عمال مطاحن “الخمس نجوم” يضربون في مقرهم بالسويس

تصاعدت أزمة عمال مطاحن “الخمس نجوم”، بعدما أضرب أكثر من 500 عامل عن العمل، الأحد الماضي، معلنين اعتصامًا داخل مقر المصنع في منطقة عتاقة في محافظة السويس، وطالبوا الإدارة بتنفيذ وعودها ومنها صرف مكافآت مع زيادة الإنتاج، وهو ما تخلفت عن تنفيذها الإدارة.

إدارة الشركة كانت قد اتخذت قرارًا بإلغاء البدلات وتخفيض نسبة “منح المواسم” التي كانت تعطى للعمال قبيل الأعياد والمدارس، لتصبح 1500 جنيه بدلًا من 5000 كانت مقررة في السابق، بالإضافة لتأخير الرواتب وعدم زيادتها تماشيًا مع زيادة الأسعار الجنونية، مما دفع العمال للاحتجاج والإضراب عن العمل لحين تنفيذ مطالبهم.

عمال مطاحن الخمس نجوم: “زودنا الوردية خلفوا وعدهم”

“احنا مضربين بسبب إن الأستاذ محمد معتبر المالك الجديد للمصنع، وعدنا إنه في يناير هيزود المرتبات لو زودنا الإنتاجية، وفعلًا بعد ما كانت الإنتاجية 2000 شكارة في الوردية بقت 5000 شكارة في الوردية الواحدة يعني 15 ألف شيكارة في اليوم، لكنه خلف وعده معانا وكمان لغى المنح وأخّر الرواتب”؛ يقول أحد عمال المصنع لـ”فكر تاني”.

ويُكمل العامل -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أنه كان يُصرف لهم منح قبل المواسم (رمضان والمدارس) والأعياد بقيمة 5000 جنيه، ولكن تم تخفيضها لـ1500 جنيه بحجة التضخم.

في سبتمبر من العام 2022، استحوذت “معتبر جروب” على كامل أسهم “مطاحن الخمس نجوم”، وتابعتها لصناعة الأعلاف.

وتم تنفيذ الصفقة على شركة “مطاحن الخمس نجوم” بـ105 ملايين جنيه، و8 ملايين على شركتها التابعة “الخمس نجوم لصناعة الأعلاف والإنتاج الحيواني”.

“بنصدر 90% من إنتاجنا ومستكترين حقنا”

“احنا بيطلع عينينا علشان نعمل 35 ألف طن في الشهر، أكتر من 90% من إنتاج المصنع بيتصدر وبزيادة الأسعار كمان، وفي الآخر يستخسروا فينا في الغلا اللي احنا فيه ده؟ ده حرام” “س.ع” من عمال المصنع ل”فكر تاني”.

وطبقًا لما ذكرته المصادر الحكومية أن أسعار الدقيق الشعبي والمخبوزات قد ارتفعت بزيادة قيمتها 1000 جنيه مصري في الطن الواحد بدءًا من يناير 2024 وطبقت هذه الزيادة أكبر ثلاث مطاحن بالسوق المصرية ومن بينها مطاحن الخمس نجوم.

عن مطاحن الخمس نجوم

تأسست مطاحن الخمس نجوم عام 1995، ولديها مصنع بمنطقة عتاقة فى السويس، وتعمل فى مجال تخزين الحبوب الغذائية والطحن، وتتركز أبرز منتجاتها فى دقيق مخابز الخمس نجوم الشامى، والكنجارو، والسيمولينا، وكانت تمتلك حصة كبيرة من سوق الدقيق الفاخر. عام 2016  واجهت الشركة مشاكل كبرى بسبب تحرير سعر الصرف وتعثرت في سداد ديونها القديمة، ونتج عن تلك الأزمة تراكم الأعباء التمويلية لتلك الديون حتى حصل أحد الدائنين على حكم قضائي بالحجز على أرصدة مطاحن الخمس نجوم مما أدى لتوقف العملية الإنتاجية.

ووفقًا لموقع “المال”، ففي عام 2019 كانت هناك محاولات للتفاوض مع الدائنين وجدولة المديونيات ومعاودة تشغيل المصنع بطاقات تدريجية، حتى قامت الشركة المصرية العالمية لصناعة الطحن «معتبر جروب» في سبتمبر2022 بالاستحواذ على كامل أسهم شركتي “مطاحن الخمس نجوم”، وتابعتها لصناعة الأعلاف في صفقة قدرت قيمتها بأكثر من 113 مليون جنيه.

“الحاج معتبر جاب عمال زيادة من مطاحن الجمل بتاعته وخلى رواتبهم أعلى مننا وعينهم مشرفين علينا، ولما اعترضنا علشان بيمشي العمال القدام وعلشان مرتباتنا والمنح اللي وعدنا بيها قال لنا أنا محدش يلوي دراعي و جاب لنا الأمن وقدم فينا بلاغ اننا موقفين الإنتاجية ومعطلين الشغل وده مش حقيقي” قالها “م.أ” أحد عمال المصنع عن رد فعل الإدارة على الاحتجاجات الحاصلة. وعن مطالبهم، يكمل العامل حديثه ل”فكر تاني” بأن مطالبهم واضحة ومحددة ومشروعة، تتمثل في ضرورة وجود لائحة داخلية للشركة، رفع البدلات، تعديل المرتبات وعدم تأخيرها  وإعادة صرف المنح الموسمية.

فجوة الأجور والأسعار

من جانبه، يقول كرم عبد الحليم، نائب رئيس اتحاد تضامن النقابات العمالية: “توجد كارثة في قانون العمل تتمثل في أن الزيادات السنوية للعمال والتي أقرّها قانون العمل لم تعد كافية لاحتياجات العمال في ظل التضخم الحاصل وانهيار قيمة الجنيه في السوق”.

ويحذر عبد الحليم من تكرار حدوث اضرابات عمالية أخرى إذا استمرت الفجوة في اتساعها بين أجور العمال والأسعار الجنونية.