“سفاح التجمع” مريض نفسي أم يطبق شرع الله؟ خبراء يجيبون

قبل أسابيع شهدت مصر، حادثا بشعا، بطله شاب ثلاثيني يقيم في منطقة التجمع الخامس. هو كريم مسلم والمتهم بقتل 5 نساء حتى الآن. صدم الشاب الملقب بـ”سفاح التجمع” الجميع في شكل غير مألوف للمجرم. هذه المرة يتحدث الإنجليزية بطلاقة ولديه حساب تيك توك به مئات الآلاف من المتابعين.

لكن؛ اختار “سفاح التجمع” ضحايا من الفتيات العاملات في الجنس التجاري. البعض قال إنه بغرض الانتقام وهناك من أرجع الأمر لأمراض نفسية.

 

تيكتوكر قاتل يضاجع الموتى

 اعترف المتهم الملقب بـ”سفاح التجمع” بقتل عدد من الفتيات. ووفقا لتحريات النيابة عُثر على جثثهن في طرق صحراوية داخل حقائب سفر. قال إنه أجبرهن على تعاطي المخدرات وعذبهن في غرفة معزولة الصوت، داخل شقته بمنطقة التجمع الخامس. كما استخدم أدوات حادة لتشويه أجسادهن وسجل مقاطع فيديو أثناء ذلك. 

حاول المتهم، 37 عاما، تبرير الجرائم -من المرجح أن يكون عددها أكبر من المعلن عنه- بحجة أن الضحايا “فتيات ليل“. إذ كان يستدرجهن عبر الإنترنت لممارسة الجنس معهن بوحشية، ثم يقتلهن بزعم تخليص المجتمع منهن ويلقى بجثثهن في مناطق صحراوية. 

وفقا للتحقيقات الأخيرة، اعترف بممارسة الجنس مع ضحاياه بعد قتلهن. فهو لم يكتفِ بتعذيبهن ثم قتلهن بل مارس معهن الجنس حتى بعد القتل. وبفحص هاتفه عُثر على فيديوهات سجلها للضحايا يوثق فيها أفعاله الإجرامية. وكل مقطع معنون باسم ضحيته، ما يعني أنه قد يكون مصابا باضطراب “النيكروفيليا“، وهو اضطراب مضاجعة الأموات.

يمثل اشتهاء ممارسة الجنس مع الأموات أحد أنواع الاغتصاب، وغالبا ما يلجأ المصاب به إلى المقابر أو المشرحة ليجد مبتغاه. يُنظر إلى ممارسة الجنس مع الأموات في معظم بلاد العالم أنه إساءة للتعامل مع الجثث.

اللافت كان رأي بعض المنتمين للأزهر، الذين لم يحرّموا هذه الممارسة بل أباحوها. ففي عام 2017 أفتى صبري عبد الرؤوف، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بجواز ممارسة الرجل الجنس مع جثة زوجته. قال إنه لا مشكلة فيها، ولا تعد زنا.

“قد يكون مصاب بجنون العظمة والاختلال العقلي -أي المبالغة في وصف نفسه بما يخالف الواقع- وقد يرى أن أحكامه التي يصدرها على غيره هي -فقط- الصحيحة، وقد يكون مصابًا بالوسواس القهري، ولم يستطع التغلب على هذه الوساوس. فتغلبت عليه”. بهذه الكلمات علق استشاري الصحة النفسية الدكتور وليد هنداوي، خلال حديثه لـ”فكر تاني”.

فيما أوضح أن هناك دراسات تشير إلى ارتباط قوي بين الوسواس القهري والبيئة الشرقية، فهناك مرضى مهووسين بالجنس وآخرون بالنظافة. كذلك أن 60% من مرضى الوسواس القهري هم مرضى بسبب اعتقادات دينية.

ويعتقد هنداوي أن المتهم قد يكون لديه نشاط جنسي زائد، ومصابا بالأرق ويفرط في شرب القهوة والتدخين. كما أنه قد يكون متعاطيا للمخدرات، خاصة الحشيش الذي له أضرار نفسية خطيرة.

 

انتقام من كل النساء

وعلى الرغم من إدعاء المتهم، أنه ارتكب جريمته للانتقام من زوجته التي خانته مع صديقه المقرب أمامه في غرفة نومه؛ لكن التحريات الأمنية أكدت أن طليقته لم يسبق حبسها على ذمة قضية زنا.

وفي الوقت نفسه قالت سوسن الفايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، في تصريحات خاصة، لـ “فكر تاني” إن سفاح التجمع، يعبر عن هيمنة الرجال في المجتمع الشرقي الذي يتصور أن رفض المرأة له ومحاولة إنهاء علاقتها به يجرح رجولته مما يترتب عليه انحرافهم وارتكابهم لجرائم القتل ضد النساء.

فيما أضافت :”وحشية سفاح التجمع تشير إلى -ربما- تعرضه للخيانة أو أنه مريض بالسادية نحو النساء، ما جعل لديه رغبة في الانتقام منهن. لكن هذه الحالة لها ظروفها الخاصة وتختلف عن تفسيرنا لجرائم القتل التي تتعرض لها النساء بشكل عام”.

بينما يرى استشاري الطب النفسي جمال فرويز، لـ “فكر تاني”، أن جرائم سفاح التجمع، تشير إلى الانهيار الثقافي في منظومة الأخلاق داخل المجتمع. كما أوضح أن ممارسة السادية ضد المرأة هي نتاج للانهيار الثقافي، خاصة مع رواج ازدواج المفاهيم الدينية عند الأفراد داخل المجتمع، فأصبح الناس يتظاهرون بالتزامهم دينيا دون تطبيق ذلك.

وأضاف أن الانهيار القيمي ترتب عليه حدوث اضطرابات في سلوك الأفراد، لذلك اتجهوا إلى إدمان المخدرات ومن ثم التحرش بالنساء واغتصابهن.

تفسر مي صالح، مديرة برنامج النساء والعمل والحقوق الاقتصادية في مؤسسة المرأة الجديدة، اختيار سفاح التجمع، ضحاياه من نساء عاملات بالجنس التجاري، بسبب رفضه من زوجته، التي قررت الانفصال عنه، فبحث عمن تقبله من النساء حتى لو قبولا مدفوع الآجر، وبدأ يستدرج النساء اللاتي يضمن قبولهن له.

كذلك ظنه -وفقا لصالح- أنه لن يسأل أحد عنهن، فيما يعطيه الأمل في استهدف أكبر عدد من النساء دون توقف. فيما ترى أنه قد يكون قدم لهن عروضًا مالية مغرية حتى يحفزهن على لقاء جنسي معه.

كما تضيف: “أعطى لنفسه الحق في عقابهن على ممارسة الجنس خارج الإطار الشرعي، حتى اعترافه بقتلهن ليخلص المجتمع منهن، قد لا يكون ادعاء بقدر ما تكون هذه اعتقاداته الحقيقية”.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة