بعد ساعات قليلة من لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي يوم 30 يونيو الماضي، التقى الرئيس مساء اليوم نفسه بالفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني.
أشار ذلك إلى الأهمية الكبيرة التي توليها القاهرة لضمان أمن حدودها مع الدولتين خاصة في ظل المستجدات الأمنية بعد سيطرة قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) على منطقة المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر.
حميدتي نفسه أظهر تحولًا لافتًا تمثل في تبدل نبرته تجاه مصر. فبعد أشهر من الاتهامات الحادة التي وجهها للقاهرة بدعم الجيش السوداني في الحرب الأهلية المستمرة منذ أبريل 2023، ظهر يوم 22 يونيو الماضي بخطاب هادئ يدعو إلى الحوار مع مصر ويؤكد احترام حدود الجوار.
هذا التحول لم يأتِ من فراغ، بل عكس ديناميكيات معقدة داخل السودان وفي محيطه الإقليمي، حيث تبرز سيطرة قواته على منطقة المثلث الحدودي -منذ 11 يونيو- كعامل محوري. ما أثار مخاوف مصرية من تداعيات أمنية محتملة.

أسباب محتملة لتغير خطاب حميدتي
في 22 يونيو الماضي، ألقى حميدتي خطابًا مسجلاً وجه فيه رسائل تهدئة غير مسبوقة نحو مصر، قائلاً: "راجعنا حساباتنا، وتوصلنا إلى أنه يمكن أن نحل مشكلاتنا مع مصر عبر طاولة الحوار والنقاش"، مؤكدًا أن قواته "ليست ضد أي دولة" وترغب في التعاون مع دول الجوار لتأمين الحدود.
السيطرة على المثلث الحدودي كانت نقطة تحول، إذ أثارت قلق مصر من تهديد أمنها القومي. لكن حميدتي حاول طمأنتها قائلاً: "ذهابنا إلى الصحراء أمن لجيراننا المصريين".
هذه الكلمات جاءت بعد أشهر من التصعيد اللفظي، حيث اتهم حميدتي القاهرة مرارًا بشن غارات جوية على قواته. يربط المحلل السياسي السوداني، خالد سعد، هذا التغيير بالتراجع العسكري لقوات الدعم السريع، "حميدتي يحاول تعويض وضعيته التي تآكلت بخسارته في معارك رئيسية في الخرطوم والجزيرة".
ويضيف لـ فكر تاني أن وعي حميدتي بدور مصر المحوري، وعلاقتها القوية مع الإمارات -التي تُتهم بدعم الدعم السريع-، دفعه لمراجعة موقفه "وفي الوقت نفسه، يحاول إقناع مصر بأنه يمكن أن يكون شريكًا مفيدًا ضد تمدد قوى أخرى داخلية بما فيها الحركات المسلحة التي تدعم الجيش السوداني".
من جانبه، يرى صلاح الدومة، مدير معهد الدراسات الاستراتيجية بجامعة أم درمان، أن الخطاب جاء استجابة لتحولات محلية وإقليمية، وليس مجرد تودد. ويشير إلى فكر تاني أن حميدتي استخدم عبارة "إذا جنحوا للسلم فاجنح لها"، مع تلميح إلى استعداد للعودة للصراع إذا اقتضى الأمر، ما يعكس توازنًا دقيقًا.
فيما يعتقد ماهر أبو الجوخ، وهو قيادي في تحالف "صمود" الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، أن هذا التحول نتاج معطيات استراتيجية أكثر من كونه تحول تكتيكي، مشيرًا إلى خطأ حميدتي الاستراتيجي في استعداء مصر خلال الفترات الماضية.

"الدعم السريع ليس من مصلحته الاستمرار في حالة قطيعة وعداء مع القاهرة، ومن المهم النظر لجوانب أخرى تتصل بالعلاقة الوطيدة التي تجمعه بأبرز حلفاء مصر الإقليمين وهو المشير خليفة حفتر (والإمارات) وانطلاقًا من قاعدة "صديق صديقك" فإن حدوث هذا التحول يبدو متسقًا مع السياق العام الإقليمي"، يوضح أبو الجوخ لـ فكر تاني.
تشير تقارير إلى أن ضغوطًا من الإمارات، لعبت دورًا في دفع حميدتي لتخفيف حدة خطابه، خشية انهيار تحالفاته الإقليمية.
"من الصعب تحديد ما هو إشارة حقيقية وما هو مجرد تصريحات. هناك العديد من الأسباب المحتملة لرغبة حميدتي في التواصل مع مصر، من بينها إعادة هيكلة العلاقة بين أبوظبي والقاهرة، والتموضع قبل أن تقدم دول الخليج خطة عمل لصفقة سياسية في السودان إلى البيت الأبيض برئاسة (دونالد) ترامب"، يقول أليكس دوفال، الخبير البارز في الشأن السوداني لـ فكر تاني.
يضع جهاد مشامون، وهو باحث سوداني يحمل درجة الدكتوراه في سياسة الشرق الأوسط من جامعة إكستر بإنجلترا، تغير لهجة حميدتي ضمن غرضين استراتيجيين؛ أولا، حماية خطوط إمداده وقواته من أي تدخل عسكري مصري محتمل، نظرًا للتفوق الجوي والقدرات القتالية الكبيرة للجيش المصري، وثانيًا يسعى لإقناع مصر بالاعتراف بقواته ككيان شرعي بدلًا من اعتبارها ميليشيا، في محاولة لوقف الدعم المصري لحكومة البرهان.
وقد أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي"، تشكيل تحالف سياسي وعسكري جديد يحمل اسم "تأسيس"، يتولى هو رئاسته، ويشغل فيه عبدالعزيز الحلو، زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، منصب النائب.
وجاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي عُقد في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، ليعكس خطوة رسمية نحو إنشاء كيان حاكم موازٍ في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وأكد المتحدث باسم التحالف، علاء الدين نقد، أن الهيكل القيادي قد اكتمل ويضم 31 عضوًا، مشددًا على رفض التحالف لما وصفه بـ"السودان القديم ومؤسساته الفاسدة" والدعوة إلى بناء "الدولة الجديدة".
وتطرح الدكتورة أماني الطويل، رئيسة وحدة إفريقيا بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، سيناريوهين محتملين لسبب تغير لهجة حميدتي بعد السيطرة على المثلث الحدودي: أن يكون اختراقه للحدود قد تم الرد عليه عسكريًا من جانب مصر أو أن تكون هناك محاولة من حميدتي "لإعادة تموضع مصر من جديد بينه وبين الجيش السوداني وبين ما يسمونهم عناصر النظام القديم، مستغلًا حالة الاستقطاب السياسي في السودان".

دعم حفتر لقوات الدعم السريع وانعكاساته مع مصر
في خضم الصراع السوداني برز اسم خليفة حفتر، كداعم رئيسي لقوات الدعم السريع في منطقة المثلث الحدودي. هذا الدعم، الذي يمتد عبر خطوط إمداد لوجستية من ليبيا، أثار تساؤلات حول تأثيره على علاقة حفتر بمصر، الحليف الإقليمي الأبرز له.
بحسب معهد دراسة الحرب الأمريكي، أرسل حفتر قوافل وطائرة على الأقل لتزويد الدعم السريع بالإمدادات منذ أبريل 2023، بهدف تعزيز طريق لوجستي إلى غرب السودان. واتهم الجيش السوداني حفتر بمساندة الدعم السريع عبر قوات "الكتيبة السلفية" التابعة له خلال الهجوم على المثلث الحدودي.
هذا التعاون يأتي في سياق علاقة استراتيجية ترعاها الإمارات، التي دفعت حفتر للتنسيق مع حميدتي، بحسب الباحث في العلاقات الدولية وشؤون المغرب العربي، علاء فاروق. لكن هذا التحالف وضع حفتر في موقف حساس مع مصر، التي تدعم الجيش السوداني بقيادة البرهان.
يشير فاروق لـ فكر تاني إلى أن حفتر أبلغ القاهرة بوجود "ضغوط إماراتية" للاستمرار في هذا التعاون، لكنه يحرص على عدم الخروج من "عباءة مصر"، التي تمثل "الحليف الإقليمي الأكبر" له. ويضيف أن أي تحالف يعرض الأمن القومي المصري للخطر "لن يكون مقبولاً" من القاهرة.
عززت سيطرة الدعم السريع على المثلث الحدودي هذا التعاون، حيث أصبحت المنطقة منفذًا لتدفق الأسلحة والمرتزقة من ليبيا إلى دارفور. ويعتبر حفتر الدعم السريع شريكًا أقرب إليه لمواجهة تحديات المنطقة الجنوبية المشتركة، لا سيما قضايا الهجرة غير الشرعية وتجارة البشر والمخدرات والسلاح.
لكن مصر "كانت شديدة اللهجة في هذا الأمر وأبلغت حفتر وابنه صدام (رئيس أركان القوات البرية) أنه لا يمكن أبدًا إحداث أي إشكاليات في المثلث الحدودي لأن هذا يخص الأمن القومي المصري ومصر لن تتهاون مع التعامل مع أي طرف سواء هذا الطرف حفتر أو حميدتي أو غيره"، بحسب الباحث في شؤون المغرب العربي.
ويؤكد فاروق "في المحصلة حفتر لا يمكن أبدًا أن يخرج أو يعاند الدولة المصرية لأنه يعلم أن في هذا انتحار سياسي وانتحار عسكري له ولقواته، فمصر الحليف الوحيد القوي الذي ما زال يدافع عن حفتر في المحافل الإقليمية والدولية".

تطور العلاقة بين مصر وحميدتي
مرت علاقة حميدتي بمصر بمراحل متباينة، من الحذر المتبادل إلى العداء المعلن ثم إلى محاولات التهدئة الأخيرة. قبل الحرب، كان حميدتي، بصفته نائبًا لرئيس المجلس السيادي الانتقالي، جزءًا من النظام السوداني الذي حافظ على علاقات طيبة مع القاهرة. لكن مصر تعاملت معه بحذر، نظراً لخلفيته كقائد لمليشيات الجنجويد، ثم قوات الدعم السريع، التي ارتبطت بتهريب الذهب والجريمة عبر الحدود.
مع اندلاع الحرب، انقلبت العلاقة رأسًا على عقب. اتخذت مصر موقفًا واضحًا بدعم الجيش السوداني، مما أثار غضب حميدتي الذي اتهمها بتزويد الجيش بطائرات وطيارين. وتصاعد التوتر في أكتوبر 2024، عندما زعم حميدتي أن القوات الجوية المصرية قصفت مواقعه في جبل مويا، وهو ما نفته القاهرة بشدة. بعدها، فرضت قواته حظرَا على الصادرات إلى مصر من مناطق سيطرته، كالذهب والحبوب، في مارس 2025.
جهاد مشامون، الباحث في شؤون الشرق الأوسط، يرى أن حميدتي يسعى الآن إلى "تحييد مصر على الأقل"، وإقناعها بأنه "يمكن أن يكون شريكًا مفيدًا ضد تمدد قوى أخرى داخل السودان"، مثل الحركات المسلحة الداعمة للجيش.
وهو ما يتفق معه المحلل خالد سعد "يسعى حميدتي إلى إظهار نفسه طرفًا قادرًا على ضمان المصالح المصرية، في مواجهة نفوذ أطراف أخرى. وفي تقديري مصر ما تزال تنظر إلى الدعم السريع بحذر شديد، وتفضل التعامل مع الجيش، لكنها أيضًا تعتبره أمر واقع، يتطلب إبقاء الأبواب مواربة مع كافة الأطراف الفاعلة في المشهد السوداني، خصوصًا في ظل احتمالية التقسيم حتى ولو كانت ضئيلة في الوقت الحالي".
يستبعد مشامون وجود قنوات اتصال سرية بين الطرفين "لأن أولوية مصر هي أمن حدودها، وتنظر للدعم السريع كمرتزقة تفتقر للقيادة والسيطرة وتشكل تهديدًا أمنيًا". مع ذلك، يرى أنه "من المحتمل أن الإمارات تحاول إقناع مصر بعدم مهاجمة قوات الدعم السريع أو إقناع حكومة الأمر الواقع برئاسة البرهان بقبول مطالب الإمارات. لكن يظل هذا مجرد توقع".
ولا تزال الإمارات تحافظ على خطوط الإمداد العسكري للدعم السريع، بحسب تحقيق لموقع "أفريكا إنتلجنس" الذي كشف استخدام أبوظبي مطار بوصاصو بولاية بونتلاند في الصومال كمركز لوجستي جديد لإمداد الدعم السريع، حيث تُقلع طائرات الشحن الإماراتية إلى بوصاصو، ثم تتجه بعضها غربًا بعد إيقاف أجهزة الإرسال والاستقبال، نحو تشاد وليبيا أو مباشرة إلى نيالا في السودان وهي المركز العملياتي الرئيسي للدعم السريع. وقد ازداد عدد هذه الرحلات مؤخرًا.
وتتهم صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، منصور بن زايد شقيق الرئيس الإماراتي ونائبه ورئيس ديوان الرئاسة، بأنه العقل المدبر وراء إمداد الدعم السريع بالسلاح مستغلاً مؤسسات خيرية تابعة له استُخدمت غطاءً لتهريب الأسلحة. كما رصدت الولايات المتحدة مكالمات منتظمة بينه وبين حميدتي.
يشير مشامون إلى أن سيطرة حميدتي على المثلث الحدودي تعزز موقعه "هذه السيطرة تساعده تأمين تدفق الأسلحة والمرتزقة من ليبيا إلى شمال دارفور لتعزيز سيطرته. وترسل رسالة تهديد جدية باحتمالية شن هجوم على المدن والبلدات في شمال السودان، حيث يرى قادة قوات الدعم السريع وعلى رأسهم شقيقه عبد الرحيم أن النظام السابق المتهم بمعاداتهم يتركز هناك".
والأهم من ذلك، وفقًا للباحث السوداني الذي يكتب بشكل دوري لعدد من مراكز الأبحاث الغربية، أن حميدتي سيستخدم هذا الموقف للضغط على أوروبا الغربية للحصول على الدعم، مهددًا بإطلاق العنان لتدفقات المهاجرين غير الشرعيين من شرق إفريقيا والقرن الأفريقي ومنطقة الساحل نحو القارة الأوروبية إذا لم تتم الاستجابة لمطالبه.
وتواجه قوات الدعم السريع في السودان اتهامات موثقة بارتكاب جرائم حرب، وعلى رأسها العنف الجنسي والاغتصاب المنهجي ضد النساء والفتيات، حيث وُصفت الانتهاكات بأنها "مروعة وواسعة النطاق". وتخضع هذه الجرائم لتحقيقات من قبل المحكمة الجنائية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان الدولية.

الوضع الحالي للحرب ودور مصر في الأزمة السودانية
شهد الصراع السوداني تقدمًا ملحوظًا للجيش بقيادة البرهان، الذي استعاد الخرطوم بما فيها القصر الرئاسي والبنك المركزي، بحلول مارس الماضي. كما قطع بعض خطوط إمداد الدعم السريع من تشاد وليبيا، وحقق انتصارات في كردفان والنيل الأزرق. في المقابل، يحتفظ الدعم السريع بسيطرة على أغلب ولايات دارفور ماعدا ولاية الفاشر المحاصرة .كما تمنحه السيطرة على المثلث الحدودي ورقة ضغط استراتيجية.
حتى الآن، لا توجد مؤشرات معلنة على تغير في الموقف المصري الرسمي بعد رسالة حميدتي الأخيرة. تؤكد أماني الطويل أن مصر لا تتأثر بالتصريحات العابرة لأن لديها رؤية واضحة للصراع السوداني، ترتكز على ضرورة تحقيق التوافق بين جميع الأطراف. لكنها لا تستبعد تقارب بين القاهرة والدعم السريع إذا كان "مرتبطًا باتفاق لإنهاء الحرب".
وكشفت الطويل -في مقابلة مع "دويتشه فيله"- أن القاهرة تعتزم استضافة مؤتمر حوار سوداني-سوداني قريبًا لضمان توافقات حقيقية قبل انعقاده، إيمانًا منها بأن "لا حل لهذه الحرب إلا بتوافق سياسي" وأن الاتفاق على اليوم التالي للحرب هو "معطى رئيسي في وقف الحرب".
وسبق واستضافت القاهرة قمة دول الجوار في يوليو 2023، ومؤتمرات للقوى السياسية السودانية، لتعزيز توافق وطني. كما انضمت إلى الرباعية الدولية مع السعودية والإمارات وأمريكا.
أمنيًا، عززت القاهرة دورياتها الحدودية لمواجهة تدفقات الأسلحة والمهاجرين، بينما أكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي أن مصر "لن تسمح بالمساس بوحدة الأراضي السودانية" لأنها "تمس الأمن القومي المصري". مشيرًا إلى القلق من تمدد الصراع داخل السودان.
يرى أستاذ العلوم السياسية، صلاح الدومة، أن سيناريو التسوية الشاملة غير مطروح حاليًا، وذلك بالنظر إلى المعطيات المتغيرة على الأرض، بالإضافة إلى الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة. وفي المقابل، يستبعد الانهيار التام للسودان، ويعزو ذلك إلى مصالح الدول الكبرى والإقليمية، التي وصفها بأنها "سارقة لثروات السودان بشتى الطرق"، مشيرًا إلى أن هذه الدول لن تسمح بانهيار كامل يؤثر على مصالحها الحيوية.
"القاهرة تستطيع لعب دور فاعل عبر تطوير مؤتمر حوار القاهرة الأول، وذلك باستضافة جولة ثانية بين المكونات المدنية السودانية. هذا اللقاء سيكون مهمًا لتمهيد الطريق لنجاح الحوار السياسي بقيادة الاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى تأثيره على سلطة الجيش في بورتسودان، مما يوفر عوامل تطمين وتحفيز وتشجيع ضرورية للعملية التفاوضية"، يقول ماهر أبو الجوخ.
ويضيف أن مصر "تتمتع بميزة فريدة في التعامل مع الأزمة السودانية، غير متاحة حتى داخل السودان نفسه. تكمن في معرفتها العميقة وصلاتها الواسعة مع مختلف القوى السياسية والمجتمعية في السودان، بالإضافة إلى تواصلها المباشر مع كافة المستويات القيادية والقاعدية هناك".
"سيناريو التسوية وارد، ولكنها تصبح غير كافية إذا لم تكن تسوية تاريخية شاملة لكافة الأطراف ومتضمنة للعدالة الانتقالية"، يشير المحلل خالد سعد إلى حاجة السودانيين لرأب الصدع الاجتماعي بينهم، بعد حرب دموية قتلت 150 ألف شخص وأدت لنزوح نحو 13 مليون، فيما يعاني 25 مليون سوداني من انعدام حاد للأمن الغذائي، أي أكثر من نصف السكان.