شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث المهمة، تستعرضها منصة فكر تاني، في نشرتها الإخبارية “نص الليل”، ومنها: 9 قتلى و11 مصابًا في تصادم جديد على "الإقليمي".. والسيسي يوجّه بإغلاق أجزاء منه وتشديد الرقابة على الطرق.. 78 شهيدًا جديدًا في يوم دموي بغزة.. مؤشرات على اقتراب اتفاق تبادل أسرى ووقف لإطلاق النار.. جيش الاحتلال يتكبد خسائر جديدة في خان يونس.
9 قتلى و11 مصابًا في تصادم جديد على "الإقليمي"
لقي 9 أشخاص مصرعهم وأُصيب 11 آخرون، السبت، في تصادم بين سيارتي نقل ركاب (ميكروباص) على الطريق الإقليمي السريع بمحافظة المنوفية، شمالي مصر.

أفادت وزارة الصحة والسكان بأن الحصيلة الأولية تشير إلى سقوط 9 ضحايا و11 مصابًا، بينما تواصل فرق الطوارئ متابعة الحالة الصحية للمصابين واستكمال البيانات المتعلقة بالحادث.
وذكرت الوزارة في بيان رسمي أن "هيئة الإسعاف دفعت بـ18 سيارة مجهزة نقلت المصابين إلى مستشفى الباجور التخصصي، لتلقي الرعاية الطبية العاجلة"، مضيفةً أن جميع سيارات الإسعاف مزودة بأحدث الأجهزة لضمان سرعة التدخل.
وأكد البيان أن وزير الصحة، خالد عبدالغفار، يتابع تداعيات الحادث عن كثب، وقد أصدر تعليمات عاجلة برفع درجة الاستعداد القصوى في المستشفيات القريبة، وتوفير الدعم الطبي والنفسي اللازم للمصابين وأُسر الضحايا.
يأتي هذا الحادث بعد أقل من أسبوع على وقوع حادث مروع آخر على نفس الطريق في نطاق مركز أشمون، أسفر عن مقتل 19 شخصًا، معظمهم من الفتيات المراهقات العاملات بالأجر اليومي، إلى جانب إصابتين.
وقد ألقت وزارة الداخلية القبض على السائق المتسبب في ذلك الحادث، عقب محاولته الفرار من موقع التصادم.
السيسي يوجّه بإغلاق أجزاء من "الإقليمي" وتشديد الرقابة على الطرق
وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الحكومة بدراسة إغلاق أجزاء من الطريق الدائري الإقليمي التي تشهد أعمال صيانة ورفع كفاءة، مع وضع بدائل مرورية آمنة لضمان سلامة المواطنين وتسريع وتيرة تنفيذ الأعمال.
كما كلّف الرئيس وزارة الداخلية بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين، وتشديد الرقابة على الطرق، لاسيما فيما يتعلق بتجاوز السرعات المحددة والأحمال الزائدة، مؤكدًا أهمية فرض الانضباط الكامل وتطبيق القانون حفاظًا على أرواح وممتلكات المواطنين.

78 شهيدًا جديدًا في يوم دموي بغزة
في اليوم الـ639 من الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، ارتكبت قوات الاحتلال مجازر جديدة أودت بحياة 78 فلسطينيًا، بينهم مدنيون كانوا بانتظار مساعدات إنسانية، وفقًا لمصادر طبية في مستشفيات القطاع.
شملت الغارات الإسرائيلية مناطق متعددة، أبرزها مخيم البريج وسط القطاع، ومنطقة المواصي غرب خان يونس، وحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، حيث تركز القصف على المناطق السكنية، ما أسفر عن دمار واسع وخسائر بشرية كبيرة.
وفي المقابل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن "السبت كان يومًا صعبًا" للجيش في غزة، عقب إعلان جيش الاحتلال مقتل جنديين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة نتيجة استهدافهم بقذيفة مضادة للدروع في خان يونس.
وسياسيًا، نقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن مصادر مطلعة وجود "مؤشرات متزايدة" على قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد ما يقارب 21 شهرًا من التصعيد المستمر.
وأعلنت حركة "حماس" أنها سلّمت ردّها الإيجابي إلى الوسطاء بشأن المقترح المطروح لوقف النار، وأكدت استعدادها الجاد للدخول في مفاوضات فورية حول آلية التنفيذ.
ومن جانبه، علّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على التطورات بالقول إن "رد حماس يبدو جيدًا"، مؤكدًا في تصريحات صحفية أن الاتفاق قد يُبرم "خلال أيام"، رغم عدم تلقيه إفادة رسمية بعد.
وفي سياق متصل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن المجلس الوزاري المصغر سيناقش خلال اجتماعاته المقبلة مضمون رد "حماس" وتداعياته على الموقف الإسرائيلي.
وفي الضفة الغربية، قتلت قوات الاحتلال رجلًا مسنًا في مدينة طولكرم خلال اقتحام أمني، تزامن مع حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات الفلسطينيين في مدن وبلدات متفرقة، ضمن سياسة تصعيد موازية لما يجري في قطاع غزة.

مؤشرات على اقتراب اتفاق تبادل أسرى ووقف لإطلاق النار
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب قررت إرسال وفد تفاوضي إلى العاصمة القطرية الدوحة لبحث تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة، وذلك عقب تسلّمها ردّ حركة "حماس" الذي وصف بالإيجابي.
نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول رفيع أن الوفد سيغادر غدًا الأحد إلى قطر، بينما أوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن الحكومة "لم ترفض رد حماس بالكامل، وتراه أساسًا يمكن البناء عليه". ويأتي ذلك قبل توجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن صباح الأحد، حيث من المرتقب أن يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
وبحسب صحيفة هآرتس، يعقد المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) اجتماعًا مساء السبت لمناقشة بنود المقترح، وملاحظات حماس، إلى جانب مستقبل العمليات العسكرية في القطاع.
تشير التسريبات الإعلامية الإسرائيلية إلى أن المقترح المطروح يتضمن إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء، ونقل جثامين 18 آخرين خلال فترة وقف إطلاق نار تمتد لـ60 يومًا، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، وانسحاب تدريجي لقوات الاحتلال من مناطق متفق عليها داخل غزة.
وفي المقابل، تضع حماس ثلاثة مطالب رئيسية: العودة إلى الآلية السابقة لتوزيع المساعدات الإنسانية - تمديد الهدنة طالما استمرت المفاوضات، ومنع استئناف القتال تلقائيًا بعد 60 يومًا - وضع خريطة واضحة لانسحاب قوات الاحتلال من المناطق التي تنتشر فيها داخل القطاع.
وبينما تقدّر إسرائيل عدد الأسرى لديها في غزة بـ50 أسيرًا، بينهم 20 على قيد الحياة، تفيد منظمات حقوقية بأن آلاف الفلسطينيين يقبعون في سجون الاحتلال وسط أوضاع إنسانية صعبة تشمل التعذيب والإهمال الطبي، وقد أودت بحياة عدد منهم.
وتزايدت الضغوط الداخلية على حكومة نتنياهو، إذ دعت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة إلى تظاهرات واسعة مساء السبت في "ساحة المخطوفين" بتل أبيب، للمطالبة بإبرام اتفاق شامل يعيد كافة الأسرى دفعة واحدة، محمّلين الحكومة مسؤولية مقتل عدد من ذويهم خلال الحرب.
وجاء في بيانهم: "ندعو للخروج إلى الشوارع للضغط على حكومة نتنياهو لإنهاء الحرب. نناشد الرئيس ترمب عدم السماح لقوى الشر في إسرائيل باستمرار القتال".

وفي السياق نفسه، نقلت يديعوت أحرونوت عن مصادر إسرائيلية أن ترمب قد يعلن عن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار خلال لقائه نتنياهو، بينما صرّح الرئيس الأميركي بأنه "قد يتم التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع"، معتبرًا أن رد حماس جاء بـ"روح إيجابية".
ومن جهتها، أفادت وزارة الخارجية المصرية أن الوزير بدر عبد العاطي ناقش في اتصال هاتفي مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف تطورات المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إلى جانب سبل ضمان تدفق المساعدات الإنسانية، والتحضير لاجتماعات غير مباشرة بين الأطراف.
كما تناول الاتصال الترتيبات الجارية لعقد مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة فور التوصل لاتفاق نهائي.
ورغم الحديث عن هدنة قريبة، تواصلت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 78 فلسطينيًا منذ صباح السبت، بينهم مدنيون أثناء انتظارهم مساعدات غذائية. واستهدفت الضربات مناطق عدة منها البريج والمواصي وحي الشيخ رضوان.
وفي الضفة الغربية، قتلت قوات الاحتلال مسنًا فلسطينيًا في طولكرم، واعتقلت العشرات خلال حملة مداهمات واسعة.
ومنذ بدء العدوان في أكتوبر 2023، بلغ عدد شهداء قطاع غزة أكثر من 57 ألفًا، فيما تجاوز عدد الجرحى 135 ألفًا، وفق إحصاءات فلسطينية ودولية، وسط دمار غير مسبوق طال كل مرافق الحياة في القطاع.
جيش الاحتلال يتكبد خسائر جديدة في خان يونس
كشفت الجزيرة عن مشاهد حصرية لكمينين نفذتهما كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ضمن سلسلة عمليات "حجارة داوود" في خان يونس جنوبي قطاع غزة، أسفرت عن مقتل جنود إسرائيليين وتدمير دبابات وآليات عسكرية.
أظهرت اللقطات تنفيذ مقاتلي القسام هجومًا مباغتًا في منطقة المحطة بوسط خان يونس، حيث استُهدفت دبابتان من طراز "ميركافا" بعبوتين من نوع "شواظ" من مسافة صفر، كما تم تدمير ناقلة جند بقذيفة "الياسين 105". وخلال العملية، اشتبك المقاتلون مع قوة إنقاذ إسرائيلية وصلت إلى الموقع، مما أدى إلى إصابات مباشرة في صفوف الجنود.

تسلل أربعة من مقاتلي القسام عبر الأنقاض خلال النهار، حيث نجح أحدهم في الوصول إلى دبابة إسرائيلية وتفجيرها عن قرب، ثم عاد إلى موقع آمن تحت نيران كثيفة. وفي هجوم لاحق، استُهدفت ثلاث ناقلات جند في منطقتي المجمع الإسلامي وشارع البيئة وسط خان يونس، باستخدام قذائف وأسلحة خفيفة.
اعترف جيش الاحتلال بمقتل جنديين في هجمات الجمعة، أحدهما شمال القطاع والآخر جنوبه، إضافة إلى إصابة أربعة جنود بينهم قائد سرية بجروح خطيرة.
في السياق ذاته، بثت سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، مشاهد لعملية تفجير آلية عسكرية إسرائيلية بعبوة ناسفة، والاستيلاء على طائرات مسيّرة شرق خان يونس. كما نشرت الجزيرة صورًا لكمين مركّب نفذته السرايا ضد رتل إسرائيلي في مربع الهدى شرق حي الشجاعية، الأربعاء الماضي.
تأتي هذه العمليات في وقت كثّفت فيه المقاومة من هجماتها خلال الشهرين الأخيرين. وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، كان شهر يونيو الأكثر دموية للجيش الإسرائيلي منذ بداية العام، حيث قُتل خلاله 20 جنديًا وضابطًا من بين 32 قتيلًا سُجلوا منذ استئناف الحرب في مارس.
ووفقًا لإذاعة جيش الاحتلال، ارتفع عدد قتلى الجيش منذ بدء التوغل البري في غزة في 27 أكتوبر 2023، إلى 440 جنديًا وضابطًا، إضافة إلى 6032 مصابًا، بينهم 2745 أُصيبوا خلال الاشتباكات البرية.
وبالتزامن، أعلن الجيش الإسرائيلي السبت أن منظومات الدفاع الجوي اعترضت صاروخين أُطلقا من جنوب القطاع باتجاه منطقة كيسوفيم، دون تسجيل إصابات. وذكرت يديعوت أحرونوت أن الصواريخ أُطلقت من خان يونس.
وبذلك، يرتفع عدد الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية باتجاه مناطق غلاف غزة منذ مطلع يوليو الجاري إلى 6، فيما بلغ العدد الإجمالي منذ استئناف الحرب في 18 مارس نحو 60 صاروخًا.
وكانت فصائل المقاومة قد أعادت تفعيل الهجمات الصاروخية على إسرائيل في 20 مارس، وبدأتها بقصف "تل أبيب الكبرى"، ثم وسّعت نطاق الرشقات لتشمل مدن أسدود، وعسقلان، وبئر السبع.