الحركة المدنية وانتخابات الرئاسة.. التوكيلات تتحدث ولا اتفاق على مرشح واحد

فشلت الحركة المدنية الديمقراطية في التوافق على دعم مرشح واحد يمثل المعارضة المصرية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو ما دفعها لتأجيل قراراها تأييد أي من المرشحين المحتملين إلى حين غلق باب الترشح للانتخابات، والإعلان الرسمي عن القوائم النهائية للمرشحين. ذلك بعد اجتماع دام لأكثر من 5 ساعات ضم أحزاب الحركة الــ12  وشخصيات عامة، من بينها المرشح المحتمل أحمد الطنطاوي.

وبذلك يصبح للمعارضة المصرية ثلاثة مرشحون محتملون بتوجهات سياسية مختلفة؛ إذ يمثل المرشح المحتمل فريد زهران رئيس حزب المصري الديمقراطي التوجه اليساري، بينما تمثل جميلة إسماعيل رئيسة حزب الدستور التوجه الليبرالي، فيما عُرف المرشح المحتمل أحمد الطنطاوي بتوجهه الناصري القومي.

ماذا حدث في اجتماع الحركة المدنية؟

حضور أحمد الطنطاوي -المقرب بشدة من القيادي السياسي حمدين صباحي- هذا الاجتماع هو الأول من نوعه رغم أنه ليس عضوًا بالحركة. وقد اقترح إجراء تصويت داخل الحركة لدعم مرشح واحد فقط يمثل المعارضة. لكن الاقتراح قوبل بالرفض لما سيتسبب فيه من نتائج سلبية داخل الحركة التي تضم 12 حزبًا، الأمر الذي قد يصل إلى الانشقاق.

هذا المقترح اتفق عليه أيضًا حمدين صباحي، بينما رفضته جميلة إسماعيل وفريد زهران، إذ طلبت جميلة إسماعيل تأجيل الرد على هذا الطلب حتى انعقاد الجمعية العمومية بحزب الدستور في 10 أكتوبر المقبل، كما طلب فريد زهران تأجيل الرد، دون تحديد موعد.

اجتماع الحركة المدنية استعدادًا لانتخابات الرئاسة

وفي الأثناء، اشتعل الجدال داخل الاجتماع أثناء الحديث عن التوكيلات القانونية المفترض أن يتم تجميعها حتى يتمكن المرشحون من الوصول إلى القائمة النهائية للمرشحين؛ إذ أكد الطنطاوي على قدرته على جمع التوكيلات المطلوبة، لكنه في المقابل هاجم بشدة المرشحين المحسوبين على المعارضة، والذين سيلجؤون لجمع توكيلات من البرلمان، لأنها ستكون بمثابة “توكيلات بأوامر الأجهزة الأمنية”. وقد وافقه الرأي المهندس أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين، الداعي لاجتماع الحركة المدنية أمس كمبادرة منه ومحاولة لتوافق مكونات الحركة المدنية لدعم مرشح واحد فقط في الانتخابات.

اقرأ أيضًا: هل ستحسم النساء انتخابات الرئاسة القادمة؟

وانتهى الاجتماع بإرجاء الحركة قرارها النهائي في دعم المرشحين المحتملين حتى إصدار القائمة النهائية للمرشحين، بالإضافة إلى مطالبة المرشحين الثلاثة بعدم التراشق لفظيًا أو أي ممارسة خارجة عن القواعد ضد المرشحين الآخرين أثناء الحملات الانتخابية خلال الفترة المقبلة، وذلك حرصًا على وحدة صف الحركة المدنية، وفقًا لما أكده مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي.

الطنطاوي ورحلة البحث عن تأييد المعارضة

في أبريل الماضي، أعلن أحمد الطنطاوي عودته إلى مصر بعد قضاء أكثر من ثماني أشهر في لبنان، استعدادًا للترشح للانتخابات الرئاسية.

جاء هذا الإعلان دون الرجوع أو التنسيق مع الحركة المدنية، وهو ما أحدث شرخًا داخلها، وبدا وكأن الطنطاوي يحاول أن يفوز بدعم المعارضة عنوة من منطلق “أنه الوحيد القادر على خوض الانتخابات”.

وفي 10يونيو، التقى الطنطاوي بقيادات الحركة المدنية، في اجتماع استمر لأكثر من 3 ساعات في مقر حزب المحافظين، حيث قدم طرحًا للأسباب التي دعته للترشح للمنصب، واستمع لوجهات نظر ممثلي الحركة.

لكن اللقاء لم يسر كما تمنى الطنطاوي، فحديثه عن عودة الإخوان المسلمين إلى المشهد وفقًا لقانون الجمعيات الأهلية، تسبب في خلاف بينه وبين بعض الحاضرين، لينتهي اللقاء دون أية وعود من الحركة بدعمه في الانتخابات المقبلة.

ومنذ ذلك الاجتماع وإلى الآن، لم يعلن أي حزب سياسي دعمه للطنطاوي في الانتخابات الرئاسية، ولم يعلن حزب الكرامة عن دعمه الطنطاوي رغم الانتماء السياسي الذي يجمع الطرفين. الأمر الذي يرجعه البعض إلى الاختلاف في وجهات النظر بين أعضاء الحزب حول ضرورة دعمه. لكن هذا لم يمنع القيادي الناصري ومؤسس حزب الكرامة حمدين صباحي من إعلان دعمه للطنطاوي، حيث قال في مقطع فيديو: “سأدعم مرشح للرئاسة أراه تعبير عن أحلام الناس و صلب في الدفاع عنها ومخلص في النضال سلميًا من أجلها، هو أحمد الطنطاوي، الذي أعتبره نموذجًا لشباب وجيل يريد لمصر أن تصل لما تريد، لمجتمع به عيش وحرية وكرامة إنسانية كما هتفت جماهيرنا في 25 يناير”.

وذكرت مصادر لــ”فكر تاني” أن الطنطاوي تواصل خلال الأيام الماضية مع عدد من الأحزاب السياسية والمنظمات النسوية لفتح نقاش داخلي معهم على أمل الحصول على دعمهم في الانتخابات.

اقرأ أيضًا: رأي | أسئلة مشروعة لأحمد طنطاوي

مبادرات أخرى للتوافق

لم يكن اجتماع الحركة المدنية الذي عقد أمس الأحد في مقر حزب المحافظين، هو الأول من نوعه في رحلة البحث عن التوافق حول مرشح واحد للمعارضة أو الوصول إلى حل توافقي يرضي جميع الأطراف.

ففي منتصف أغسطس الماضي، نشرت رئيسة حزب الدستور جميلة إسماعيل، صورًا لاجتماع جمع  بعض قيادات بالحركة وحضره المرشح المحتمل أحمد الطنطاوي، بأحد المنتجعات السياحية بالساحل الشمالي.

جاء هذا اللقاء بدعوة من المهندس أكمل قرطام، لبحث إمكانية تشكيل فريق رئاسي للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، تجنبًا للوقوع في فخ تعدد المرشحين، كما حدث الآن. لكن الاجتماع انتهى دون التوافق أو الاتفاق بين الحاضرين.

وتسبب الاجتماع الذي حضره بعض قيادات الحركة المدنية وشخصيات عامة من خارجها، في حالة غضب بين قيادات الحركة المدنية الذين لم يتم إبلاغهم باللقاء، وكان من بين هؤلاء فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الذي كان يدرس أمر ترشحه وقتها، إذ عبر زهران عن استيائه من الدعوة لمن حضر اللقاء من قيادات الحركة، ومناقشة أمر مهم هو تكوين فريق رئاسي مدني، دون إحاطته علمًا أو دعوته.

ومع حالة الغضب التي تصاعدت بين قيادات الحركة التي لم تدع إلى اللقاء، حاول رئيس حزب المحافظين أكمل قرطام، صاحب الدعوة، استيعاب غضب قيادات الحركة المدنية على المجموعة الخاصة بهم على “واتساب”، بقوله إن الانعقاد المفاجئ جاء نتيجة تواجد غالبية المشاركين في الاجتماع بمنطقة الساحل الشمالي، ولم يكن مخططًا له، وأن الأمر لا يتخطى مناقشة الفكرة.

فريد وجميلة في سباق الانتخابات

بعد ساعات من إعلان رئيسة حزب الدستور جميلة إسماعيل استعدادها للترشح، أعلن فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي في 21 سبتمبر الجاري، ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد حصوله على موافقة الهيئة العليا للحزب.

عرضت جميلة إسماعيل قرارها على الهيئة العليا لحزب الدستور، فيما يحسم الحزب قراره النهائي بشأن ترشحها في الجمعية العمومية التي دعت لها في أكتوبر المقبل.

أما فريد زهران فقد قرر حزبه ترشيحه، بحسب بيان للهيئة العليا للحزب ألقاه زهران في فيديو مصور؛ قال فيه إن الحزب يرغب في أن يكون رئيسه ليس فقط مرشح الحزب، وإنما مرشحًا للحركة المدنية الديمقراطية.

وحُسم قرار الحزب بتصويت إلكتروني، شارك فيه أعضاء الهيئة العليا للحزب، ووافق 75% من المشاركين في التصويت على قرار ترشيح زهران، ورفض 15% بينما تحفظ على التصويت 10%.

وبذلك يكون 6 سياسيين أعلنوا نيتهم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وهم الرئيس المستقيل من حزب الكرامة أحمد الطنطاوي، ورئيس حزب السلام الديمقراطي أحمد الفضالي كمرشح لتحالف مجموعة من الأحزاب فيما يُعرف بـ”تيار الاستقلال”، ورئيس حزب الشعب الجمهوري حازم عمر، فيما يشهد حزب الوفد نزاعًا بين رئيسه عبد السند يمامة، والقيادي الوفدي فؤاد بدراوي حول من يمثل الحزب في الانتخابات المقبلة، بالإضافة إلى جميلة إسماعيل وفريد زهران.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة