“جسمي يستجيب لتفاعلات الأدوية بطريقة لا يصدقها أغلب الدكاترة، وكأنهم لا يتوقعون أن يكون رد فعل جسدي حقيقيًا أو منطقيًا”.
منذ سنوات، تعاني هند من صداع نصفي شديد الألم، أربك حياتها وأعاقها. لجأت إلى جلسات أكسجين منتظمة، لكن ظلت حالتها معقدة بسبب حساسيتها الشديدة تجاه الأدوية، التي كانت غالبًا ما تثير ردود فعل جلدية قاسية، تظهر في شكل صدفية أو حكة، وتجعلها في حالة ترقّب لأي دواء جديد.
“التجاهل كان شخصيًا.. فكان الطبيب يوجه حديثه لزوجي وليس لي، كأنني غير مرئية، رغم أنني صاحبة الألم والجسد، وغير ذلك، تدخل الفريق الطبي والتمريض، نساءً ورجال، في حياتي بتعليقات شخصية، مثل اقتراحاتهم المتكررة بإنجاب طفل ثانٍ أو ثالث، دون مراعاة لحالتي الصحية أو النفسية”؛ تقول الكاتبة هند الأشعل لـ فكّر تاني.
في إحدى المرات، وصف لها الطبيب نوعين من الأدوية. في اليوم التالي لتناولها، شعرت بألم في الظهر، ثم تصاعد الألم حتى فقدت القدرة على الحركة، كأنها أصيبت بشلل مؤقت. حدّدت له الدواء المتسبب، لكنه رد باستهانة: “الدوا كويس”، متجاهلًا ألمها.
فقدت هند الثقة في طبيبها، خاصة أن نشرة الدواء تحذر من هذا العرض النادر، وكانت حالتها من بين نادرة: “شعرت أن الطبيب لا يحترم المرضى، لا يُصغي ولا يصدق، وخاصةً لو كانت امرأة”.
رحلة هند، البالغة من العمر 36 عامًا، مع الأطباء، أكسبتها مرونة تجاه ما تصفه بـ “تهاونهم بآلام النساء”، وتقديمهم نصائح “أبوية” لا تخص المرض فقط، بل تمتد لاختيارات الحياة.
وتتساءل: “لماذا لا تؤخذ شكاوى النساء الطبية على محمل الجد؟ هل ما زال يُنظر لألم المرأة باعتباره تمارض؟! ولماذا يحتاج جسدها دومًا إلى وسيط يُترجم معاناتها بلغة يُصدقها الأطباء؟
وتتفق معها سميرة -اسم مستعار- التي تبلغ من العمر 42 عامًا، مؤكدة أن شكاوى النساء لا تُؤخذ بجدية، بل: “نضطر لسماع نصائح لم نطلبها”؛ كما أكدت لـ فكّر تاني.
وتروي إحدى تجاربها: “قررت عدم الإنجاب، لكن طبيب النساء كان يتحدث معي بنبرة متعالية، يكرر: “هتندمي بعدين، مفيش ست مش عايزة تبقى أم. كأن الأمومة إجبار لا خيار فيه”.
أما ريم -اسم مستعار- 27 عامًا، فتخضع لعلاج مستمر بسبب أن بطانة الرحم لديها سميكة، وتسبب لها آلامًا حادة خلال الدورة الشهرية: “رغم التزامي بالعلاج، يهاجمني الألم بقوة، خاصة في أول أيام الدورة، وجع غير محتمل”. وفي إحدى زياراتها لقسم الطوارئ بمستشفى في القاهرة، رافقها صديقها، لكنها فوجئت بردود فعل صادمة من الممرضات.
تحكي ريم لـ فكّر تاني: “طلبت مني الممرضة أن أشرح حالتي، فقلت إنني أعاني من آلام حادة في أول يوم للدورة الشهرية. سخرت مني وقالت: يا اختي كل ده وأول يوم؟ قومي وامشي من هنا. شعرت بالإهانة، وطلبت من صديقي أن نغادر، لكن قبل مغادرتنا، دخلت ممرضة أخرى وسألتني فجأة إن كنت مخطوبة أو متزوجة!! في إشارة واضحة منها لعلاقتي الجسدية”.
حين دخل الطبيب وسأل عن هوية صديقها، أجابت ريم: “زميلي في الشغل”، فسألها إن كان خطيبها. قالت بصوت مرتفع: “لا متجوزة، ولا مخطوبة، ولا عاملة علاقة جنسية”. فوجئ الطبيب، لكنه تعامل معها بهدوء، وصف لها مهدئات، وطلب تحاليل، لكنها غادرت دون نية للعودة.
وقتذاك، لم تدرك ريم أن ما حدث معها كان شكلًا من أشكال العنف، لكنها شعرت بوضوح أن الممرضات تعاملن معها كأنها “بتتدلّع”، دون أن يسألن عن تاريخها المرضي أو يفحصن حالتها، رغم معاناتها السابقة من نزيف وأعراض كان يُفترض التحقق منها، لكن لا أحد يهتم!!
لا أحد يُصغي
تقول ريم بمرارة: “صُدمت لأن هؤلاء النساء كنّ أكثر قسوة من الطبيب نفسه.. وكأن الذكورية ليست حكرًا على الرجال، بل مرض تسلّل إلى عقول كثير من النساء أيضًا”.
وتشير الدراسة الصادرة عن كلية الحقوق -جامعة ميريلاند، بعنوان “الفتاة التي بكت ألمًا: تحيز ضد المرأة في علاج الألم”، إلى أن النساء يتمتعن بحساسيه أعلى تجاه الألم مقارنة بالرجال، رغم امتلاكهن عددًا أقل من مستقبلات الألم. فقد أُجريت عام 2012، وتبين أن النساء أكثر حساسية للألم الناتج عن الضغط الجسدي. وفي تلك التجربة طُلب من رجال ونساء تقييم توقيت شعورهم بالألم الناتج عن محفز حراري ومدى شدته، فكانت النتائج أن النساء يشعرن بالألم عند درجات حرارة أقل من الرجال.
الألم عند النساء من أكثر الظواهر الطبية غموضًا. وفي دراسة بعنوان “لا يزال التحيز الجنسي في الطب والأبحاث الطبية يعرض صحة المرأة للخطر” تشير إلى اختلاف في طريقة تفاعل خلايا النساء والرجال مع الألم. وما يزال الأطباء يعرفون القليل عن الألم لدى النساء، لأن أغلب أبحاث الألم أُجريت على خلايا ذكرية، وافترض العلماء ببساطة أن النتائج تنطبق على الإناث أيضًا.
كما أضافت دراسة لجامعة تكساس في دالاس، دليلًا جديدًا يُظهر أن بعض الأدوية تكون فعّالة على الذكور دون الإناث أو العكس. لكن ولسوء الحظ، ورغم أن هذه الاكتشافات ساهمت في تطوير علاجات جديدة للألم عند الذكور، فإن علاج الألم لدى الإناث –خاصة ممن يعانين من آلام مزمنة– ما يزال غير واضح.
وقد بدأت هذه الدراسة في عام 2014 بعد طلب من مركز المعاهد الوطنية للصحة أن تشمل جميع التجارب ما قبل السريرية بيانات من الجنسين. فقبل ذلك، كان كثير من العلماء يتجنبون استخدام النماذج الأنثوية في التجارب، نظرًا لتقلّب مستويات الهرمونات لدى النساء وما يسببه من تفاوت في النتائج.
أما لندا شكري فهي مشرفة على تعليم الأطفال في إحدي دور الرعاية، ولها رحلة طويلة مع ألم لم يُصدقه الأطباء، قبل أن يتم تشخيصها أخيرًا بأنها مريضة للـ “التصلب المتعدد -MS”، وهو مرض يسبب تآكل في الغلاف الواقي للأعصاب، ويتشابه في أعراضه مع أمراض كثيرة أخرى، ويحدث في شكل هجمات متكررة.
عاشت لندا ذات الأربعين عامًا، لسنوات وهي تظن أنها تعاني من “عرق النَسا” وذلك بناء على تشخيص قديم، إلى أن باغتها أحد الأعراض في 5 أغسطس 2022. تتذكر ذلك اليوم جيدًا، وتقول لـ فكّر تاني: “فجأة شعرت بالعجز عن رفع قدميّ عن الأرض، كنت أجرها جرًا، خاصة اليسرى التي فقدت الإحساس بها، وكان الألم فيها لا يُحتمل”.
طلبت لندا من زوجها مرافقتها لطبيب عظام. وبعد الكشف، أخبرها الطبيب أنها تُعاني من قصور في العضلات، ونفى تمامًا إصابتها بعرق النَسا. استغربت بشدة، إذ كانت تتلقى علاجًا لسنوات بناءً على هذا التشخيص، وقدّمت له كل الأشعة التي أجرتها، بما فيها الرنين المغناطيسي على الفخذ والفقرات القطنية. لكنه أصر: “معندكيش عرق نَسا”، وأضاف ساخرًا: “إنتي بتتدلّعي، جوزك تعبان اكتر منك”.
تحكي لندا عن ذاك اليوم، بعد أن كتب لها الطبيب أدوية جديدة: “هي أدوية باسطة للعضلات لتخفيف الألم وتهدئة الأعراض، لكن بعد تناولها فقدت فجأة القدرة على تحريك يدي، ولم تعد قدمي تستجيب لي، ثم فقدت القدرة على الحركة تمامًا، وكلما حاولت السير سقطت أو قفزت بشكل لا إرادي، وكأن هناك من يدفعني دفعًا، كدت أفقد عقلي في تلك اللحظة”..
ذهبت لندا بعد ذلك إلى طبيب آخر، وطلب منها إجراء رنين مغناطيسي على المخ، فقد كانت حالتها متدهورة لدرجة أنها لم تكن قادرة حتى على الالتفاف على الشيزلونج، فكان زوجها يحملها ويُحرّكها.
“وقتها، ظننت أنني أُصبت بجلطة!”.
تعرضت لندا لما وصفته بـ”الهجمات”، إلى أن أجرى الطبيب مزيدًا من الفحوصات وأخبرها بأنها مصابة بمرض التصلب المتعدد (MS). وكانت تلك بداية الرحلة الحقيقية مع المرض. ثم بدأت في تلقي العلاج على نفقة الدولة، وحصلت على الأدوية اللازمة.
وصمة الألم
“واحدة من المشكلات الأساسية التي تواجهها النساء في المنظومة الطبية هي الوصم المرتبط بشكواهن الصحية، حيث يُتهمن غالبًا بالمبالغة أو بادعاء أعراض غير حقيقية، ولا تُؤخذ معاناتهن على محمل الجد”؛ كما تُشير الدكتورة ياسمين أبو العزم أخصائية النساء والتوليد.
وتوضح الطبيبة لـ فكّر تاني، أن ما وصفته بحالة “الوصم” تجاه ألم النساء، ينتج عن هذه النظرة التي لا تنفصل عن تركيبة المجتمع ذاته، فالأطباء، بصفتهم جزءًا منه، نشأوا في بيئة مصرية تقليدية، وتكونت تصوراتهم عنها قبل أن يدخلوا المجال الطبي.
“أحيانًا الطبيب لا يريد أن يسمع. أو ربما، يكون غير قادرًا على التوصل إلى جذر المشكلة التي تعاني منها المريضة، فيُرجع شكواها إلى تفسيرات غير حقيقية كأن يقول ‘إنتِ عندك مرض نفسي’ كأنه يسد أمامها الطريق بدلًا من محاولة التوصل للحلول”.
وترى الدكتورة ياسمين، أن هناك حساسية مجتمعية شديدة تجاه أي معاناة نفسية، وهو ما ينعكس على تعامل الأطباء مع مريضاتهم. حتى وإن كانت تعاني فعلًا من اكتئاب أو أعراض تستدعي تدخلًا نفسيًا، فهي لا تتلقى المساعدة اللازمة، لأن المجتمع يمارس وصمًا مضاعفًا: “هناك وصمًا تجاه المرض النفسي نفسه، ووصم إضافي حين تكون المريضة امرأة”.
“عندنا مبدأ إننا لا نعترف بما لا نراه، ورغم وجود مشاكل صحية كثيرة منشأها نفسي، خاصةً لدى النساء، لكن، لا ينفي هذا حاجة المريضة لعلاج حقيقي، وليس مجرد تشخيص سطحي أو تعامل باستخفاف، وكأنها تُبالغ”.
وتشير إلى أن بعض الأطباء يركزون فقط على الأعراض الجسدية، ويهملون الجانب النفسي تمامًا، رغم أن الشفاء الكامل يتطلب النظر إلى الجانبين معًا.
وتؤكد الدكتورة ياسمين أبو العزم، أن كثيرًا من النساء يعانين من ضغط نفسي وجسدي نتيجة الحمل، والولادة، وآلام الدورة الشهرية، وغيرها من العوامل: “وحين تشعر المريضة أن الدكتور قد سمعها جيدًا واهتم بشكواها، يخف عنها نصف إحساس الألم. لكن للأسف، كثير من الأطباء يستهينون بذلك، فتفقد المريضة ثقتها في العلاج وفي نفسها”.
أما هبة -اسم مستعار- فقد عانت من أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، والتي شملت فقدانًا شديدًا في الوزن، وتسارعًا في ضربات القلب، وعدم اتزان، وتأثرًا في التركيز والذاكرة. ورغم تنقلها بين عدة أطباء، تم تشخيص حالتها خطأ بأنها اضطراب في الأذن الوسطى.
تقول ذات الـ 30 عامًا لـ فكّر تاني: “مع خمول الغدة بدأت أعاني من زيادة في الوزن. وقتذاك قال الدكتور: ‘إنتِ تخينه ولازم تخسي 30 كيلو عشان تبقي موديل’. قلت له: ‘أنا مش عايزة أبقى موديل، أنا عايزة أكون بخير’.. مع العلم إن وزني معقول ومناسب لطولي، والزيادة سببها خمول في الغدة الدرقية، وتؤثر على عملية الحرق، وفشلت في كل محاولات النظام الغذائي لخسارة الوزن”.
“لكن الدكتور كان عنيف جدًا في كلامه وقال: ‘شكلك تخين، وجواكي شخص تخين’.. كلامه كان قاسيًا للغاية وشعرت بالأذى، حد أنني قررت عدم الذهاب إليه نهائيًا رغم سعره المنخفض وتعاقد عملي معه، لكني كنت غير قادرة على مواجهته بسبب الإهانة والضغط النفسي واقتصار تشخيصي على السمنة واستهتاره لشكوتي الحقيقية”.
وربطت الدكتورة نورهان -اسم مستعار، طبيبة أمراض باطنة وجهاز هضمي، هذه التجارب بعدم اعتراف المجتمع، بما فيه الأطباء، بحجم المعاناة التي تتحملها النساء، وما يترتب على ذلك من أمراض نفسية وعضوية تُقابل في الغالب بالتجاهل.
وسردت تجارب لعدد من المريضات واجهن استهانة واضحة بشكواهن: “في حالات التهابات المعدة، والقولون العصبي، والتهابات المفاصل، يمكن أن تتحول مع الإهمال لأمراض مزمنة وخطيرة، مثل أمراض السكر أو الروماتيزم.. تؤثر الحالة النفسية على الجسد بشكل مباشر، لكن هذا لا يعني أن نغفل أو نتكاسل عن التشخيص السليم”.
وتحدثت عن حالة كانت تعاني فقط من “نهجان”، ولم يظهر أي سبب في التحاليل أو الكشوفات. وبعد أن طلبت منها إجراء أشعة مقطعية بالصبغة على الصدر، اكتشفت وجود أورام ليمفاوية، وكان السبب الحقيقي للنهجان هو مرض السرطان.
“الاستهانة بشكوى وألم النساء في المجال الطبي هو جزء مكمل للاستهانة بألمهن في الحياة العادية، هي ‘وصمة’ تتردد بين الأطباء والناس في مجالات مختلفة: ‘الستات بتدلع’، أو بيشتكوا بسبب حساسيتهم النفسية، أو للتأثير على أزواجهن أو عائلاتهن، أو حتى يحصلوا على مكاسب معينة”.. مؤكدةً: “كل هذه التعليقات سمعتها بنفسي من أطباء رفضوا أخذ الشكوى الطبية لنساء على محمل الجد، وكانت النتائج فيما بعد وخيمة جدًا”.
ولم تنكر الطبيبة الشابة أن هناك مواقف يكون فيها للطبيب عذر، فقالت: “أوقات السبب ببساطة إن الدكتور بيحاول يوفر على المريضة –أو على المؤسسة– تكلفة الفحوصات والتحاليل، فيطلب أقل عدد ممكن من الإجراءات، على أمل أن تتحسن الحالة وحدها، أو أن الشكوى تزول من غير تشخيص دقيق.
“لكن المريضة وحدها تدفع ثمن التأجيل أو الإهمال باهظًا، سواء على مستوى الصحة الجسدية أو النفسية”.
نساء يصدقن أجسادهن
تعلمت هند أن تُنصت لجسدها، وألا تستخف بشكواها، قالت: “كل ما عانيت منه في طفولتي وقيل لي إنه دلع بنات كان حقيقيًا، ومع الوقت اكتشفت إن المشكلة ماكنتش فيّ، وإن الصداع القاسي الذي بدأ منذ أيام الطفولة ’مكنش عادي’.. كنت أشعر به على فترات، ويصاحبه إغماءات وعدم انتظام في ضربات القلب”.
بينما كان رد الأطباء على مدار سنوات: “مفيش حاجة.. وفضلت أقول على نفسي إني ببالغ.. حتى تعلمت مؤخرًا أن أصدق جسمي وأصدق مشاعري”.
وتشير هند إلى أن الأطباء في مصر أكفاء، ويعملون في ظروف صعبة، لكنها تعلمت أن تُعلق استجابتها لتشخيصهم على ما يخبرها به جسدها أولًا.
أما سميرة، فلم تستطع تقبّل الطبيب الذي تحدث معها بشكل سلطوي، واستخف برغبتها في عدم الإنجاب. وريم، أيضًا، لم تعد إلى تلك المستشفى القاهري مرة أخرى، وفضّلت أن تستشير طبيبًا في محافظتها الهادئة، على أن تضع نفسها في مواجهة طبيب أو طبيبة تستخف بشكواها.
فيما واصلت لندا علاج أعراض مرض التصلب المتعدد MS بعدما عرفت اسمه أخيرًا، وقالت: “هو مرض قاسِ يتم التصالح معه ومراوغته”. ورغم أن الطبيب الذي وصفها بأنها “بتدلع” واستهان بألمها لم يَعُد جزءًا من حياتها، فإنها لم تنسَ كلماته، ولا أثرها.
وتعلّمت هبه أن تتعامل مع جسدها بلُطف، ومع ألمها بهدوء، وقررت الابتعاد عن أي طبيب أو طبيبة يستهين بشكواها. وبعد رحلة طويلة، تم تشخيص حالتها بزيادة في هرمون البرولاكتين (هرمون اللبن). لكنها لا تنسى مشاعرها حين استهان طبيب بشكواها، واكتفى بوصفها بكلمة “تخينة”، ولا تنسى أيضًا طبيبًا آخر وجه كلامه لوالدها قائلًا: “ظبطوا حالتها النفسية.. معندهاش حاجة”.
قالت: “كنت وقتها تعبانة فعلًا، ومش محتاجة بس تهوين، كنت محتاجة حد يفهمني، يسمعني، وياخدني على محمل الجد.. بس للأسف، اللي حصل كان استهانة بحالتي، وبألمي، وكأن اللي فيا مش حقيقي”.