من فبركة صوت لـ فيديوهات “إباحية”.. طريق اللانهاية للابتزاز بتقنية الـ AI

في مصر، أشكال الابتزاز وأنواعه لا نهاية له، أكثره رواجًا في السنوات الماضية كان الإلكتروني بواسطة “الشات أو الفيديوهات وقنوات يوتيوب”، وفي أغلب الحالات الهدف يكون استغلال جسد الضحية، وأقل أنواع الابتزاز انتشارًا هو المادي ويحدث لبعض الفئات؛ يتم ابتزازهم بالمال لتجنب تشويه السمعة، لكن الأكثر حداثة هو الابتزاز الإلكتروني بتقنيات الـ AI الذكاء الاصطناعي.

بلوجر شهير يتعرض للابتزاز بتقنيات الـ AI

جون موسى، بلوجر معروف ولديه قنوات على كافة منصات البلاتفورم، تعرض للابتزاز الإلكتروني بتقنيات الـ AI، وقرر الإفصاح عن ما حدث له في مقطع فيديو مدته أكثر من 3 دقائق.

في مقطع الفيديو، قال جون موسى إن هناك فتيات “فبركوا” له فيديوهات غير أخلاقية “جنسية” بتقنية الذكاء الاصطناعي، وإنه ظل يعاني من هذه التهديدات لمدة 3 سنوات! ” قالوا ليا.. أنت لازم تبطل سوشيال ميديا وتقعد وهنكسر عينيك”.

واستكمل ما حدث معه بقول إن فيديوهاته التي نشرها بنفسه على قنواته وصلت لأكثر من 10 آلاف فيديو، لذلك كان من السهل على الأشخاص استخدامها في تطبيقات الذكاء الاصطناعي لصنع الأشياء التي يريدونها سواء استخدام صوت أو صورة أو تعبيرات وجه: “عملوا ليا 3 فيديوهات وأنا بقول إيه وأوضاع وبقول كلام وبعمل أصوات”.

وأشار في الفيديو الذي تحدث فيه عن تعرضه للابتزاز إنه استطاع الوصول إلى هؤلاء وقام بالإبلاغ عنهم وتقديم محاضر رسمية ضدهم: “أجروا رجالة عشان يرفعوا الفيديوهات ليا على اليوتيوب، وفي بنت منهم اشترت متابعين وعملت أكونت عشان لما تنزل الفيديو ينتشر أسرع.. وفي فيديو نزل وفي ناس بتدخل تبعت ليا تقول إلحق.. الموضوع وصل لتشويه وتكسير بني آدم وكان لازم الموضوع يمشي قانوني عشان كتير استحمل 3 سنين استغلال”.

تعرض محامية للإبتزاز.. “فبركوا صوتها بتقنيات الـ AI

نشرت صفحة “قاوم” وهي مبادرة معروف لدعم ضحايا جرائم الإنترنت، عن حالة ابتزاز إلكتروني بتقنية الـ AI :”النهاردة الفجر جتلنا مكالمة لتاني حالة، فويسات معموله بالذكاء الاصطناعي.. مستحيل تقدر تفرقها، سمعتها لأكثر من حد جنبي قالي إزاي واحدة بتتكلم كدا!”.

واستكمل أدمن المبادرة بسرد الواقعة: “الفويسات دي معموله لمحامية بنت طيبة جداً وبنت ناس، هي بنفسها بتقولي إزاي الكلام دا وهي في صدمة وأجمل ما في القصة إن زوجها مصمم إنه يروح يعمل بلاغ”.

كيفية “فبركة” فيديوهات أو فويسات بتقنية الـ AI

أجرى خبراء كاسبرسكي (فريق البحث والتحليل العالمي لاكتشاف التهديدات وحملات التجسس حول العالم) تحليل شمل العديد من أسواق الإنترنت المظلم والمنتديات السرية التي تقدم خدمات إنشاء مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية لأهداف خبيثة مختلفة، وفي بعض الحالات، قد يطلب الأفراد أهدافاً محددة لإنشاء التزييف والفبركة، مثل المشاهير أو الشخصيات السياسية.

وفي التحليل الذي نشر على موقعها، أكدوا العثور على أدوات وخدمات إنشاء تقنية التزييف العميق والفبركة في أسواق الإنترنت المظلم، وتشتمل هذه الخدمات على إنشاء مقاطع فيديو بتقنية الذكاء الاصطناعي لأغراض متنوعة، بما في ذلك الاحتيال والابتزاز وسرقة البيانات السرية.

وتختلف أسعار إنشاء أو شراء مقاطع بتقنية التزييف العميق (الذكاء الاصطناعي) تبعاً لمدى تعقيد المشروع وجودة المنتج النهائي. وتشير تقديرات خبراء كاسبرسكي إلى أن أسعار الدقيقة الواحدة لمقطع فيديو قد تتراوح من 300 إلى 20,000 دولار.

أرقام موثقة عن الابتزاز الإلكتروني في مصر

في محاولة للعثور على أرقام موثقة عن الابتزاز الإلكتروني في مصر، وإلى أين وصل وما الآليات التي تعمل عليها الجهات المعنية، لم نجد سوى أنه في شهري سبتمبر وأكتوبر 2021  تم تقديم 1038 بلاغًا بجريمة إلكترونية، ونجحت وزارة الداخلية في ضبط غالبية المتهمين في هذه الجرائم حتى الآن، كما شهدت آخر 10 أيام في شهر أكتوبر لعام 2021  وقوع 365 جريمة إلكترونية؛ وفقًا للدراسة التي أعدتها لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب المصري.

القانون في وقائع الابتزاز الإلكتروني

هناك نص قانوني صريح وواضح عن جرائم تقنية المعلومات بشكل عام، لكن لا يوجد مواد بعينها تخص حالات الابتزاز الإلكتروني أو الابتزاز بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث نصت المادة 25 من القانون 175 لسنة 2018 مكافحة جرائم تقنية المعلومات على أن (يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 شهور وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تجاوز 100 ألف جنيه أو بإحدى العقوبتين، كل من اعتدى على المبادئ الاسرية في المجتمع المصري أو انتهك حرمة الحياة الخاصة أو أرسل بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته أو منح بيانات شخصيته إلى نظام أو  موقع الكتروني لترويج السلع والخدمات دون موافقته أو نشر عن طريق الشبكة المعلوماتية او بإحدى وسائل تقنية المعلومات معلومات أو أخبارًا أو صورًا وما في حكمها تنتهك خصوصية أي شخص دون رضاه سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة أو غير صحيحة.

طلبات إلى الجهات المعنية بهدف تحجيم الخطر

وطالبت مبادرة “قاوم” المهتمة بدعم ضحايا الإنترنت من الجهات المعنية بسرعة نشر الوعي بخطورة الجريمة: ” بقالنا شهرين في قاوم بنجهز لورشة تحديات وتأثير الذكاء الاصطناعي على الجرائم الإلكترونية وبنحاول نوصل لأعضاء مجلس النواب المتخصصين في  الأمن القومي والاتصالات، لأنه خطر كبير يواجه الكوكب مش المجتمع عندنا بس، ونتمنى يحصل تعاون من الجميع بهدف السيطرة على تلك العصابات الممنهجة ورفع الوعي من أجل تقليل تلك الجرائم”.

التعليقات

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

موضوعات ذات صلة