أفادت وسائل إعلام روسية رسمية يوم الأربعاء ٢٣ أغسطس الجاري بمقتل يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة فاغنر، الذي قاد تمردا قصير الأمد ضد القيادة العسكرية الروسية يونيو الماضي.
وذكرت وكالة "تاس" للأنباء نقلا عن وزارة الطوارئ الروسية أن 10 أشخاص قُتلوا في سقوط طائرة خاصة شمالي العاصمة موسكو. وأكّدت هيئة النقل الجوي الروسية أنّ بريغوجين كان على متن الطائرة الخاصّة التي كانت متجهة من موسكو إلى سانت بطرسبرغ وتحطّمت قرب قرية كوجينكينو، في منطقة تفير، شمال غرب موسكو وقتل كل من كانوا بداخلها.
وقالت الهيئة إن الطائرة التي تحطّمت هي من طراز" إمبراير-135،"ووفقاً لشركة الطيران، فإنّ من الركاب المتوفين على متن الطائرة بريغوجين وساعده الأيمن ديمتري أوتكين.
ويُعتقد أن الطائرة، وهي واحدة من طائرتين مرتبطتين بفاغنر، نقلت في الماضي بريغوجين من روستوف - التي أصبحت المقر الرئيسي لتمرده إلى موسكو وسانت بطرسبرغ وبيلاروسيا.
وأكّدت الوزارة في بيانها أنّها "تقود عمليات بحث".
تتبع خط سير الطائرة
نقلا عن شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أظهرت بيانات تتبع رحلة الطائرة ووفقا لبيانات موقع تتبع الرحلات الجوية "FlightRadar24" بأن الطائرة توقفت عن إرسال البيانات الأربعاء في الساعة 6:11 مساء بالتوقيت المحلي، ومن المحتمل أن يكون ذلك بسبب "التداخل/التشويش في المنطقة"، لكن الطائرة استمرت في إرسال بيانات أخرى لمدة 9 دقائق أخرى. وذكر الموقع أن بيانات الطائرة تظهر أنها كانت تحلق على ارتفاع 28000 قدم، وأجرت بعض التغييرات الطفيفة في الارتفاع.
وتُظهر اللحظة الأخيرة من البيانات المتاحة أن الطائرة قامت بصعود وهبوط غير منتظم، حيث صعدت عند نقطة ما فوق 30 ألف قدم، ثم الساعة 6:19 مساء، تظهر البيانات أن معدل هبوط الطائرة اقترب من 8000 قدم في الدقيقة قبل توقف إرسال البيانات.
موت بريغوجين لن يفاجئ أحداً
هكذا جاء تعليق البيت الأبيض على الحادث، حيث ذكرت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أدريان واتسن: "لا ينبغي أن يفاجأ أحد" إذا وردت أنباء عن وجود بريغوجين على متن الطائرة التي تحطمت الأربعاء في روسيا.
وبالنظر إلى التعليق فإنه يحمل الكثير في طياته.
كذلك ما أوضحه مستشار الرئاسة الأوكرانية، ميخايلو بودولياك في منشور على منصّة "إكس" (توير سابقاً) أنّ "التخلّص" من بريغوجين ومن قيادة فاغنر "بعد شهرين على محاولة الانقلاب هو رسالة من بوتين للنخب الروسية قبل انتخابات 2024"، مضيفاً "بوتين لا يسامح أحدا".
وقد قاد بريغوجين تمردا ضد قيادات الجيش الروسي لمدة ساعات، فقد بدأ ٢٣ وانتهي ٢٤ من يونيو وخلال هذه الساعات القليلة استولى رجال يريغوجين على مواقع عسكرية في جنوب روسيا قبل أن يزحفوا باتّجاه موسكو.
وسعى بريغوجين إلى الإطاحة بوزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري جيراسيموف. وقد وصفه بوتين بالخائن وأن ما يفعله يدفع روسيا إلى هاوية الحرب الأهلية وأنه لن يسمح بذلك. ولكن انتهى التمرد باتفاق مع الكرملين توسّطت فيه بيلاروسيا.
ولأسباب لم تتّضح، بدا أنّ قائد فاغنر ظلّ يسافر من وإلى روسيا بعد تمرده على القيادة العسكرية، حتّى أنّه شارك بعد أيام قليلة من تمرّده في اجتماع في الكرملين.
وآخر ظهور لبريغوجين كان في مقطع مصور قال فيه إنّه موجود في إفريقيا ويعمل على "جعل روسيا أعظم في جميع القارات وضمان مزيد من الحرية في إفريقيا".
ويأتي تحطّم الطائرة في نفس اليوم الذي أعلنت فيه موسكو أنّ الجنرال سيرغي سوروفيكين، قائد القوات الجوية الروسية وأحد أبرز ضباط الجيش، أُعفي من مهامه.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير نقلًا عن مصادر في الاستخبارات الأميركية، أن سوروفيكين كان على علم مسبق بتمرّد بريغوجين وأنّه قد يكون اعتُقل لكنّ الكرملين نفى المعلومات الواردة في التقرير.
وبينما كانت تتناقل وكالات الأنباء العالمية خبر مقتل بريغوجين لم يصدر الكرملين أي تعليق، بالعكس فقد كان الرئيس فلاديمير بوتين يلقي كلمة بمناسبة الذكرى الثمانين لمعركة كورسك في الحرب العالمية الثانية.
وزار المنطقة الواقعة في جنوب غرب روسيا قرب الحدود مع أوكرانيا لإحياء هذه الذكرى أمام حشد جماهيري.
ولم يتطرّق الرئيس الروسي في كلمته إلى تحطّم الطائرة، مكتفياً بتوجيه تحيّة إلى الجنود الروس "المخْلصين" الذين "يقاتلون بشجاعة وتصميم" في أوكرانيا.
وشدّد على أنّ "الإخلاص للوطن والولاء للقَسَم العسكري يوحّد جميع المشاركين في العملية العسكرية".