حقوق الشعوب الأصيلة بموجب القانون

 

حق الشعب الفلسطيني في ظل محاولة الإبادة الحالية

عرفنا في المقال السابق مفهوم الشعوب الأصيلة، وراجعنا تاريخيًا بعض الشعوب الأصيلة التي عانت من محاولات الإبادة بطرق مختلفة بعضها نجى ليبقى صامدًا حتى اليوم، منهم الشعب الفلسطيني الأصيل الذي يقف وحيدًا في وجه محاولة إبادته، ربما إلا من محاولاتنا الضعيفة لخلق صوت ومساحة وترديد صرخاته عاليًا.

تمثل حقوق الشعوب الأصيلة مسألة مهمة في القانون الدولي والحقوق الإنسانية، وتحظى بأهمية كبيرة في ضمان العيش الكريم والحرية والكرامة لجميع الشعوب. يشكل الشعب الفلسطيني مثالًا بارزًا على هذه القضية، إذ يواجه تحديات هائلة في محاولة الحفاظ على هويته وحقوقه في ظل التهديدات والاعتداءات المستمرة على حقوقه. وضرب إسرائيل بعرض الحائط القانون الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية.

حقوق الشعوب الأصيلة.. كيفية حماية الشعوب الأصيلة من الإبادة
في البداية أذكر وفقًا للقانون الدولي الحقوق المفروضة للشعوب الأصيلة. أي للشعب الفلسطيني.
1. حق الحياة والأمان: الحق في الحياة والحق في الأمان الشخصي والجماعي.
2. حقوق الثقافة واللغة: حق الحفاظ على الثقافة واللغة الخاصة بالشعب الأصيل وتطويرها دون تدخل خارجي.
3. حقوق الأراضي والموارد الطبيعية: الحق في استخدام واستغلال الموارد الطبيعية التي تقع في أراضيهم التقليدية.
4. حقوق الحكم الذاتي: الحق في إدارة شؤونهم الداخلية واتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبلهم.
5. حقوق الاستفادة الاقتصادية والاجتماعية: الحق في المشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والاستفادة من فوائد التقدم الاقتصادي.
6. حقوق الحفاظ على البيئة: الحق في العيش في بيئة صحية ومستدامة والمساهمة في حفظ التوازن البيئي.

اقرأ أيضًا:الحكومة "لمت جاكتة" الغاز فضربت "بنطلون المواطن وسماده"

طبعًا، لا داعي للإسهاب في أن إسرائيل تنتهك كل حق من تلك الحقوق على مدى سنوات طويلة وبشكل مكثف في الفترة الحالية. وربما السؤال التالي هو الآليات المفترض العمل بها لحماية تلك الحقوق حال محاولة الإبادة العرقية، وهنا نتحدث عن آليات في حالات الحرب والصراع أو السلام.
وفي حالة الصراعات والحروب، إذا لم يحترم العدو تلك الأدوات فعلينا نحن أن نحاول تفعيلها ونضغط لاستخدامها لحماية الأقليات. على رأس تلك الآليات٬ احترام القوانين الوطنية والدولية: ضرورة تنفيذ واحترام القوانين والاتفاقيات الدولية التي تحمي حقوق الشعوب الأصيلة. وتلك القاعدة الأولى التي تضرب إسرائيل عرض الحائط بها لكن الضغط المستمر دوليًا عبر تشجيع المشاركة والتواصل مع الشعب الأصيل -كالدور الذي نحاول كأفراد أو مؤسسات لعبه حاليا- وأيضًا دعم التعليم ونشر الوعي حول التراث الثقافي والتاريخي للشعوب الأصيلة.
وكذلك توفير الدعم والموارد وتقديم الدعم المالي والتقني لتمكين الشعوب الأصيلة من الحفاظ على ثقافاتهم وتطوير مجتمعاتهم.

وبالطبع منع الاستيلاء على الأراضي وحماية حقوق الشعوب الأصيلة في استخدام واستغلال الأراضي التقليدية. ومراقبة ورصد الانتهاكات وتوفير وسائل لرصد وتوثيق أي انتهاكات تستهدف الشعوب الأصيلة واتخاذ التدابير اللازمة لمعاقبة المسؤولين.

وربما بين تلك الآليات نجد أن بعضها نحاول أن نقوم به بالفعل بشكل عفوي بنشر التاريخ والتراث الفلسطيني والقضية وتصحيح المفاهيم وتوضيح الأكاذيب التاريخية التي تخلقها إسرائيل كمبررات لإبادة الشعب الفلسطيني.
ويمكننا دومًا أن نتمسك بالدور الذي نقوم به وأهميته واستخدام تلك الآليات بشكل واسع لحماية الشعب الفلسطيني.

معارك النفس الطويلة.. السلمية تنجح دائمًا مهما ظهر خلاف هذا

"أسوأ ما يمكن أن يفعله العدو بك أن يجعلك تشبهه. لذلك أنا دائمًا أتمسك بالطريقة التي تتفق ع قناعاتي وهي الطريقة الطويلة ولكنها في ظني الأكثر قوة. "الكلمة". لذلك من الهام في تلك الأوقات التعمق قليلا لفهم الآليات المتاحة وكيف يمكننا نحن -كأفراد- الضغط لتفعيلها. ومن تتبع التغييرات التي حدثت على الساحة الدولية إزاء ما يحدث الآن في غزة يمكننا التأكد من قيمة ما نحاول فعله".

في بدايات القانون الدولي، لم تكن حقوق الشعوب الأصيلة تلقى الاهتمام الكافي. لكن مع مرور الوقت، تم تطوير مجموعة من الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تعزز حقوق هذه الشعوب. مثال على ذلك اتفاقية منظمة العمل الدولية (ILO) رقم 169 حول الشعوب الأصلية والقبلية في البلدان الاستعمارية والمستعمرة.
مع تقدم الوعي الدولي بأهمية حقوق الشعوب الأصيلة والحفاظ على تراثها الثقافي والبيئي، بدأت الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى في التعرف على حقوق هذه الشعوب والعمل على حمايتها.

تأسست منظمات وهيئات دولية مثل منظمة العمل الدولية واليونسكو ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، التي عملت على تطوير برامج وسياسات لدعم وحماية حقوق الشعوب الأصيلة. وبعدها تم صدور العديد من الإعلانات والتصريحات الدولية التي تعزز حقوق الشعوب الأصيلة، مثل إعلان الأمم المتحدة عن حقوق الشعوب الأصلية.

وجاءت الخطوة التالية في قرارات المحاكم الدولية والوطنية في بعض الحالات ساهمت في تعزيز حقوق الشعوب الأصيلة وتحديد الالتزامات الدولية تجاهها.

وفي قضية الشعب الفلسطيني وغيره من الشعوب الأصيلة نجحت الحملات النشطة والحشد الدولي في جذب الانتباه إلى مشاكل الشعوب الأصيلة وزيادة الضغط على الحكومات لتحسين وضعها.

الوضع الحالي للشعب الفلسطيني

يواجه الشعب الفلسطيني محاولات التطهير العرقي والتضييق الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. هي تحديات كبيرة تواجه الشعوب الأصيلة، ويشير التطهير العرقي إلى سياسات وأفعال تستهدف إزالة أو تهجير مجموعة عرقية أو ثقافية معينة.
في حال الشعب الفلسطيني، فإنهم يواجهون تحديات كبيرة من خلال التهجير القسري والاستيلاء على الأراضي والممتلكات. ويشمل التضييق الاقتصادي سلسلة من السياسات والتدابير التي تهدف إلى تقييد النمو الاقتصادي وفرص العمل للشعوب الأصيلة. ذلك يمكن أن يشمل عقوبات اقتصادية، ومنع الوصول إلى الموارد الطبيعية، وتحييد الاقتصاد الأصلي.

جزء آخر من التضييقات، هو التضييق الاجتماعي ويقصد به سلسلة من السياسات والممارسات التي تستهدف تقويض الهوية الاجتماعية والثقافية والزواج. قد يتضمن ذلك قيوداً على اللغة والثقافة والتعليم الأصيل.

كما نجد التضييق الثقافي بسياسات وتدابير تستهدف تقويض التراث الثقافي واللغة والتقاليد الأصيلة. يتضمن ذلك قوانين قمعية تحد من حقوق الشعوب الأصيلة في الاحتفاظ بثقافتها الفريدة والموروث الثقافي.

أخلق "الصوت"... الكلمة حياة

مرة أخرى، أذكر نفسي وأذكركم..
"المعركة المؤكد خسارتها هي المعركة التي تتحول فيها إلى نسخة من عدوك".
حافظ على أخلاقك مهما زادت البشاعة. تمسك بأخلاق الإنسانية مهما اشتدت الكراهية والجنون. ولا تقلل من أهمية منشور تشاركه أو صورة أو معلومة، بل أعرف أن تلك المحاولات العفوية منك لتخلق "صوتا" لهم هي بالفعل أحد الآليات الأساسية لمقاومة محاولات الإبادة. فلنستمر ونرجو انتهاء هذا الجنون ووقف إطلاق النار.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة