شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث المهمة، تستعرضها منصة فكر تاني، في نشرتها الإخبارية “نص الليل”، ومنها: القاهرة توضح ضوابط زيارة الحدود مع غزة وقافلة "الصمود" ترد.. وزير دفاع الاحتلال يطالب القاهرة بمنع "قافلة الصمود".. عشرات الشهداء من المجوّعين واقتحامات متواصلة بالضفة.. تصاعد التوتر الأمريكي الإيراني وواشنطن تُجلي عائلات عسكرييها ودبلوماسييها.
القاهرة توضح ضوابط زيارة الحدود مع غزة وقافلة "الصمود" ترد
أعلنت وزارة الخارجية المصرية ضوابط تنظيمية لزيارة المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، في ظل تزايد الطلبات من وفود أجنبية وشعبية للدخول عبر معبر رفح، مؤكدةً ضرورة التنسيق المسبق والحصول على موافقات رسمية لضمان أمن الزائرين والتعامل المنظم مع تلك التحركات.

يأتي ذلك في وقت ردت فيه قافلة "الصمود" القادمة من تونس ببيان توضيحي، نفت فيه أي طابع سياسي أو أيديولوجي لتحركها، مشددةً على أن هدفها هو كسر الحصار والمساهمة في وقف الإبادة بحق الفلسطينيين.
وأكدت القاهرة، في بيان رسمي بتاريخ 11 يونيو 2025، التزامها المستمر بدعم الشعب الفلسطيني ورفض الانتهاكات الإسرائيلية، مشيرةً إلى أهمية التنسيق مع الجهات المصرية الرسمية، بما في ذلك وزارة الخارجية، قبل أي زيارة إلى المنطقة الحدودية أو التواصل مع ممثلي منظمات محلية ودولية.
وأوضحت الوزارة أن تلك الضوابط تهدف لضمان الأمن ومنع أي محاولات دخول خارج الإطار المنظم، مؤكدةً رفضها التام لمحاولات الالتفاف على الآلية المعتمدة.
وفي بيانها التوضيحي، شددت قافلة "الصمود لكسر الحصار عن غزة" على أنها لا تمثل أي جهة سياسية أو أيديولوجية، بل تضم نشطاء مستقلين من جنسيات متعددة، هدفهم الإنساني هو الضغط لوقف الإبادة الجماعية، وليس التدخل في الشؤون المصرية.
وأشارت الهيئة التنسيقية للقافلة إلى أنها كانت على تواصل دائم مع السلطات المصرية عبر السفارة التونسية في القاهرة، وأنها لم تدخل الأراضي المصرية بعد، ولم تشرع في أي خطوات تتجاوز القنوات الرسمية.
وأعربت القافلة عن أملها في تجاوب مصر مع هذه المبادرة، مؤكدةً أن الرفض المصري لدخولها سيكون بمثابة "حصار جديد يفرضه العدو الصهيوني لكن هذه المرة من الأشقاء"، على حد وصف البيان، داعيةً إلى السماح بمرور المساعدات الإنسانية والتنسيق لتسهيل تحركاتها.
وزير دفاع الاحتلال يطالب القاهرة بمنع "قافلة الصمود"
حضّ وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يوم الأربعاء، السلطات المصرية على منع قافلة "الصمود" التضامنية مع غزة من الوصول إلى القطاع، واصفًا المشاركين فيها بـ"المحتجين الجهاديين"، ومحذرًا مما اعتبره "استفزازات محتملة" على الحدود المصرية الإسرائيلية.
تزامن ذلك مع دخول القافلة إلى العاصمة الليبية طرابلس، قادمةً من تونس، وسط استقبال شعبي ورسمي واسع.

وقال كاتس في بيان رسمي: "أتوقع من السلطات المصرية ألا تسمح بوصول هؤلاء إلى حدودنا أو محاولتهم دخول غزة"، مشددًا على أن هذه الخطوة "لن يُسمح بها"، كونها قد تشكل خطرًا على الجنود الإسرائيليين، وفق تعبيره.
القافلة، التي تضم مئات النشطاء من دول مغاربية بينها تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، انطلقت من تونس الإثنين، وتتحرك برًا باتجاه الشرق الليبي بهدف الوصول إلى معبر رفح عبر الحدود المصرية.
تتكون القافلة من نحو 14 حافلة ومئة سيارة، وقد سلكت شوارع طرابلس صباح الأربعاء رفقة دوريات الشرطة، فيما اصطف المئات في ميدان الشهداء لتحية المشاركين ورفعوا لافتات تطالب برفع الحصار عن غزة.
رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، أعرب عن اعتزازه بما وصفه بـ"الاستقبال الأخوي" الذي حظيت به القافلة، معتبرًا أن التحام المواطنين بها يعبّر عن "مثال جديد في العطاء والوفاء"، ويحمل رسالة دعم للشعب الفلسطيني في وجه الحصار والعدوان.
ويتوقع أن تتوجه القافلة مساء الأربعاء نحو مدينة مصراتة، ومن ثم تتابع باتجاه الشرق الليبي وصولًا إلى معبر أمساعد الحدودي مع مصر، حيث تنتظر الحصول على موافقة رسمية لدخول الأراضي المصرية.
وأكد منسق القافلة غسان الهنشيري، في تصريحات إذاعية، أن اتصالات أُجريت مع السفير المصري في تونس قبل انطلاق الرحلة، مضيفًا أن التنسيق لا يزال جاريًا للحصول على تصريح رسمي، دون تلقي رد نهائي حتى الآن.
وبحسب المنظمين، لا تحمل القافلة مساعدات مادية لغزة، بل تهدف لتقديم دعم رمزي، في ظل التحذيرات الأممية من تصاعد المجاعة في القطاع، واصفة غزة بـ"أكثر مناطق العالم جوعًا".
تزامن تحرك قافلة "الصمود" مع إعلان السلطات الإسرائيلية اعتراض سفينة "مادلين" التضامنية التي كانت في طريقها إلى غزة، وترحيل الناشطة البيئية السويدية المشاركة فيها، ضمن خطوات إسرائيلية متصاعدة لعرقلة التحركات الدولية المناهضة للحصار المفروض على القطاع.
عشرات الشهداء من المجوّعين واقتحامات متواصلة بالضفة
قُتل 80 فلسطينيًا على الأقل، منذ فجر الأربعاء، في قصف إسرائيلي متواصل على قطاع غزة، بينهم 57 من الباحثين عن الغذاء، بحسب وزارة الصحة في غزة، التي حذّرت من نقص "حاد وخطير" في وحدات الدم بمستشفيات القطاع نتيجة ازدياد الإصابات وتدهور الحالة التغذوية للسكان، وفق ما نقلته "الجزيرة".

وفي المقابل، أشارت تقارير إسرائيلية إلى تصاعد الضغوط الداخلية لإنهاء الحرب، إذ نقلت وسائل إعلام عبرية عن وزراء في الحكومة الإسرائيلية قولهم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن "الوقت حان لإنهاء الحرب"، مؤكدين أن "الضرر السياسي بات يتجاوز الفوائد العسكرية".
وميدانيًا، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن انتشال جثتين من خان يونس جنوب القطاع في عملية مشتركة مع جهاز الشاباك، إحداهما تعود للأسير يائير يعقوب، دون الإفصاح عن هوية الجثة الثانية حتى اللحظة.
كما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن إصابة جنديين بجروح متوسطة جراء استهداف دبابة إسرائيلية بقذيفة "آر بي جي" في خان يونس.
وفي حين أكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مسؤوليتها عن العملية، مشيرةً إلى أنها استخدمت قذيفة "الياسين 105" ضد دبابة من طراز "ميركافا" في منطقة بطن السمين.
وبالتوازي مع ذلك، شهدت الضفة الغربية تصعيدًا جديدًا، حيث نفّذ مستوطنون إسرائيليون هجمات على عدد من القرى والبلدات مساء الأربعاء، أسفرت عن إصابة فلسطيني ومتضامن أجنبي وإحراق مركبتين.
كما أعلن الاحتلال عن مصادرة 800 دونم من الأراضي في وسط الضفة بقرار من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، في إطار التوسع الاستيطاني.
وفي محافظة طولكرم، اقتحمت قوات الاحتلال قرية شوفة، واحتجزت عددًا من الشبان داخل مقهى، وأجرت عمليات تفتيش واستجواب ميدانية، تخللتها اعتداءات جسدية.
وأكدت مصادر محلية أن الجنود أجبروا الأهالي على دخول منازلهم تحت التهديد، واعتدوا على أحد أصحاب المنازل بعد رفضه الانصياع للأوامر.
وتأتي هذه التطورات في ظل حملة عسكرية متواصلة على محافظة طولكرم لليوم الـ138 على التوالي، في وقت وثّق فيه نادي الأسير الفلسطيني اعتقال 150 فلسطينيًا خلال الأسبوع الأخير فقط في الضفة الغربية.
تصاعد التوتر الأمريكي الإيراني وواشنطن تُجلي عائلات عسكرييها ودبلوماسييها
أذِن وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث بالمغادرة الطوعية لعائلات العسكريين في مختلف مناطق الشرق الأوسط، في خطوة تعكس قلقًا متزايدًا من تدهور الأوضاع الأمنية بالمنطقة، وسط تحذيرات متبادلة بين واشنطن وطهران.

وأفادت وكالة أسوشيتد برس بأن وزارة الخارجية الأميركية تستعد لإصدار أوامر بمغادرة العاملين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من سفارات الولايات المتحدة في بغداد والمنامة والكويت.
وأكد مسؤول بالخارجية للجزيرة أن القرار بتقليص حجم البعثة الدبلوماسية في العراق اتُّخذ بناءً على تحليلات أمنية حديثة، دون أن يطرأ أي تعديل على انتشار القوات الأميركية في المنطقة.
ومن جانبها، نقلت شبكة "سي بي إس" عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قوله إن قرار الإجلاء يهدف إلى "تجنب تعريض المدنيين للخطر"، مؤكدًا أن بلاده "لن تسمح لإيران مطلقًا بامتلاك سلاح نووي".
فيما أشار تقرير لـ"سي إن إن" إلى أن ترامب أجرى اتصالًا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طالبه خلاله بعدم التصعيد الإعلامي بشأن توجيه ضربة محتملة لإيران.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع تعثر المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة. وردًّا على تهديدات أميركية باستخدام القوة العسكرية، صرّح وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده بأن "أي صراع مفروض سيكلّف الطرف الآخر خسائر أكبر"، مهددًا باستهداف القواعد الأميركية في المنطقة "دون تردد".
وأكد مندوب إيران لدى الأمم المتحدة أن برنامج بلاده النووي "سلمي بالكامل"، وأن أنشطة التخصيب تخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشددًا على التزام طهران باتفاقية الضمانات الشاملة وعدم سعيها لامتلاك سلاح نووي.
وفي السياق ذاته، حذرت فايننشال تايمز من تأثير التوتر على الأسواق العالمية، مشيرةً إلى ارتفاع أسعار النفط بسبب مخاوف من تصعيد عسكري.
وذكرت الصحيفة أن طهران تبدي حرصًا على إنجاح المفاوضات النووية أملًا في رفع العقوبات الأميركية.
أما واشنطن بوست فقد نقلت عن مصادر استخباراتية أن الولايات المتحدة رفعت مستوى التأهب في سفاراتها وقواعدها العسكرية تحسبًا لهجوم إسرائيلي محتمل على إيران، معتبرةً أن الوضع الأمني "أخطر من أي وقت مضى".
كما أرجأ قائد القيادة المركزية الأميركية الإدلاء بشهادته أمام الكونجرس، في مؤشر على جدية التهديدات.
وفي المقابل، نقلت رويترز عن مسؤول إيراني أن "التهديد العسكري عنصر دائم في الاستراتيجية الأميركية التفاوضية"، محذرًا من "عواقب وخيمة" لأي تحرك عسكري من جانب الولايات المتحدة أو إسرائيل.
وفي ظل هذا التصعيد، أكدت "بوليتيكو" أن البعثات الدبلوماسية الأميركية في بغداد وأربيل تستعد لإجلاء غالبية موظفيها تحسبًا لتهديدات أمنية، بينما تواصل القيادة المركزية الأميركية مراقبة الوضع عن كثب.