وزير الخارجية الإيراني يشعل مواقع التواصل.. الخليج عربي أم فارسي؟

اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية بعد تصريحات وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، التي سمّى فيها الخليج العربي بـ”الخليج الفارسي” خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان.

وكان وزير الخارجية الإيراني، قد قال في المؤتمر الصحفي الذي جمعه بنظيره السعودي، الجمعة: “استمرارا للمحادثات السابقة بيني وبين المسؤولين ورؤساء دول الجوار في جنوب الخليج الفارسي، طرحت فكرة إجراء الحوار والتعاون الإقليمي، وطرحت هذه الفكرة مع زميلي فيصل بن فرحان”.

ورأى كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي في تصريحات عبداللهيان “استفزاز” للسعودية ودول الخليج، كما أنها تحمل “رسائل مبطنة”.

وبالنظر إلى الخليج، فيطل عليه كل من المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، البحرين، قطر، والجمهورية الإسلامية الإيرانية. وهو يمتد من خليج عُمان جنوباً وحتّى شط العرب شمالاً، ويبلغ طوله قرابة ألف کم ويتراوح عرضه بين 200 و350 کم تقريباً، ويضيق عند مضيق هرمز.

ولا شك أن الخليج هو “الخليج العربي” بالنسبة إلى الدول العربية الخليجية، وهو “الخليج الفارسي” بالنسبة إلى إيران، فکلا الجانبين له حق في هذا الخليج، کونهما يطلان على سواحله.

الخلاف التاريخي

لا يعتبر تصريح “عبداللهيان” أول سابقة من مسؤول إيراني ففي العام ٢٠١٣ وخلال لقاء صحفي آخر في القاهرة؛ وزير الخارجية الإيراني آنذاك، علي أکبر صالحي، تحدث صراحةً أن “الخليج يعرف فقط بالفارسي، ومن أن أکبر شاطئ على الخليج هو شاطئ إيران”.

وفي 19 يناير 2020، ردَّت الخارجية الإيرانية بحدّة على تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي استعمل اسم “الخليج العربي الفارسي”، حيث قالت، في تغريدة عبر حسابها على موقع “تويتر”، إن الرئيس الفرنسي “أخطأ” في استخدام مصطلح الخليج العربي الفارسي، متّهمة إيّاه بـ”تحريف” التسمية. وكتب الناطق باسم الوزارة الإيرانية: “أوّد أن أذكّر ماكرون بأنّ الخليج يقع في جنوب إيران، وله اسم واحد فقط: الخليج الفارسي”.

والخليج عرف على مر التاريخ بتسميات عديدة لعل أهمها البحر الأدنى أو المر، وبحر أو خليج فارس، والبحر أو الخليج العربي، والبحر الأخضر، وفي فترات لاحقة وتحديداً في النصف الثاني من القرن السادس عشر الميلادي ظهرت تسميات أخرى للخليج مثل بحر أو خليج القطيف، وخليج البصرة. 

وأُطلق على الخليج اسم الخليج الفارسي سنة ٣٢٥ ق.م حينما قام الإسکندر المقدوني بإرسال أسطول يقوده (نيارخوس) في مهمة استکشافية إلى المحيط الهندي، ويقال إنه أثناء مروره بالخليج سار بمحاذاة الساحل الشرقي أي الجانب (الفارسي) بينما ظل الساحل الغربي من الخليج مجهولاً لديه، وبالتالي أطلق عليه تسمية الخليج الفارسي، وظلت هذه التسمية متداولة مع أنها کانت تعد في حقيقة الأمر تسمية ناقصة کونه لم يمر بمحاذاة الساحل الغربي الذي کان يتواجد ويسکن فيه العرب.

وعن تسمية “الخليج العربي”، تذکر المصادر بأن الرومان قد أسموه “الخليج العربي”. وممن أطلق تلك التسمية، المؤرخ الروماني بليني بلينيوس الأصغر، في القرن الأول للميلاد. وقيل إنه أطلقها عندما أراد وصف مدينة (خارك) التي تعرف في وقتنا الحالي بمدينة المحمرة، حيث قال ” الشراکس هي مدينة تقع في أقصى أطراف الخليج العربي”.

وسمي بـ”خليج القطيف” أو البصره في النصف الثاني من القرن السادس عشر الميلادي، ويعود السبب في ذلك إلى قيام الدولة العثمانية في سنة 1546 م باحتلال مدينة البصرة وبعدها بسنوات احتل العثمانيون القطيف ودخلوا الخليج، وقد نتج عن ذلك تحول التجارة إلى کل من البصرة والقطيف وبندر عباس، وبالتالي أصبحت هناك مصالح مشترکة حيث اضطر أصحاب السفن القادمة للخليج في تلك الفترة إلى کتابة وتسمية الخليج بعدة تسميات في آن واحد، حتى يتمکنوا من إرضاء الطرفين الفارسي والعثماني، والسماح لهم بالدخول إلى الخليج من دون مواجهة أي مشاکل.

جدير بالذكر أنه منذ العام 1935، لم تَعُد تسمية فارس و”بلاد فارس” موجودة سوى في السجلّات التاريخية، بعدما أصدر الشاه الإيراني، رضا شاه بهلوي، مرسوماً قضى بتغيير اسم بلاده إلى “إيران”.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة