الموضة السريعة أم البطيئة.. أيهما أفضل؟

منذ يومان كنت أتحدث مع صديقة لي عن الملابس والموضة ومن أين أتت بالفستان الذي كانت ترتديه، وقالت لي أنه “second hand” أو مستعمل، وقد عرفتني على مصطلح جديد لم أكن أعرفه وهو “الموضة السريعة”، وهو مصطلح بدأ في أواخر التسعينات وأول الألفينات حينما بدأ التسوق من خلال الإنترنت، وهو يعبر عن التصميم السريع لأحدث أنماط لعروض الأزياء بأقل جودة من الأصلية ويتم بيعها من متاجر عالمية بسعر بسيط جدا لتحقيق أكبر قدر من الإتجاهات الحديثة لتلبية احتياجات المستهلكين.

“الموضة السريعة” لها أضرار جسيمة، حيث عمال مصانع الموضة الحديثة التي غالبا ما تقع في دول العالم النامية، يعملون لساعات طويلة جدا في ظروف غير آدمية بعائد زهيد للغاية. وأيضا كثير من العمالة من الأطفال حيث يستغلون الأطفال لدفع مبالغ زهيدة لتحقيق مكاسب عالية.

يتم استخدام مواد رديئة ورخيصة مصنوعة من البتروكيماويات مثل البوليستر والاكليريك والتي تتحلل في مئات السنين، لتسهيل عملية البيع وبالتالي فإن متطلبات الكسب السريع والنهم في الحصول على أكبر مكاسب ممكنة يضع صحة المستهلك فى آخر أولويات أصحاب هذه المصانع إن لم تكن خارج حساباتهم أصلا!

من ناحية أخرى، تأتي الموضة البطيئة كحركة مضادة للموضة السريعة، والاستهلاك الطائش، حيث تدعو إلى التصنيع الذي يحترم الناس والبيئة والحيوانات.

والمقصود بـ”الموضة البطيئة” أو المستدامة، التركيز على الجودة والحرفية والاستخدام المستدام. في “الموضة البطيئة” يتم استخدام مواد طبيعية وصديقة للبيئة، ويتم إنتاج ملابس بكميات أقل وبجودة أعلى.

“الموضة البطيئة” أيضا تحترم حقوق العمال في مصانع الملابس.

أيضا “الموضة البطيئة” تعمل على حماية البيئة، توفير مال الناس على المدى الطويل، تقليل كمية نفايات صناعة الملابس، والتوعية بالقضايا الاجتماعية والبيئية.

وفقا لتقرير لـ”بي بي سي” يشير إلى إحصاءات الأمم المتحدة، فإن سروالا واحدا من الجينز يستهلك كيلوجراما من القطن والذي يستهلك – زراعة كيلوجرام من القطن- من 7.500 إلى 10.000 لتر من المياه! وقد ينتج هذا السروال ما يعادل 33.4 كيلوجراما من انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون.

كما أوضح التقرير أن إنتاج قميص من البوليستر يطلق 5.5 كيلو جرامات من ثاني أكسيد الكربون بينما حوالي 2.1 كيلوجرام للقميص القطني، أي الضعف.

وتعتبر صباغة المنسوجات ثاني أكبر ملوث للمياه في العالم، لأن المياه الفائضة من عمليات الصباغة يتم إلقاءها في الأنهار والبحار والمحيطات.

بالإضافة إلى ذلك، فقد يستهلك العالم حوالي 100 مليار قطعة جديدة من الملابس كل عام.

كلنا يمكن أن نساهم في الحد من انتشار “الموضة السريعة” ودعم الموضة المستدامة أو “البطيئة”، حيث يمكن أن نحدد أولوياتنا في شراء ملابسنا. يجب أن نعرف نوعية المواد التي يتم اعتمادها في تصنيع المنتج الذي نود أن نشتريه.

يمكننا التبرع بملابسنا التي لا نستعملها أو التي لا تزال بحالة جيدة لجمعيات خيرية أو لمصانع متخصصة في إعادة تدوير المنتجات.

اختيار ملابس تتكون بشكل أساسي من الألياف الطبيعية مثل القطن أو الكتان أو الصوف أو الحرير حيث أن المواد الطبيعية تعتبر أكثر أمانا للبيئة من المواد الاصطناعية.

شراء الملابس المستعملة يعد أحد الحلول أيضا حيث أنها توفر المال وتساعد في تقليل التأثير البيئي لصناعة الأزياء. فشراء الملابس المستعملة يمكن أن يكون فريد من نوعه، حيث أنك لن تجد نفس الملابس التي تراها في كل متجر للموضة السريعة وسيكون لك أسلوب خاص بك.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة