ذكرى هاشتاج “أجمل ما قيل في الجندر”

في مثل هذه الأيام من العام الماضي انتشر هاشتاج “أجمل ما قيل في الجندر” بقوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية، في البداية كان تقدم من خلاله النسويات نقدا ساخرا لما يتردد حول الجندر أو النوع الاجتماعي من عبارات وخرافات.

كانت البداية من عند ناشطات سوريات، استعرضن فيه الصور النمطية المسيئة والعبارات التمييزية ضد المرأة والمفاهيم المغلوطة حول الأدوار الاجتماعية والجندرية للجنسين في مجالات الحياة اليومية والأمثال الشعبية ومشاهد الأعمال الفنية وغيرها.

ثم انتشر الهاشتاج بين النسويات العربيات، وجاء كنوع من أنواع التوعية بما هو الجندر وما هي الحقائق وما هي الخرافات التي تتعلق به، استخدمت النسويات وقتها الميمز والمشاهد الكوميدية كأداة للتعبير عن أكثر عبارات مضحكة تتردد حول الجندر وخاصة في الشارع المصري ومن الرجال.

من أبرز تلك العبارات “ناقصات عقل ودين”

“مفيش راجل بيعيط”

“ع المطبخ”

“فطرة المرأة هي التزين”

“كلام نسوان”

“عملتي ايه عشان يضربك”

“الإسلام كرم المرأة”

“مش عاوزين مساواة عاوزين عدالة”

“هو كويس بس بيخوني”

“الختان عفة للنساء”

“النسوية ضد الرجال”

ولكن يظل أجمل ما قيل في الجندر من خلال هذه الحملة هو السؤال الذي كان يتردد طوال الوقت “هو ايه الجندر ده؟”، تعريف الجندر أو النوع الاجتماعي يمكننا القول أن هذا المصطلح، ظهر في السبعينيات من القرن العشرين ، وهي كلمة إنجليزية تنحدر من أصل لاتيني، وتعني في الإطار اللغوي “جينس” (Genus)، أي “الجنس من حيثُ الذكورة والأنوثة”.

وبحسب الأمم المتحدة فإن “مفهوم (الجندر) يوضح الفروق بين الرجل والمرأة الحاصلة من الدور الاجتماعي المنوط بهما، والمنظور الثقافي والوظيفة لكل منهما، وهذه الفروق هي نتاج لعوامل دينية وثقافيّة، وسياسية واجتماعية”.

يعد الفارق بين الجنس والجندر هو أن الجنس يشير إلى السمات البيولوجية والفسيولوجية التي تميز الرجال والنساء عادة.

أما الجندر فهو ناتج عن الأعراف الاجتماعية لا الفروق البيولوجية، أي هو الصورة النمطية التي خلقتها المجتمعات عن أدوار الرجال والنساء.

لا يعد هناك معايير جندرية ثابتة لكن ترجع إلى وجهات نظر المجتمع السائدة إزاء الكيفية التي يجب أن يتصرف بها الرجال والنساء. وكما ذكرنا فيما يخص الهاشتاج “الرجالة مبتعيطش والمكياج للستات”.

وتوزع الأدوار من خلال منظور الجندر حسب المسؤوليات التي يريد المجتمع من الرجال والنساء تحملها. أو كما ذكرنا ” ع المطبخ”، أي أن المكان المناسب للنساء فقط هو المطبخ والمنزل ومكان الرجل الطبيعي هو في العمل، أدوار رعاية الأسرة للنساء أما الرجل هو له القوامة بما أنفق.

كل هذه المنظومة المتكاملة بما يعززها الدين والثقافة المجتمعية تخلق حلقة شديدة التعقيد تدور حول تنميط الأدوار الجندرية وتعزز. من التمييز بين الرجل والمرأة، وللحد من ذلك يجب معالجة المعايير والأدوار والقوالب النمطية  التي تمنع الأشخاص من ممارسة حقوقهم في العيش بحرية أو كما يريدون.

المساواة الجندرية هي أحد أهداف إعلان الأمم المتحدة العالمي لحقوق الإنسان. أشار الهاشتاج إلى أن الحل هو مساواة جندرية وهذا معناه هو كسر التنميط الخاص بتلك الأدوار وضرورة معاملة الجميع على قدم المساواة وعدم التمييز على أساس جنسهم، وحصرهم في أدوار اجتماعية ثابتة والحد من إمكاناتهم وإجبارهم على نمط واحد ومتكرر.

 

 

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة