع غزة، فيما دمرت مقاتلات الاحتلال برج “السوسي” السكني بمدينة غزة، وسط توعد من وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتدمير المزيد من الأبراج السكنية.

قالت مصادر في مستشفيات غزة، وفقًا لوكالة رويترز، إن 53 من بين الشهداء سقطوا في مدينة غزة وحدها، حيث استهدفت الهجمات منازل، وشققًا سكنية، ومركبات، وتجمعات لمواطنين كانوا ينتظرون المساعدات.
وتركز القصف الإسرائيلي بشكل مكثف على شمال القطاع، حيث استشهد 17 شخصًا في أحياء متفرقة بمدينة غزة، من بينهم 8 فلسطينيين في قصف استهدف منزلًا لعائلة “أبو تاية” بحي الشيخ رضوان، و5 آخرون من عائلة “أبو عواد” في غارة على شقة سكنية بمخيم الشاطئ.
وفي تطور بارز، قصف الطيران الحربي الإسرائيلي برج “السوسي” السكني المكون من 15 طابقًا ويضم أكثر من 60 شقة، مما أدى إلى تدميره بالكامل وتسويته بالأرض. وقد أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استهداف الأبراج، مؤكدًا أنها منشآت مدنية بالكامل ولا تُستخدم لأي أغراض عسكرية.
وفي جنوب القطاع، استمرت الهجمات على مدينة خان يونس، حيث قُتل مسنّ برصاص آليات الجيش الإسرائيلي في منطقة المواصي، التي كان الاحتلال قد حددها “منطقة إنسانية” وأمر النازحين بالتوجه إليها. كما سقط شهيدان آخران بالرصاص وسط القطاع أثناء انتظارهما للمساعدات قرب منطقة نتساريم.
ومن جهته، برر الجيش الإسرائيلي قصف البرج بزعم أن حركة حماس نشرت فيه وسائل لجمع المعلومات ونقاط مراقبة، وهو ما نفته الحركة والمكتب الإعلامي الحكومي. وفي المقابل، حذرت وزارة الداخلية في غزة من “خداع الاحتلال” بوجود مناطق آمنة، معتبرةً أن الهدف هو تنفيذ مخططات التهجير القسري.
يأتي هذا التصعيد في وقت خلف فيه العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، أكثر من 64 ألفًا و368 شهيدًا، و162 ألفًا و367 مصابًا، فضلًا عن آلاف المفقودين والمجاعة التي أودت بحياة المئات.
كاتبة إسرائيلية: حماس ألحقت بنا “هزيمة إعلامية مدوية”
قالت الكاتبة الإسرائيلية ليلاش سيجان، إن إسرائيل تعاني من “هزيمة مدوية” في معركة الإعلام والوعي أمام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ بدء الحرب على غزة، على الرغم من أي إنجازات عسكرية قد تعلن عنها السلطات الإسرائيلية.

وفي مقال لها بصحيفة “معاريف”، أكدت سيجان أن التفوق الدعائي لحماس، الذي تقوده منظومة إعلامية ضخمة ومنظمة، كبّد إسرائيل خسارة فادحة على الساحة الدولية، مستشهدةً بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأخيرة بأن “إسرائيل تخسر حرب العلاقات العامة في العالم”.
وأشارت الكاتبة إلى أن إسرائيل، بعد مرور نحو 700 يوم على الحرب، فشلت في إقناع الرأي العام العالمي بشرعية روايتها، وعزت ذلك إلى قوة المنظومة الإعلامية لحماس، التي زعمت أنها تضم نحو 1500 عنصر، أي أكثر من ضعف عدد العاملين في أقسام الإعلام بالجيش الإسرائيلي.
ووصفت سيجان الآلة الإعلامية للحركة بأنها جناح متكامل يوظف محرري فيديو في كل كتيبة، بحيث لا تتم أي عملية عسكرية دون أن تكون مرفقة برسالة إعلامية جاهزة للتوزيع، بدءًا من استخدام كاميرات “غو برو” في 7 أكتوبر، وصولًا إلى مقاطع فيديو الأسرى التي كانت تصدر في لحظات حساسة.
وفي المقابل، انتقدت سيجان إدارة الحكومة الإسرائيلية للمعركة الإعلامية، ووصفتها بأنها “منفعلة لا فاعلة”، وتفتقر لأي خطة مدروسة. واستشهدت بنشر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مقطع فيديو لإحدى الضحايا بشكل متأخر وعشوائي، بدلًا من استغلاله ضمن حملة منظمة.
وخلصت الكاتبة إلى أن هذا الفشل الإعلامي يسهم عمليًا في تعزيز الجهود الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، محذرةً من أن إسرائيل لا تُهزم في الميدان العسكري فحسب، بل في ميدان الوعي أيضًا، وأنه حان الوقت “لتستيقظ” وتوجه جهدها الإعلامي للخارج.
“أسطول الصمود” المغاربي يؤجل انطلاقه من تونس
أعلن القسم المغاربي من “أسطول الصمود العالمي” عن تأجيل انطلاقه من تونس إلى يوم الأربعاء المقبل، للانضمام إلى السفن الأخرى المتجهة من إسبانيا وإيطاليا في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.

وأوضح القائمون على المبادرة أن هذا التأجيل، وهو الثاني من نوعه، جاء بسبب سوء الأحوال الجوية وتأخر انطلاق الأسطول من ميناء برشلونة.
وفي سياق متصل، أكد النائب في البرلمان التونسي محمد علي، عن حركة الشعب، أنه سيشارك في الأسطول ممثلًا عن النواب التونسيين “من أجل نصرة فلسطين”، مشيرًا إلى أن البرلمان شكل لجنة متابعة خاصة بالأسطول للتحرك في أي ظرف طارئ.
ووجه النائب التونسي رسالة إلى برلمانيي العالم لتشكيل جبهة دولية “للتصدي لآلة القتل في غزة”، معتبرًا أن رحلتهم محفوفة بالمخاطر لكنهم سيتحملونها نصرةً للقضية الفلسطينية.
ومن المنتظر أن تلتقي السفينة المنطلقة من تونس بالسفن التي أبحرت نهاية أغسطس الماضي من ميناء برشلونة الإسباني وأخرى انطلقت من ميناء جنوة الإيطالي، لتواصل رحلتها نحو غزة بهدف كسر الحصار.
يأتي هذا التحرك في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والذي خلف أكثر من 64 ألف شهيد وتسبب في مجاعة كارثية، وفقًا للبيانات الرسمية.
