في تدوينة لها على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وعدت أنس جمهورها بالعودة مرة أخرى لتحقيق لقب بطولة ويمبلدون للتنس.
وكانت اللاعبة التونسية أنس جابر خسرت نهائي بطولة ويمبلدون للمرة الثانية، يوم السبت الماضي. وعلى الرغم من كونها المرشحة الأوفر حظًا في النسختين إلا أنها خسرت المباراتين العام الماضٍ.
خسرت جابر المباراة النهائية أمام صاحبة الضربات القوية يلينا ريباكينا، وعندما أتيحت لها الفرصة في دور الثمانية الأسبوع الماضي ثأرت من هذه الهزيمة ثم أطاحت بالمصنفة الثانية أرينا سابلينكا من الدور قبل النهائي لتعديل إلى النهائي لمقابلة اللاعبة التشيكية غير المصنفة ماركيتا فوندر وسوفا، وكان كل الحديث قبل المباراة يدور حول أن أنس تستعد لأن تصبح أول امرأة أفريقية ولاعبة عربية تفوز ببطولة كبرى، بعد أن كانت أيضًا وصيفة لبطلة أمريكا المفتوحة عام 2022.
ووصفت أنس جابر هزيمتها أمام التشيكية ماركيتا فوندروسوفا بأنها الأكثر إيلامًا في مسيرتها. وقالت المصنفة السادسة وهي في حالة انهيار تام داخل الملعب عقب خسارتها نهائي ويمبلدون للعام الثاني على التوالي "سيكون من الصعب الحديث لأن هذا صعب للغاية، سأبدو قبيحة في الصور، وهذا لن يساعد، أعتقد بأن هذه هي الخسارة الأكثر إيلامًا في مسيرتي المهنية"، إلا أنها تقدمت بالتهنئة إلى ماركيتا وفريقها المساعد على هذه البطولة الرائعة، تتمتع أنس بالروح الرياضية فبعد انتهاء مباراة نصف النهائي في بطولة ويمبلدون العام الماضي، كسرت جابر التقاليد المتعارف عليها وسحبت منافستها في المباراة إلى وسط الملعب حتى تتلقى هتافات الجماهير هي الأخرى رغم هزيمتها.
تعتز أنس بقوتها وإصرارها وكان لتصريحها بأنها لن تستسلم، وستعود أقوى وتفوز يومًا ما بالبطولة الكبرى، معتبرة أن هذا وعد للجميع، ولقيت أنس الملقبة من قبل الجمهور بوزيرة السعادة لشخصيتها الجذابة والمحبوبة لدى الجماهير في جميع أنحاء العالم، ترحيبًا حارًا عندما خرجت من الملعب لتترك الساحة من أجل فوندروسوفا.
وقالت للجماهير "أقدر دعمكم، لقد كانت رحلة صعبة ولكن هذا هو التنس، أعدكم بالعودة ذات يوم للفوز بهذه البطولة".
وتحمل أنس التصنيف السادس عالميًا، لكن مشوارها إلى البطولة لم يكن سهلًا بالمرة فقد خضعت أنس لجراحة بعد مشاركتها في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس أوائل العام الجاري. لكن البطلة التونسية الدولية تمكنت من التعافي والعودة إلى خوض مباريات تنافسية في مارس.
وخسرت أنس جابر أمام ماركيتا فوندروسوفا بنتيجة 6-4 و6-4، لتصبح الأخيرة أول لاعبة غير مصنفة تحرز لقب فردي السيدات ببطولة ويمبلدون للتنس.
ودخلت جابر، التي خسرت أمام إيلينا ريباكينا في نهائي ويمبلدون وإيغا شيانتيك في نهائي أميركا المفتوحة العام الماضي، وهي تأمل في منح العرب اللقب الأول في البطولات الأربع الكبرى، وأن تكون أول لاعبة إفريقية تفوز بلقب كبير.
من هي أنس جابر؟
ولدت أنس الملقبة بـ "وزيرة السعادة" في تونس بمدينة قصر هلال الساحلية، بولاية المنستير، في 28 أغسطس 1994، في عائلة تتكون من شابين وفتاتين هي أصغرهم.
نشأت اللاعبة وسط عائلة مولعة بالتنس وكان والدتها سميرة الحشفي، في نهاية التسعينات من القرن الماضي، لاعبة تنس هاوية في نادي التنس بالمنستير.
تم اختيارها من قبل مدرب نادي التنس بحمام سوسة، نبيل مليكة، لتكون ضمن فريق البراعم وتبدأ في صقل موهبتها. وفي سن الثامنة بدأت أنس جابر في المشاركة في دورات محلية للمبتدئات، وحققت نتائج لافتة شجعت والديها على مزيد من الاهتمام بها ودعمها لمواصلة الطريق، حيث سافرت للمرة الأولى إلى باريس وهي في العاشرة من العمر حيث خاضت أول بطولة دولية لها.
استمرت أنس جابر في اللعب ضمن نادي حمام سوسة للتنس حتى بلوغها الثالثة عشرة حين انتقلت للدراسة في المعهد الرياضي بالعاصمة تونس للدراسة والتدريب وتطوير مهاراتها في اللعبة في نفس الوقت.
في 2011 حققت أول لقب دولي وفازت بلقب بطولة رولان غاروس للشابات عام 2011 عن عمر 16 عامًا، وفي 2012 خاضت في فبراير من العام نفسه أول بطولة في مسار رابطة لاعبات التنس المحترفات وذلك في الدوحة بقطر لكنها لم تتجاوز الأدوار الأولى.
وتوجت في يونيو 2021 ببطولة بيرمنغهام وهو أول لقب في مشوارها الاحترافي، و2022 كان عامًا ملهمًا بكل المقاييس بعد أن واصلت أنس لنهائي بطولتي الغراند سلام "ويمبلدون" و"فلاشنغ ميدوز".
اقرأ أيضاً: ميار شريف.. المصرية التي تلألأت كالجوهرة في ملاعب ويمبلدون