السعادة قرار يُمكن اتخاذه

السعادة هي غاية إنسانية يسعى إليها الإنسان منذ القدم، ويمكن القول إن رغبتنا بالعيش سعداء هي خطوة أولى مهمة نحو تحقيق السعادة، فهي تعكس إدراكنا لأهمية السعادة في حياتنا ورغبتنا في تحقيقها.

عرف علم النفس السعادة بأنها رضا الفرد عن حياته أو جودة حياته، أو أنها الشعور المُتكرر لانفعالات ومشاعر سارة، وفيها الكثير من الفرح والانبساط، وهذا يعني أن السعادة في علم النفس، مفهوم يتحدد بحالة أو طبيعة الفرد، فهو من يقرر سعادته من تعاسته، أو أن الأمر متروك له، وبطبيعة تفاعله مع الظروف المحيطة، والمواقف الحياتية التي يمر بها.

ولكن، هل تكفي رغبتنا بالعيش سعداء لتحقيق ذلك؟

الجواب على هذا السؤال هو لا، فرغبتنا بالسعادة لا تكفي لتحقيقها بمفردها، فهناك العديد من العوامل الأخرى التي يجب توافرها لتحقيق السعادة كما يلي…

  • ممارسة الامتنان: بأن نكون ممتنين بما لدينا، ونركز على الأشياء الجيدة في حياتنا ونشكر الله عليها.
  • النمو الشخصي: من الأمور التي تعزز الشعور بالسعادة فهو يساهم في الشعور بالسعادة من خلال:
  • زيادة الوعي الذاتي.. عندما ننمو شخصيًا، نصبح أكثر وعياً بأنفسنا وقدراتنا ونقاط قوتنا وضعفنا، وهذا يمكن أن يساعدنا على تحديد أهدافنا وتطوير الخطط لتحقيقها.
  • تطوير الصفات الإيجابية.. عندما ننمو شخصيًا، نميل إلى التفكير بشكل إيجابي وتطوير الصفات الإيجابية لدينا، مثل التفاؤل والأمل والرضا عن الذات، وهذه الصفات يمكن أن تجعلنا أكثر سعادة ورضا عن حياتنا، بالإضافة إلى نظرتنا للأمور بشكل مختلف.
  • تحسين العلاقات.. عندما ننمو شخصيًا، نصبح أكثر قدرة على بناء علاقات صحية وقوية، وهذه العلاقات يمكن أن توفر لنا الدعم والحب والسعادة.
  • عندما ننمو شخصيًا، نجد معنى وهدف في حياتنا، وبالتالي نسعى إلى إنجاز وتحقيق هذا الهدف، والإنجاز يعمل على تعزيز احترام الذات والرضا عن أنفسنا وقدراتنا وشعورنا بقيمة أكبر، وبأننا قادرون على تحقيق أي شيء.

ومن أهم الخطوات والعوامل التي تساهم أيضاً في شعورنا بالسعادة هي القبول، والقبول مهارة علينا أن نسعى لاكتسابها؛ عندما نتعلم ممارسة القبول، يمكننا تقبل أشياء لا يمكن تغييرها، عندما نقبل الأشياء التي لا يمكننا تغييرها، فإننا نتوقف عن السعي إليها بل نتعايش معها، وهذا يمكن أن يساعدنا على تقليل التوتر والقلق، مما يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالسعادة والرضا، فمنا من يحيا مثلا في حياة اجتماعية صعبة ولا يستطيع أن يُغيّر هذه الحياة في الوقت الحالي، فعليه قبول الوضع الحالي، وعدم الشجار معه حتى يستطيع وتحين الفرصة للتغيير، فالقبول ليس معناه الموافقة ولكنه بداية خطوات التغيير. 

كذلك عندما نقبل أنفسنا كما نحن، فإننا نشعر بمزيد من الرضا عن الذات، وهذا يمكن أن يساعدنا على الشعور بالسعادة والرضا.

يساعدنا القبول أيضا على التعامل مع المواقف الصعبة في الحياة، مثل فقدان أحد الأحباء أو الإصابة بمرض مزمن.

كذلك من الأمور الهامة أن نكون لطفاء مع أنفسنا، حتى نشعر بالراحة والهدوء لا يجب أن نكون مثاليين، علينا تقبل أنفسنا كما هي، هذا اللطف والرحمة مع أنفسنا تجعلنا نتمتع بحالة صحية جيدة من الناحية الجسدية والنفسية.

كذلك علينا أن نسعى بالتواجد في بيئة داعمة وإيجابية، مثل العلاقات الاجتماعية الجيدة والأصدقاء المقربون الذين نستطيع أن نعبر عن مشاعرنا معهم دون خوف من الحكم علينا والسخرية مما نشعر به، والبعد قدر الإمكان عن البيئة المؤذية التي تحفز مشاعر التوتر والقلق والأفكار السلبية.

الكثير منا يظنون أن الحياة السعيدة هي حياة خالية من المشاعر السلبية، لكن في الحقيقة الجميع يعيش مشاعر سلبية، ولكن السعداء يعيشون نسبة أكبر من المشاعر الإيجابية بالمقارنة بالمشاعر السلبية، وبالتأكيد يعرفون كيفية التعامل مع المشاعر السلبية، حين يمرون بها.

السعادة قرار نستطيع اختياره ونستطيع العيش سعداء إذا أردنا فنحن لا نصل إلى السعادة.. ولكن نحيا بها.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة