شهدت الساعات القليلة الماضية عددًا من الأحداث المهمة، تستعرضها منصة “فكر تاني”، في نشرتها الإخبارية، ومنها: إيران تبدأ ردًا عسكريًا غير مسبوق ضد إسرائيل.. مصر تعلن حالة الاستنفار القصوى وتشكل خلية أزمة.. الاحتلال يواصل مجازره في غزة والضفة تشتعل.
إيران تبدأ ردًا عسكريًا غير مسبوق ضد إسرائيل
أطلقت إيران، مساء السبت ولأول مرة على الإطلاق، طائرات مسيرة وصواريخ، باتجاه إسرائيل، في رد عسكري على الاستهداف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في سوريا.
وفي بيان رسمي، قال الجيش الإسرائيلي إن إيران أطلقت طائرات بدون طيار “من داخل أراضيها باتجاه إسرائيل”.
وأوضح البيان أن “الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى ويراقب باستمرار الوضع العملياتي”، وأن “مجموعة الدفاع الجوي التابعة للجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى، إلى جانب الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي وسفن البحرية الإسرائيلية التي تقوم بمهمة دفاعية في المجال الجوي الإسرائيلي”.
وقد ظهرت عشرات الطائرات الإيرانية المسيرة تُحلق في سماء مدينة العقبة الأردنية متجهة صوب إيلات.
كما بدأت التحذيرات تدوي في جميع أنحاء إسرائيل بالقرب من الساعة 1 صباحًا بالتوقيت المحلي، حسبما قال الجيش الإسرائيلي. وانطلقت أجهزة الإنذار في جنوب إسرائيل، على البحر الميت، وفي القدس، ومنطقة شومرون، حيث شوهدت منظومة الدفاع الإسرائيلية تعترض عددًا من الصواريخ في سمائها.
كما أسقطت القوات الأمريكية في المنطقة بعض الطائرات بدون طيار التي أطلقتها إيران، حسبما قال مسؤولان أمريكيان لشبكة “سي بي إس نيوز”.
ويأتي الهجوم الإيراني ردًا على غارة إسرائيلية في 1 أبريل على قنصلية إيرانية في دمشق بسوريا، أسفرت عن مقتل سبعة من أعضاء الحرس الثوري الإسلامي.
بعد رد إيران.. بايدن يلتقي وزيرا خارجيته ودفاعه
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد عاد إلى البيت الأبيض والتقى وزيرا خارجيته ودفاعه يوم السبت لبحث الهجوم على حليفته، الذي أبلغت واشنطن تل أبيب به قبل انطلاقه.
وتابع البيان: “يتم إطلاع الرئيس بايدن بانتظام على الوضع من قبل فريقه للأمن القومي وسيجتمع معهم بعد ظهر اليوم في البيت الأبيض. فريقه على اتصال دائم مع المسؤولين الإسرائيليين وكذلك الشركاء والحلفاء الآخرين. ومن المرجح أن يتكشف هذا الهجوم على مدى عدة ساعات. لقد كان الرئيس بايدن واضحًا: إن دعمنا لأمن إسرائيل قوي. ستقف الولايات المتحدة مع شعب إسرائيل وتدعم دفاعه ضد هذه التهديدات من إيران”.
وقال مسؤول أمريكي، لشبكة “سي بي إس نيوز”، الولايات المتحدة على أهبة الاستعداد لمزيد من الإجراءات من قبل إيران، ومن داخل المنطقة عبر وكلائها.
وأضاف ثلاثة مسؤولين أمريكيين آخرين للشبكة الأمريكية، أن الولايات المتحدة في وضع يمكنها من إسقاط الطائرات بدون طيار القادمة من إيران عبر أصول في العراق وسوريا، وأكدوا أن الولايات المتحدة لديها أيضًا طائرات مقاتلة هي الآن على أهبة الاستعداد، بالإضافة إلى المدمرة البحرية يو إس إس كارني التي تبقى في وسط البحر الأبيض المتوسط لتوفير حماية إضافية إذا لزم الأمر بدلًا من التوجه غربًا، والمدمرة يو إس إس أرلي بيرك المتبقية في شرق البحر الأبيض المتوسط حيث كانت لفترة من الوقت.
وأشار المسؤولون الأمريكيون أن الولايات المتحدة تفضل أن تنتظر الحكومة الإسرائيلية وتقيم تأثير الانتقام الإيراني قبل الرد عليه، في إطار “استجابة محسوبة”.
إيران: انتهى ردنا ونحذر
وفي بيان، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن هذا الهجوم، قائلًا إن إيران “شنت ضربة عقابية ضد الأراضي المحتلة”.
وقال الحرس الثوري الإيراني إن “هذه العملية شملت استخدام صواريخ وطائرات مسيرة”. وأضافت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة إن الهجوم جاء ردًا على الضربة في سوريا وإن “المسألة يمكن اعتبارها منتهية. ومع ذلك، إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإن رد إيران سيكون أكثر حدة بكثير”.
وأضافت البعثة: “إنه صراع بين إيران والنظام الإسرائيلي المارق، الذي يجب على الولايات المتحدة الابتعاد عنه!”.
وخاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المواطنين الإسرائيليين، في خطاب مصور ليلة السبت، قائلًا: “في السنوات الأخيرة، وحتى أكثر من ذلك في الأسابيع الأخيرة، كانت إسرائيل تستعد لاحتمال هجوم مباشر من إيران. يتم نشر أنظمتنا الدفاعية، ونحن مستعدون لأي سيناريو، سواء في الدفاع أو الهجوم. دولة إسرائيل قوية، والجيش الإسرائيلي قوي، والجمهور قوي”.
وقال مسؤول في المنطقة، لشبكة “سي بي إس نيوز”، إن أي شيء يمر فوق الأراضي الأردنية يمثل مشكلة وسيتم اعتراضه.
كما أكد مسؤول بريطاني أن البريطانيين سارعوا بإرسال طائرات من قبرص.
وتحسبًا للهجوم، في وقت سابق من يوم السبت، أصدرت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية إرشادات تقصر التجمع على 1,000 شخص كحد أقصى. وقد تم إغلاق جميع المدارس حتى يوم الاثنين على الأقل. ونصح الناس بالبقاء بالقرب من الغرف والملاجئ الآمنة.
ويوم الجمعة، حث بايدن إيران على عدم المضي قدمًا، قائلًا إن رسالته إلى طهران كانت: “لا تفعل”. في وقت سابق من الأسبوع، أرسلت الولايات المتحدة جنرالًا كبيرًا إلى إسرائيل للتنسيق مع الحليف الأمريكي الوثيق بشأن أي رد قد تقوم به على هجوم إيراني.
وأصدر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بيانًا أدان فيه هجوم إيران بطائرة مسيرة “بأشد العبارات”.
وقال جوزيب بوريل، مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن الاتحاد الأوروبي “يدين بشدة الهجوم الإيراني غير المقبول ضد إسرائيل، ويصفه بأنه “تصعيد غير مسبوق وتهديد خطير للأمن الإقليمي”.
بيد أن التوترات في المنطقة استمرت في التصاعد. وفي وقت سابق من يوم السبت، استولت قوات كوماندوز من القوات الخاصة التابعة للحرس الثوري الإيراني شبه العسكري على سفينة حاويات تابعة لإسرائيل بالقرب من مضيق هرمز.
ودعت الحكومة الأمريكية إيران إلى الإفراج عن السفينة وطاقمها الدولي على الفور.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أدريان واتسون: “الاستيلاء على سفينة مدنية دون استفزاز هو انتهاك صارخ للقانون الدولي، يجب إدانته بشكل لا لبس فيه، وسنعمل مع شركائنا لمحاسبة إيران على أفعالها”.
وتم وضع جميع السفارات الأمريكية في الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى وطلب منها عقد اجتماعات لجنة العمل الطارئ. وطلب من الدبلوماسيين في لبنان وإسرائيل على وجه التحديد عدم السفر إلى مناطق معينة داخل هذين البلدين.
وقد ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن الأردن أغلق مجاله الجوي “في ضوء المخاطر المتصاعدة في المنطقة”، وأعلنت حالة الطوارئ. وأعلنت إسرائيل أنها ستغلق مجالها الجوي من الساعة 1:00 إلى 5:00 صباحًا بالتوقيت المحلي. وكذلك أعلن العراق ولبنان إغلاق مجالهما الجوي أمام حركة الطيران المدني.
وقال مسؤولان أمريكيان، لشبكة “سي بي إس نيوز”، يوم الجمعة، إنه من المتوقع وقوع هجوم إيراني كبير ضد إسرائيل قريبًا، ربما يشمل أكثر من 100 طائرة بدون طيار وعشرات الصواريخ التي تستهدف أهدافًا عسكرية داخل البلاد.
وقالت مصادر، لشبكة “سي بي إس نيوز”، إن الانتقام قد يشمل هجمات تنفذها كل من القوات الإيرانية والجماعات الوكيلة في جميع أنحاء المنطقة التي كانت تنقل أسلحة إضافية إليها منذ أسابيع.
وحذرت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس الأمريكيين في إسرائيل من السفر خارج المدن الكبرى، التي تتمتع بحماية أفضل من إطلاق الصواريخ القادمة من قبل نظام الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية” في البلاد.
مصر تعلن حالة الاستنفار القصوى
قال مصدر أمني مصري، لموقع “القاهرة 24” فجر اليوم الأحد، إن الدفاعات الجوية المصرية رفعت حالة الاستنفار في صفوفها إلى أقصى درجة.
مصر تطلب إيران وإسرائيل بضبط النفس
وأعربت القاهرة، في بيان صادر عن وزارة الخارجية مساء السبت، عن قلقها البالغ تجاه ما تم الإعلان عنه من إطلاق مسيرات هجومية إيرانية ضد إسرائيل، وتجاه مؤشرات التصعيد الخطير بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، مطالبة بممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر.
واعتبرت مصر أن التصعيد الخطير الذي تشهده الساحة الإيرانية/الإسرائيلية حاليًا، ما هو إلا نتاج مباشر لما سبق وأن حذرت منه القاهرة مرارًا، من مخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة على إثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والأعمال العسكرية الاستفزازية التي تمارس في المنطقة.
مصر تشكل خلية أزمة لمتابعة تطورات الأوضاع بالمنطقة
وقد أكد مصدر مصري رفيع المستوى لـ”القاهرة الإخبارية” السبت، أن هناك خلية أزمة من كل الأجهزة والمؤسسات المعنية تتابع عن كثب تطورات الأوضاع بالمنطقة وترفع تقاريرها للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على مدار الساعة.
وأضاف المصدر، أن مصر تواصل تكثيف اتصالاتها مع جميع الأطراف لوقف التصعيد بالمنطقة في إطار سعيها للتهدئة والسلام.
تطورات العدوان على غزة
في اليوم الـ190 للعدوان على غزة، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه لليوم الثالث على مواقع وسط قطاع غزة، في حين أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الاحتلال ارتكب قرابة 3 آلاف مجزرة منذ بدء العدوان على القطاع.
وأضاف المكتب الإعلامي الحكومي أن 30 طفلًا استشهدوا نتيجة المجاعة في قطاع غزة.
وفي الضفة الغربية، أصيب 17 فلسطينيًا في مواجهات مع الاحتلال ومستوطنين بعدد من قرى رام الله ونابلس.
ويأتي ذلك في وقت وضعت فيه إسرائيل كل قواتها في حالة تأهب، واتخذت إجراءات داخلية عديدة تزامنًا مع الضربة الإيرانية ضد إسرائيل.
حصيلة المجازر
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة -السبت- إن الجيش الإسرائيلي ارتكب أكثر من 2970 مجزرة في غزة، بمعدل 16 مجزرة يوميا، منذ بدء الحرب على القطاع في السابع من أكتوبر الماضي.
وأوضح المكتب أن عدد ضحايا المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال بلغ 40 ألفًا و686 شهيدًا ومفقودًا، بينهم 14 ألفًا و560 طفلًا، و9582 امرأة.
حماس ترد على مقترح الصفقة
ومن جانب آخر، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها سلمت للوسطاء في مصر وقطر -مساء السبت- ردّها على المقترح الذي تسلمته الإثنين الماضي، مبدية استعدادها لإبرام “صفقة تبادل جادة وحقيقية للأسرى بين الطرفين”.
وأكدت حماس تمسكها بمطالبها ومطالب الشعب الفلسطيني، ومن ذلك “وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين إلى مناطقهم وأماكن سكناهم، وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بالإعمار”.
الضفة تشتعل
وفي الضفة الغربية، أطلق جيش الاحتلال العنان للمستوطنين لتنفيذ اعتداءات واسعة بعد العثور على جثة مستوطن قتل في هجوم، وفقًا لما أعلنه الجيش، في حين أصيب 55 فلسطينيًا على الأقل خلال المواجهات.
وأفاد مراسل الجزيرة باستنفار مستوطنين قرب قرى وبلدات فلسطينية عقب العثور على جثة الفتى المستوطن شرق رام الله.
ونددت فصائل المقاومة الفلسطينية بهجمات المستوطنين الواسعة على البلدات والقرى في الضفة الغربية، عقب العثور على جثة مستوطن شرق رام الله اليوم السبت، داعية جماهير الشعب للانتفاض بوجه هذه الاعتداءات، والسلطة الفلسطينية للقيام بواجبها في حماية المواطنين.