شهدت انتخابات صندوق "التكافل" في نقابة الصحفيين، حضورًا مختلفًا وتنافسًا حقيقيًا، في مؤشر رأه البعض دليلًا على عودة الحيوية للعمل النقابي، منذ فوز الكاتب الصحفي خالد البلشي بمنصب النقيب في مارس 2023.
خاض الانتخابات، التي عقدت مساء أمس (الأحد)، 16 صحفيًا على مقاعد مجلس صندوق التكافل الستة، وفاز كل من الصحفيين: حماد الرمحي 467 صوتًا، وبدوي طه 432 صوتًا، وخالد حسين 375 صوتًا، وعاطف مكرم 358 صوتًا، وصلاح النصيري 325 صوتًا، وعلي زرزور 319 صوتًا.
اضطرت اللجنة المشرفة على انتخابات مجلس إدارة صندوق التكافل بالصحفيين إلى مد التصويت لمدة ربع ساعة، قبل غلق باب التصويت في الساعة السابعة مساءً بسبب زيادة الإقبال في الدقائق الأخيرة.
شارك في الإشراف على العملية الانتخابية والفزر أعضاء من لجنة رواد المهنة وصحفيون بالجمعية العمومية وموظفون بالنقابة، في حضور نقيب الصحفيين الكاتب الصحفي خالد البلشي، والسكرتير العام للنقابة الكاتب الصحفي جمال عبد الرحيم.
لا صحفيات.. و"الموحدة" لم تفز
لم تفز الصحفيات بأي من المقاعد الستة، رغم إعلان الكشوف النهائية للمرشحين بمرشحة واحدة هي حنان محمد عبد الله.
وأعلنت "حنان"، في بيان قبيل الانتخابات، اعتذارها عن المشاركة، فيما أعلنت اللجنة المشرفة على الانتخابات عدم تقدمها في المواعيد المحددة للتنازل بما يفيد عدم مشاركتها.
ولم توفق "القائمة الموحدة" في الفوز بأي من مقاعد مجلس الإدارة، في أول تجربة لهذه القوائم في نقابة الصحفيين، التي عادة لا تشهد قوائم معلنة.
وأعلنت القائمة الموحدة 5 مرشحين من إجمالي 6 مرشحين، وحصدت أصوات كبيرة لكنها لم تؤهلها لحصد المقاعد. وحصل مرشحوها أحمد عبادي على 290 صوتًا، وحسام السويفي على 280 صوتًا، ومساعد الليثي على 270 صوتًا، وحسام الكاشف على 250 صوتًا، ومحمد المعبدي على 209 صوتًا.
ووفق مراقبين، عززت المؤسسات الحكومية القومية مكانتها في ترجيح كفة بعض المرشحين، حيث ينتمي "بدوي طه" إلى مؤسسة "الأهرام"، وعاطف مكرم إلى بوابة "الجمهورية"، وصلاح النصيري "دار المعارف". وقد حقق مرشحان من صحيفتي "الوطن" و"الدستور" الفوز، وهما: "خالد حسين" و"حماد الرمحي"، فيما ينتمي المرشح "علي زرزور" لصحيفة "العربي الناصري".
خطوة تستحق التقدير
يرى الكاتب الصحفي والنقابي، كارم يحيي، أن النتائج التي حققتها "القائمة الموحدة"، تستحق التقدير رغم عدم الفوز.
ويضيف في حديثه لـ"فكر تاني"، أن إعلان القائمة وسط انتخابات نقابية تدار بالقوائم السرية هو في حد ذاته إنجاز، يُبنى عليه في تغيير قناعات الجمعية العمومية في انتخابات التجديد النصفي في النقابة.
ويشدد "يحيى" على ضرورة العمل على خوض الانتخابات بقوائم معلنة تحمل برامج بدلًا من خوضها بقوائم سرية تقوم على الأشخاص والعصبيات.
ويعتبر "يحيى" أن انتخابات صندوق التكافل "على الهامش" لا تقارن بانتخابات مجلس النقابة، متمنيًا التوفيق للفائزين في تنفيذ وعودهم وحماية أموال الصحفيين.
سبب غياب المرأة
تعزو د.حنان فكري، عضوة مجلس نقابة الصحفيين السابقة، غياب الصحفيات إلى وجود عزوف عام للمرأة عن المشاركة في المواقع العامة، فضلًا عن أن استخدام النوع الاجتماعي في الهجوم عليها.
وتضيف في حديثها لـ"فكر تاني" أن حضور الصحفيات في الترشح في انتخابات النقابة دائمًا يكون بنسب أقل من المرشحين الرجال، موضحةً أن إدارة الأموال في صندوق التكافل تعزز مخاوف الصحفيات من المشاركة في الترشح تحت ضغط البعد عن المشاكل خاصة المالية.
ومع ذلك، تثمن "حنان" عقد الانتخابات التي لم تجر منذ فترة طويلة، الأمر الذي أفرز وجوه جديدة على الصندوق.
وترى عضوة مجلس نقابة الصحفيين السابقة أن معايير الاختيار في هذه الانتخابات تختلف عن انتخابات مجلس الإدارة، حيث يعتمد مرشحو الصندوق على سابق معرفتهم بالبعد الاقتصادي والإداري لإنجاح صندوق خطير بحجم صندوق التكافل تعتمد عليه أجيال عديدة بالنقابة.