ظاهرة قتل النساء

هل ما يحدث للنساء والفتيات من عنف يصل إلى القتل يعد ظاهرة اجتماعية ويحتاج إلى تضافر الجهود للقضاء عليها؟

من المعروف أن الظاهرة الاجتماعية هي أي حدث أو حالة يمكن ملاحظتها وقياسها في المجتمع، يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية، وعادة ما تكون ناتجة عن تفاعلات الأفراد والمجموعات.

منذ أيام، طالعنا خبر مقتل زوجة على يد زوجها بسبب خلافات زوجية بمنزل والدها بقرية صالحجر بدائرة مركز بسيون، في محافظة الغربية.

وذكرت الصحف أن التحريات أثبتت أن المجني عليها تركت مسكن الزوجية، بسبب خلافات أسرية، واتجهت للإقامة بمسكن أسرتها، فقرر المتهم إعادتها وتوجه لاصطحابها، إلا أنها رفضت الاستجابة له، ما دفعه للاعتداء عليها وقتلها بتسديد طعنتين بالسكين في منطقة البطن والصدر داخل منزل حماه وسقطت على الأرض جثة هامدة وفر هاربا.

كما ذكرت "اندبندنت عربية" أن عدد ضحايا العنف ضد النساء والفتيات بلغ أكثر من 77 حالة قتل لنساء من أعمار مختلفة خلال النصف الأول من العام الحالي 2023.

ولكن يظل العدد الفعلي لجرائم العنف ضد النساء غير معروف، فالأرقام التي تذكرها منظمات المجتمع المدني المصرية تقتصر فقط على الجرائم المبلغ عنها رسميا، والتي تحصل عليها المؤسسات من رصدها والاطلاع عليها من خلال الصحف المصرية وبيانات المكتب الإعلامي للنيابة العامة والإدارية، مما يعني أن الرقم أكبر كثيراً من الواقع.

والسبب في عدم الحصول على الأعداد الفعلية لهذه الجرائم هو عدم إبلاغ النساء ويعود هذا لعدة أسباب منها؛ غياب السياسات والتشريعات التي تدين أعمال العنف ضد النساء، خوف الضحايا من الطرف القائم بالعنف، عدم وجود ثقة لدى النساء ضحايا العنف بأن تبليغها سيأتي بنتيجة فعالة، بالإضافة إلى الثقافة المجتمعية التي لا تنصف النساء ولكنها تحط من قيمتها وبالتالي تستهين بشكواها ولا تأخذها مأخذ الجد، كذلك إعتماد كثير من النساء على الرجال في الإنفاق، وبالتالي تقبل العنف والإهانة والتي تصل أحيانا إلى القتل حتى لا تفقد العائل.

تقول "إندبندنت عربية" إن الضغوط الاقتصادية تلعب دورا رئيسيا في زيادة معدلات العنف المنزلي "لأن الفقر يولد العنف"، ويتضح ذلك من خلال الجرائم الناجمة عن المشاجرات الزوجية حول الأمور المادية.

ولكن هل ما يحدث من عنف تجاه النساء والفتيات يصل إلى القتل سببه فقط الضغوط الاقتصادية؟.. أعتقد أن هذا السبب هو الشماعة التي يستخدمها المجتمع لتبرير ما يحدث للنساء، ولكن الأسباب أكثر وأكبر من ذلك وتحتاج إلى بحث وعمل حتى نحقن هذه الدماء المهدرة.

فنحن نعيش في مجتمع يدعم التمييز ضد النساء ولا يزال ينظر إلى المرأة بأنها أقل قيمة من الرجل، كذلك عدم وجود ثقافة اللاعنف يجعل من السهل قبول العنف ضد المرأة على أنه شيء طبيعي.

هناك قانون موحد للعنف ضد النساء يناقش خلال هذه الفترة، ولكن هل القانون هو الحل الوحيد لحل مشكلة العنف ضد النساء وقتلهم؟.. عله يكون من ضمن الحلول التي تحمي النساء من العنف، ولكننا كمجتمع نحتاج للعمل على ثقافة التمييز ضد النساء وثقافة اللاعنف، والمشكلات النفسية بشكل كبير ومتخصص، لأنه يُذكر في أكثر من حالة لقتل النساء أن الجاني كان يعاني من حالة نفسية سيئة، والنساء هي من تجني ثمار سوء الحالة النفسية للرجال.

المشكلة كبيرة وتحتاج إلى عمل وبحث كبير وكلنا مسئولون، عن دائرة العنف التي تدور وتطول كل أطرافها وتحدث حالة من إعادة إنتاج العنف سواء كان في الأسرة أو العمل أو المدرسة أو النادي أو أي مكان يجتمع فيها الناس.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة