بعد مجاملة الفنان القدير "محمد الحلو" الأشقاء في المملكة العربية السعودية، بطريقة تحية المغنيين في ليالي الأنس حيث بدل الإسكندرية الماريا بالسعودية الماريا.
كنا نتمني من كامل قلوبنا أن تكون كلا البلدين "ماريا"، إلا أن المصطلح يعبر عن ذاته و هويته بنفسه من الأساس فلا داعي للغضب والنزاع. وبالعودة لأصل تسمية اسكندرية بالماريا فهي كلمة مشتقة من ميريت في المصرية القديمة أي محبوبة أبيها أو "حبيبة أبوها" بالعامية المصرية.
هذه المجاملة أثارت الغضب بين عموم المصريين وأهل الاسكندرية بشكل خاص، وهذا الغضب نابع من الوضع الفني والثقافي في كلا البلدين، وربط انهيار صناعة الفن في مصر وفقا لنظرية الأواني المستطرقة، كونه يصب في صالح ازدهار الصناعة في السعودية، مما يعطي احساساً بمسؤلية السعودية عن انهيار صناعة الفن في مصر، وهذا ما أجده غير عادل أو منصف علي الاطلاق، فالعلاقة ليست عكسية بين ازدهار الثقافة هناك والانهيار هنا.
انهيار الصناعة في مصر نابع من سلوكيات أرباب الصناعة أنفسهم ومحاولات احتكار الصناعة من قبل شركة قومية وطنية تملك السلطة والمال و القدرة علي تشكيل الصناعة وفقا لرؤيتها وتوجيهاتها، مما يؤثر علي التنافسية و مساحات الابداع والابتكار.
و هناك جانب أخر للانهيار من خلال سلوكيات الصناع التي تتلخص في الاستسهال بشكل عام، عن طريق "حلب" أطقم العمل الناجحة واستنساخ الافكار الرابحة بشكل يؤدي إلى استهلاك الأفكار والأشخاص، اما بنفور مثل حالة محمد سعد و انفضاض الجمهور عنه منذ دوامة اللمبي التي لا تنتهي، أو بشكل أخر استهلاك لم ينفر منه الجمهور حتي الأن لذكاء صناعه، مثل تقديم نجوم صف أول مثل النجم أحمد حلمي علي مدار رحلته نفس التيمة "صعود البطل " بشكل عام، أو استمرار تقديم أحمد مكي شخصية الكبير لاكثر من ١٠ سنوات وعدم قدرته على تقديم شخصية قادرة علي منافستها طوال هذه السنوات، وفي كل مرة يكون خياره هو العودة إلى المنطقة الأمنة و تقديم جزء جديد من الكبير.
على الجانب السعودي هناك بداية صحوة اجتماعية بشكل عام، تنعكس على الجانب الثقافي والأدبي والفني والرياضي، كانت الصحوة ما زالت في مرحلة تقديم الفن المصري على الأراضي السعودية بالفنانين المصريين دون صناعة هوية وطنية للمملكة حتي الأن، مما يجعل منها منحصرة في الحفلات و المهرجانات الفنية أو انتاج من داخل السوق المصرية ومن خلال الانتاج المصري دون انتاج محتوى خاص بهم.
غير أن هذه الصحوة حتى الأن هي صحوة غير مستقرة لأنها صحوة تعتمد على وجود شخص ولي العهد "محمد بن سلمان" و كفاحه الفردي ضد رواسب المجتمع وجمود تقاليده التي أخرت المجتمع السعودي عن العالم قبله خمسون عاماً. يحاول ابن سلمان القفز كل هذه السنوات الأن ليواكب العالم بدون أي ضمانه للاستمرار إلا ضمانة وجوده و دعم الشباب السعودي له في هذه المعركة .
نتمني أن يتعافى المجال الفني المصري حفاظا علي تاريخه، ليكون داعم لكل الصحوات العربية بما فيهم الصحوة السعودية دون تجويف للتراث والهوية المصرية مما يسمح للمملكة أن تنتج هويتها الثقافية بشكل متفرد ومعبر بشكل أكثر وضوحا واحتراما للبلدين.
حبيبي يا أحمد مقالة جميلة جدا حدا فكرا وصياغة وترتيبًا وهدفًا وعمقًا وشفافية
حبيبي ربنا يحميك ويحفظك ويبارك فيك ويعزك ويحبب فيك خلقك ويرفع قدرك