“عمار يا سعودية”.. جملة بسيطة تؤكد: الفن المصري في أزمة

“عمار يا سعودية، يا جميلة يا ماريا”.. بتلك الكلمات أثار المطرب محمد الحلو، الجدل خلال الساعات الماضية، بعد حفله الأخير في المملكة العربية السعودية، تحت عنوان “كاست 90″، ضمن حفلات صيف جدة 2023.

الحلو قدم خلال الحفل أغنية تتر مسلسل “زيزينيا” والتي استبدل مقطوعة “عمار يا إسكندرية” بجملة “عمار يا سعودية”، موجهًا الشكر للمستشار تركي آل الشيخ، قائلا: “ألف شكر لتركي آل الشيخ على شرف وجودي معاكم” وسط تفاعل من جمهور المملكة.

وأثارت تلك الكلمات حالة من الغضب والجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وخصوصًا أن الحلو سبقه فنانون/ات مصريين/ات استفاضوا في الشكر للمملكة السعودية خلال الفترة الأخيرة، ووصل الأمر إلى حد التمجيد المبالغ فيه.

وكان الفنان محمد فؤاد، قد تلقى انتقادات لاذعة بعد حفله الأول هناك، حيث عبر فؤاد عن سعادته لإحياء حفل بالسعودية، والذي أُقيم على مسرح بنش مارك تحت تنظيم هيئة الترفيه السعودية. إذ قال فؤاد خلال الحفل: “حلم أننا نغني لـ أعظم ناس على وجه الأرض السعودية ساكنة جوه قلب كل الوطن العربي الشعب السعودي اللي علمنا يعني إيه أخلاق وكرم وبحبكم من كل قلبي والله ممكن أبطل الغناء بعد الاستقبال ده”.

كما قال فؤاد خلال الحفل: “أنا بشكر الجمهور السعودي كله والقيادة السعودية والملهم الشاب اللي هيغير وجه الحياة الأمير محمد بن سلمان واحنا كلنا في ضهره. الوطن العربي محتاج لكل الأيادي الشريفة مصر والسعودية فيها قادة بتحب وطنها”.

أيضا، قبل نحو سنتين، غيّر مطرب المهرجانات عمر كمال، كلمات مهرجان “بنت الجيران” خلال الحفل الذي جمعه بالنجمين حسن شاكوش وحمو بيكا، ضمن حفلات موسم الرياض في العام2021، حيث استبدل جملة “اشرب خمور وحشيش” بـ”اشرب تمور وحليب”.

وعلق كمال على تغيير كلمات المهرجان قائلًا: “كلمات لايقة على البلد الطاهرة اللي واقفين على أرضها”، لتقرر نقابة الموسيقيين تحويله إلى التحقيق على إثر هذه الكلمات، وهو ما دفع المطرب الشاب للاعتذار داخل نقابة المهن الموسيقية.

وبدأت المملكة العربية السعودية متمثلة في رئيس الهيئة العامة للترفيه بالسعودية تركي آل الشيخ، في الاهتمام بالفعاليات الفنية والغنائية منذ العام 2019، حينما انتقل آل الشيخ من الاستثمار في مجال الرياضة إلى مجال الفن، معلنًا عن توقيعه عددا من التعاقدات مع فنانين مصريين لإقامة فعاليات مسرحية وموسيقية على أرض المملكة، ويبدو أن الأمر لم يكن ضمن إطار الاستثمار في المجال الفني بشكل عام، إذ لوحظ تركيز آل الشيخ على الفن المصري تحديدًا.

ويرى عدد من النقاد والمخرجين، أن الوقت الراهن يشهد محاولات من رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ، للسيطرة على الفن المصري، من خلال تكريم النجوم والفنانين المصريين ضمن المهرجانات المقامة في السعودية، ومن خلال أيضًا إغرائهم بإقامة العديد من الحفلات، وإعطاء فرصة للعديد من الفنانين الذين تواروا عن الأضواء بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، في ظل حالة ركود وتراجع يشهدها المجال الموسيقي والفني عمومًا في مصر.

وهيئة الترفيه تم إنشاؤها عام 2016 وفقا لرؤية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المعنونة 2030، والتي تهدف بشكل رئيسي إلى زيادة الاستثمارات في مجال الترفيه والعروض الفنية الضخم.

وتأتي حفلات المطربين المصريين المتكررة وعروض الممثلين المسرحية في السعودية، في وقت يعاني فيه معظم الفنانين من ركود في الأعمال المصرية بسبب احتكار صناعة الدراما وتراجع عدد المسلسلات والسينما وقلة الحفلات الغنائية وصعوبة تنظيمها بسبب سيطرة نقابة الموسيقيين والجهات الأمنية على التراخيص والمسارح.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة