منطقة آيلة للحرب.. إسرائيل تُصعد وإيران تنتظر وواشنطن تستعد وتضغط

تواصل إسرائيل إشعال الوضع في غزة وما حولها بمزيد من التصعيد، في وقت تسارع القوى الدولية لكبح جماح منطقة آيلة للانفجار، تنتظر جولة أخيرة من مفاوضات وقف إطلاق النار، والتي قد تجر المنطقة لحرب واسعة طويلة الأمد إن فشلت.

في غزة، جددت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها عددًا من المواقع، وأصدرت أوامر بإخلاء للسكان النازحين تمهيدًا لقصف أماكنهم، وذلك بعد يوم من مجزرة مروعة استهدفت مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في حي الدرج، أسفرت عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني، ليرتفع عدد المدارس التي تؤوي نازحين وقصفها الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة على مدار الأيام الـ10 الماضية، إلى 7 مدارس، مما خلف أعدادًا كبيرة من الشهداء والجرحى.

جيش الاحتلال يبرر مجازره وحماس ترد

في تبريره المجزرة، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاجاري إن المعلومات الاستخبارية أشارت إلى احتمال وجود قائد لواء مخيمات الوسط في قطاع غزة أشرف جودة التابع للجهاد الإسلامي داخل المبنى، نافيًا وجود أطفال ونساء داخله.

وقال جيش الاحتلال إن المجمع كان مقرًا لحماس والجهاد الإسلامي، واستنكر في بيان الأرقام التي أصدرها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قائلًا إن أعداد الضحايا مبالغ فيها، ولا تتطابق مع نوع الذخيرة المستخدمة.

وفي ردها على مزاعم جيش الاحتلال، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن سياستها صارمة بعدم وجود المقاتلين بين المدنيين لتجنيبهم استهداف الاحتلال، وقالت إن رواية جيش الاحتلال عن شهداء المجزرة أنهم ينتمون إلى حماس والجهاد الإسلامي رواية مضللة وكاذبة.

وأضافت الحركة، في بيان، أن من بين أكثر من 100 مدني بالمجزرة، أعلن الاحتلال عن 19 شهيدًا زعم أنهم من نشطاء المقاومة لتبرير جريمته. وأكدت أن من استشهدوا في المجزرة ليس بينهم مسلح واحد، وكلهم مدنيون استهدفوا وهم يؤدون صلاة الفجر.

وقالت الحركة إن مجزرة حي الدرج واحدة من آلاف المجازر التي ارتكبها الاحتلال في غزة مستهدفًا المدنيين العزل عمدًا.

آثار مجزرة مدرسة التابعين في حي الدرج (وكالات)
آثار مجزرة مدرسة التابعين في حي الدرج (وكالات)

ما قالته كامالا هاريس عن غارات إسرائيل

ومن جانبها، أدانت نائبة الرئيس الأمريكي المرشحة للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس الغارات الإسرائيلية على مدرسة التابعين في حي الدرج، وأعربت عن أسفها للخسائر في أرواح المدنيين.

وقالت "هاريس"، وفق ما نقلته عنها شبكة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن "عددًا كبيرًا جدًا" من المدنيين قتلوا "مرة أخرى". وكررت دعواتها للتوصل إلى اتفاق رهائن ووقف لإطلاق النار مرددة تعليقات أدلى بها البيت الأبيض.

وأضافت "هاريس"، في حدث انتخابي في فينيكس بولاية أريزونا، إن إسرائيل لها الحق في "ملاحقة حماس" ولكن عليها أيضًا "مسؤولية مهمة" لتجنب سقوط ضحايا مدنيين.

وانتقدت قوى غربية وإقليمية الضربة الجوية يوم السبت وقالت مصر إنها تظهر أن إسرائيل لا ترغب في التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو إنهاء حرب غزة.

ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على غزة منذ 310 أيام، وتسببت الغارات والقصف المدفعي المكثف في سقوط أكثر من 131 ألف شهيد وجريح، إضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

كيف تسير مفاوضات الفرصة الأخيرة في غزة؟

تستعد الإدارة الأمريكية لإرسال مجموعة من كبار المسؤولين إلى الشرق الأوسط، في أسبوع حاسم من الدبلوماسية المكثفة، في محاولة لمنع اندلاع حرب في المنطقة وتأمين اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.

غزة تحت القصف المتواصل الذي يستهدف المدنيين والصحفيين والأطقم الطبية (وكالات)
غزة تحت القصف المتواصل الذي يستهدف المدنيين والصحفيين والأطقم الطبية (وكالات)

وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن نتائج الأسبوع المقبل ستحدد ما إذا كانت المنطقة ستواجه أزمة أعمق وحربًا طويلة الأمد، أو ستشهد تغييرًا ملموسًا للمرة الأولى منذ السابع من أكتوبر. ما قد يترك أثرًا كبيرًا على إرث الرئيس الأمريكي المنسحب من انتخابات بلاده جو بايدن.

وقد نقل "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن المحادثات يوم الخميس تعد "فرصة أخيرة" للتوصل إلى اتفاق. وفي الوقت نفسه، تضغط الولايات المتحدة وحلفاؤها على إيران وحزب الله لعدم الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي في حماس إسماعيل هنية في طهران، وفؤاد شكر القائد البارز في حزب الله في بيروت.

وتتضمن الصفقة المقترحة إطلاق سراح 115 إسرائيليًا محتجزًا لدى حماس مقابل وقف إطلاق نار مؤقت في غزة، فيما سيعمل الوسطاء والمسؤولين من الولايات المتحدة ومصر وقطر على تضييق الفجوات بين إسرائيل وحماس خلال الأيام القليلة المقبلة قبل الجولة النهائية من المفاوضات المقرر عقدها في 15 أغسطس.

وكشف "أكسيوس" أن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، عقد اجتماعًا عبر "زووم" يوم الجمعة مع عائلات ثمانية رهائن أمريكيين محتجزين في غزة، وأطلعهم على جولة المفاوضات الحاسمة المقرر عقدها يوم الخميس في القاهرة أو الدوحة.

وأوضح سوليفان للعائلات أن بايدن وفريقه يعملون على إتمام الصفقة لإعادة الرهائن وتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، وأيضًا لمنع حرب إقليمية. وأشار المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، بحسب "أكسيوس"، إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق قائلًا: "كل يوم يمر تزداد فيه خطورة حياة الرهائن ويستمر المعاناة في غزة".

ماذا لو فشلت المفاوضات بشأن غزة؟

وبينما لم تتحدد بعد توقيتات الهجمات الإيرانية المحتملة بدقة، نقل "أكسيوس" عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قولهم إن التقييم يشير إلى احتمال أن يشن حزب الله هجومًا أولًا، ربما خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وأشار الموقع إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة المتحدة وفرنسا وعدة دول عربية تستعد بتحضيرات دفاعية لإسرائيل في حال فشلت الدبلوماسية. ومع ذلك، أشارت إيران يوم الجمعة إلى أن جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة قد تؤثر على أي هجوم قد تخطط له ضد إسرائيل.

وفي هذا الإطار، زار الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، إسرائيل يوم الخميس؛ لإجراء محادثات حول تنسيق الدفاع، وهي زيارته الثانية خلال أقل من أسبوع.

ونقل "أكسيوس" عن مصادر أمريكية وإسرائيلية أن بريت ماكجورك، مستشار بايدن للشرق الأوسط، سيزور القاهرة بداية الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين والإسرائيليين بهدف تأمين الترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وغزة.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة