كفاية .. الحركة المدنية

 

تلعب المعارضة السياسية دورًا مهمًا في أي نظام ديمقراطي، فهي الضامنة لحماية الحقوق والحريات، وضمان سيادة القانون، ومنع الظلم والاستبداد. ولذلك، فإن ضعف المعارضة السياسية أو انعدامها يشكل خطرًا على الديمقراطية.

تُعد المعارضة السياسية أحد أهم أركان النظام الديمقراطي، حيث أنها تلعب دورًا مهمًا في مراقبة الحكومة وضمان احترامها للدستور والقانون. ومع ذلك، فإن المعارضة السياسية المصرية الحالية والمتمثلة في “الحركة المدنية” تعاني من العديد من السلبيات، والتي تتمثل في سيطرة مجموعة أفراد من أصحاب المصالح الشخصية على الحركة، مما يحد من قدرتها على تحقيق أهدافها كذلك عدم قدرة الحركة المدنية على جذب الشباب وخاصة من أبناء جيل 25 يناير و30 يونيو، مما يتسبب في فقدانها لجزء من قوتها، وعدم وجود رؤية واضحة للحركة، ما يجعلها غير قادرة على تقديم بديل للحكومة الحالية.

اقرأ أيضًا:حكايات حقوقية في مجتمع لا يزال يسأل “يعني ايه مرأة؟!”

كما تعاني الحركة المدنية من سوء الإدارة، حيث لا يوجد تنسيق واضح بين الأحزاب والحركات السياسية المختلفة، ما يؤدي إلى تشتت الجهود، وضعف التأثير وهذا ما ظهر جليًا في موقف الحركة من دعم المرشح الرئاسي “فريد زهران” مرشح “الحزب المصري الديمقراطي” أحد المكونات الرئيسية للحركة والمدعوم من “حزب العدل” وهو الآخر من أحد مكونات الحركة المدنية وما ترتب عليه من تجميد الحزبيين لنشاطهما داخل الحركة المدنية.

ومن كبائرالحركة المدنية أنها لا تعطي الفرصة للشباب للمشاركة في صنع القرار، حيث تسيطر عليها مجموعة من القيادات القديمة، التي ترفض تسليم الراية للجيل الجديد.

فتعاني الحركة المدنية من الانفراد بالقرارات من قبل بعض القيادات، التي تسعى لتحقيق مصالحها الشخصية، بدلاً من تحقيق المصلحة العامة.

ونتيجة لهذه المشكلات، فقد فقدت الحركة المدنية الكثير من شعبيتها، وأصبح تأثيرها ضئيلاً في المشهد السياسي المصري.

ونتيجة لهذه السلبيات، فإن المعارضة السياسية المصرية الحالية غير قادرة على لعب دورها المهم في الحياة السياسية المصرية.

وفي ظل هذه الظروف، من المفيد أن تنحى الحركة المدنية عن المشهد السياسي، وأن تعطي فرصة لجيل جديد من المعارضة لتصدر المشهد السياسي.

وذلك لأن الحركة المدنية فقدت القدرة على قيادة المعارضة، وأصبحت عبئاً على الديمقراطية المصرية.

اقرأ أيضًا:5 سنوات على مقتل ابيفانيوس.. أسئلة عن الرهبنة والمطبعة والزراعة و”الرئيس القادم”

هناك عدد من الأسباب التي تدعو إلى تنحي الحركة المدنية عن المشهد السياسي، من أبرزها افتقاد الحركة المدنية الثقة الشعبية، حيث أصبحت تنظر إليها على أنها جزء من المشكلة، وليس جزءاً من الحل.

كما فقدت الحركة المدنية تأثيرها السياسي، حيث أصبحت عاجزة عن مواجهة النظام الحالي. حيث لا تمتلك الحركة المدنية برامج سياسية واضحة، يمكن أن تطرحها على الرأي العام المصري، وتحقق مطالبه.

وفي ظل هذه الظروف، فإن وجود معارضة شابة جديدة في الحياة السياسية المصرية أمر ضروري للغاية، فالشباب هو القوة الدافعة للتغيير، حيث أنهم يمثلون المستقبل. ولذلك، فإن وجود معارضة شابة جديدة في الحياة السياسية المصرية سيساعد على جذب الشباب وزيادة المشاركة السياسية لديهم. وتُعاني المعارضة السياسية المصرية الحالية من عدم وجود رؤية واضحة للمستقبل، مما يجعلها غير قادرة على تقديم بديل للحكومة الحالية. ولذلك، فإن وجود معارضة شابة جديدة في الحياة السياسية المصرية سيساعد على تقديم بديل جديد للحكومة الحالية، يلبي احتياجات الشباب والمجتمع المصري بشكل عام. كما تُعاني المعارضة السياسية المصرية الحالية من الجمود والتقليدية، مما يقلل من قدرتها على التكيف مع المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولذلك، فإن وجود معارضة شابة جديدة في الحياة السياسية المصرية سيساعد على التجدد والابتكار، مما يعزز من قدرتها على تحقيق أهدافها.

ولكي تعود المعارضة المصرية إلى المشهد السياسي بقوة، فإنها تحتاج إلى جيل جديد من المعارضة، يتمتع بمجموعة من الصفات. فيجب أن يكون جيل المعارضة الجديد يتمتع بالكفاءة السياسية، والقدرة على قيادة المعارضة، ومواجهة النظام الحالي. ويجب أن يكون جيل المعارضة الجديد يتمتع بشعبية واسعة، يمكنه من الوصول إلى الرأي العام المصري، والتعبير عن مطالبه. كما يجب أن يمتلك جيل المعارضة الجديد برامج سياسية واضحة، يمكنه من طرحها على الرأي العام المصري، وتحقيق مطالبه.

ولتحقيق المعارضة الشابة الجديدة أهدافها، فإن عليها أن تركز على بناء رؤية واضحة للمستقبل، تلبي احتياجات الشباب والمجتمع المصري بشكل عام. ويجب أن تكون هذه الرؤية واقعية وقابلة للتطبيق. كما تحتاج المعارضة الشابة الجديدة إلى جذب الشباب، وذلك من خلال البرامج والحملات الإعلامية التي تخاطب الشباب وتعبر عن احتياجاتهم. وعليها الابتعاد عن المصالح الشخصية، والتركيز على المصلحة العامة.

وإذا تمكن جيل المعارضة الجديد من تحقيق هذه الصفات، فإنه سيكون قادرًا على قيادة المعارضة المصرية، وتحقيق مطالب الشعب المصري.

 

 

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة