بدأ مرشحو الرئاسة الدعاية الانتخابية بإعلان كل منهم عن برنامج انتخابي يقدمه في إطار منافستهم على مقعد رئاسة الجمهورية لست سنوات ميلادية، تبدأ من اليوم التالي لانتهاء مدة الرئيس الحالي (أبريل 2024) والمرشح في هذه الانتخابات لفترة ثانية.
وبينما فرض الملف الاقتصادي نفسه بقوة على برامج المرشحين الثلاثة للرئاسة: فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، وعبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، الذين حرصوا على تضمينه والتركيز عليه خلال عرضهم برامجهم الانتخابية على قطاعات مختلفة، اكتفى الرئيس الحالي المرشح لفترة ثانية -بعد تعديل الدستور- عبد الفتاح السيسي، بعرض "إنجازاته" في عدد من الملفات، خلال الفترة التي تولى فيها الحكم من 2014 وحتى 2023.
برنامج الرئيس إنجازاته
إلى الآن، لم يعلن الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي والمرشح لفترة رئاسية ثالثة -ثانية بتعديل الدستور- عن برنامجه الانتخابي بالمماثلة للمرتين السابقتين اللتين لم يعلن فيها عن برنامجه الانتخابي. فيما حرص المستشار محمود فوزي رئيس حملة المرشح عبد الفتاح السيسي على استقبال عدد من الوفود في مقر الحملة بالقاهرة لعرض الإنجازات السابقة للرئيس، والاستماع إلى اقترحاتهم.
وأشارت الحملة إلى الشباب، فذكرت أن القيادة السياسية أولت اهتمامًا بالغًا بهم وبتمكينهم، رغم التحديات التي تواجه البلاد.
وكذلك، أوضحت الحملة أن السيسي أولى اهتمامًا كبيرًا خلال السنوات الماضية بالسكك الحديدية وتطوير البنية التحتية برفع كفاءتها وتطويرها، حيث شمل التطوير القطارات والمزلقانات والمحطات والعنصر البشري وإقامة مشروعات جديدة، الأمر الذي انعكس على تطوير الخدمات المقدمة للجمهور.
وفي إحصائية أعدتها الحملة، ذكرت أن مصر تقدمت من حيث مؤشر كفاءة خدمات القطارات إلى المرتبة الـ50 عالميًا. وذلك بعد اهتمام الدولة منذ عام 2014 في تنفيذ خطتها في مجال السكك الحديدية بتكلفة اجمالية تقدر بنحو 225 مليار جنيه، حيث وصلت عدد الجرارات الجديدة إلى 990 جرار سكة حديدة في عام 2023، فضلًا عن تطوير البنية التحتية لعدد 295 مزلقان، وكذلك زيادة محطات المترو خلال السنوات التسع الماضية إلى 101 محطة مترو بعد أن كانت 64 محطة في عام 2014.
وفي ملف الصناعة، أوضح رئيس الحملة أن الدولة المصرية خلال السنوات التسع الماضية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، عملت على توفير المناخ الملائم من أجل النهوض بالصناعة المصرية. وأن من بين الخطوات التي اتحذتها سن عدد من التشريعات التي ساهمت في تذليل عدد من العقبات التشريعية في سبيل انطلاق قاطرة الصناعة، حيث صدر قانون الاستثمار وقانون التنمية الصناعية لتنمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، فضلًا عن الاهتمام بالبنية الأساسية التي تعد أحد أسس النهوض بالصناعة المصرية، وإقامة عدد من المشروعات الاقتصادية الضخمة من أجل زيادة التصنيع المحلي وزيادة الصادرات وتقليل الواردات.
المرأة في إنجازات السيسي
وفي ملف المرأة، عرضت الحملة ما قدمه السيسي خلال فترة حكمه، والتي تضمنت: أكثر من 119 ألف امرأة استفادت من حملات التوعية للمرأة بالمنتجات المالية والمصرفية في جميع محافظات مصر، وإعلان عام 2017 عاما للمرأة، وإطلاق مبادرة الصحة الرئاسية 100 مليون صحة، وصحة المرأة المصرية التي تستهدف 28 مليون سيدة بالكشف عن سرطان الثدي والأمراض غير المعدية. بالإضافة إلى تغليظ عقوبة ختان الإناث، إقرار قانون تجريم الزواج المبكر للفتيات. فضلًا عن التمكين القضائي والسياسي.
وسبق السيسي حملته الانتخابية بمؤتمر "حكاية وطن"، الذي عُقد في الفترة من 30 سبتمبر إلى 2 أكتوبر، بفندق الماسة في العاصمة الجديدة، لاستعراض إنجازات الدولة المصرية في عهد السيسي، والذي حظي باهتمام إعلامي محلي كبير.
اقرأ أيضًا: الحياة السياسية قبل وبعد انتخابات الرئاسة.. أي براح ينتظره المصريون؟
الاقتصاد ومكافحة التمييز.. برنامج فريد زهران
ببرنامج انتخابي يولي اهتمامًا كبيرًا بالشق الاقتصادي، أعلن المرشح الرئاسي فريد زهران عن مجموعة من القرارات الأولى التي سيتخذها حال فوزه بمنصب رئيس الجمهورية. عددها في:
1- قصر ملكيّة أجهزة ومؤسسات الدولة على المشروعات الاستراتيجية الكبرى، مثل: هيئة قناة السويس، والحديد والصلب، ومجمع الألومنيوم، وشركات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، وتخارج أجهزة الدولة من القطاعات الاقتصادية غير الاستراتيجية، وإعادة فتح المجال أمام القطاع الخاص دون منافسة أو مزاحمة من أجهزة وشركات الملكية العامة.
2- ضرورة جدولة الديون المستحقة على مصر، ومفاوضة الدائنين، في مبادرة إعادة هيكلة الديون للدول الأفريقية، وطرح مبدأ مبادلة الديون بالاستثمارات، وإلزام الحكومة باستراتيجية تقليص الدين العام، ومنع الاقتراض خارج تمويل المشروعات ذات العائد الاقتصادي المباشر.
3- توجيه أجهزة الدولة والمؤسسات نحو مشروع وطني صناعي وزراعي وخدمي واجتماعي وثقافي، وإقرار خطة استراتيجية شاملة لمشروعات وطنية بهدف تشغيل العمالة، وللاكتفاء الذاتي والتصدير، وتعميق وتوطين الصناعة باستراتيجية صناعية تشارك فيها كافة المؤسسات.
4 - تشكيل حكومة جديدة يرأسها شخصية اقتصادية وسياسية مرموقة بمجموعة كفاءات سياسية وتكنوقراط قوية ومنحها كافة الصلاحيات لوضع خطة إنقاذ اقتصادية عاجلة بدون أي تدخلات من أي جهة، وتوجيه الحكومة لإعداد مشروع الموازنة العامة للدولة والالتزام بالنِّسَب الدستورية المقررة للتعليم والصحة والبحث العلمي، مع بناء ثقافة صحية وتعليمية للارتقاء بالمواطن.
5- تفعيل المجلس الأعلى للتحول الرقمي، ورَقْمَنة الخدمات الحكومية، ووضع خطة عاجلة للانتهاء من رَقْمَنة كل الخدمات، والعمل على إزالة كل العقبات لإتمام هذا الهدف، مع إقرار مبدأ الشفافية وإتاحة المعلومات، والدعوة لقمة عربية لإقرار حلول عادلة لقضية الشعب الفلسطيني، ودعم إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، وبناء تكامل إقليمي من خلال تفعيل كافة الأطر العربية والإقليمية والدولية.
بينما أشار في ضوء مكافحة التمييز إلى نيته إنشاء مُفوّضيّة مكافحة كافة أشكال التمييز، على أن تتبع مجلس النواب، طبقًا للاستحقاق الدستوري، وتتمتع بالاستقلال والشفافية والفاعلية. وتكون قراراتها ملزمة لكل جهات الدولة وتنشأ لها نيابة ومحكمة متخصصة لسرعة الفصل في قضاياها.
4 أهداف لبرنامج حازم عمر
استنادًا إلى محاولة حل أزمات السياسة الداخلية والخارجية والأزمة الاقتصادية وأزمة حقوق الإنسان في مصر، ارتكز البرنامج الانتخابي للمرشح الرئاسي حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، على 4 أهداف رئاسية:
أولًا: تخفيف حدة الاستقطاب السياسي الحالي، وفتح المجال العام، ودعم الأحزاب والتداول السلمي للسلطة. مع الحفاظ على مكتسبات المرحلة الماضية ومؤسسات الدولة وتعظيم قدراتها.
ثانيًا: معالجة ناجزة للأزمات الاقتصادية بحلول شاملة ومستدامة، تتضمن إصلاح اقتصادي هيكلي، والارتقاء ببرامج الصحة والتعليم، وحل مشكلة الديون وتقليل الاستدانة، وحل أزمات الموازنة وتحقيق العدالة الضريبية، بالإضافة إلى تخفيض الرسوم والضرائب على الدواء والغذاء.
ثالثًا: الارتقاء بملف حقوق الإنسان وتحقيق التوأمة بين متطلبات الأمن القومي والحقوق والحريات، والعمل على وضع حد لملف الحبس الاحتياطي بالتوسع الإلكتروني فيما يتعلق بمنظومة التقاضي.
رابعًا: الاهتمام بتطوير علاقات مصر الخارجية لاسيما في ظل حالة الاستقرار التي تشهدها البلاد.
دون تفاصيل.. يمامة يقدم "خطة إنقاذ مصر"
على مدار الأيام القليلة الماضية، صرح المرشح الرئاسي عبد السند اليمامة بأن برنامجه يتضمن حلولًا عاجلة وجذرية لعدة ملفات، أهمها التعليم والسياسة الداخلية والخارجية. وذلك دون أن تعلن حملته إلى الآن تفاصيل تلك الحلول التي طرحها تحت عنوان "خطة إنقاذ مصر".
وتشمل الخطوط العريضة لبرنامج عبد السند يمامة: تطوير التعليم، وحل لأزمة التضخم، وحل لأزمة عدم إدماج الاقتصاد غير الرسمي في الاقتصاد الرسمي، وحل أزمة زيادة سعر الدولار وانخفاض العمل المحلية، وضرورة الاستثمار والإصلاح المالي وحل أزمة الدين العام، وإعادة النظر في ارتفاع سعر الفائدة وفقًا لتعليمات البنك المركزي، وضم كافة الصناديق الخاصة إلى الموازنة العامة. وكذا منع مظاهر البذخ والمؤتمرات والمكافآت التى لا جدوى لها، فضلًا عن الإصلاحات التشريعية العاجلة، التي تقوم على مبدأ الفصل بين السلطات الذى نص عليه الدستور في المادة الخامسة.
كذلك شدد "يمامة" على ضرورة تفعيل الدور التشريعي لمجلس الشيوخ بعد أن اقتصر على الاقتراح والدراسة فقط، وإعادة النظر في السياسة الخارجية في عدد من القضايا الحيوية، وعلى رأسها السد الإثيوبي وأهمية نهر النيل كمورد رئيسي للمياه في مصر.